بالصور: الإمارات تكرم الفائزين بجائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب
أمين معلوف لـ"العين": علينا إعادة العقول والقلوب على أسس سليمة
احتفالية ثقافية عالمية جمعت كتاب وباحثين ودور نشر ومترجمين من دول عربية وغربية مختلفة لتكرمهم بجائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب.
احتفالية ثقافية عالمية جمعت كتابا وباحثين ودور نشر ومترجمين من دول عربية وغربية مختلفة لتكريمهم بجائزة الشيخ زايد العالمية للكتاب. هم الفائزون بالدورة العاشرة اجتمعوا مساء الأحد في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، حيث سلمهم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة في دولة الإمارات العربية المتحدة الجوائز.
وتسلم الروائي اللبناني الفرنسي أمين معلوف جائزته كشخصية العام الثقافية، حيث تسلم ميدالية ذهبية، تحمل شعار جائزة الشيخ زايد للكتاب وشهادة تقدير.
وقال أمين عام الجائزة الدكتور علي بن تميم خلال: "نقف اليوم إزاء لحظة مشرقة.. لحظة بهية.. لحظة فارقة .. مولد الجائزة قبل عشر سنوات وميلاد الرؤية.. رؤية أبو ظبي التي شيدت صرحاً معرفياً يفيء إليه العلماء والمفكرون والمبدعون والمثقفون في العالم العربي، إنها الرؤية التي تتجذر في الحاضر وتمتد إلى المستقبل وتؤرخ في الوقت عينه لانبثاق روح جديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة.. الأفكار لها أجنحة تعود إلى أصحابها .. هكذا تحدث ابن رشد، الشخصية التي يحتفي معرض أبو ظبي الدولي للكتاب بها، ونقول للقيادة الحكيمة في أبوظبي إن الرؤية لها أجنحة تعود بها إلى فرسانها".
وأشار بن تميم: "فلم يتقدم من يريد تأخرا، ولم يتأخر من يريد تقدما. أجدني في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ المنطقة العربية أتساءل عن العلاقة بين الصورة والواقع، تساؤل ينبع من صلب راهن نعايشه ونراه وقد نختلف في تشخيصه ورسم معالمه".
وقال: "يسعدنا أن يكون بيننا إلى جوار الفائزين الكرام الأديب العالمي أمين معلوف وهو من تقدم إبداعاته صورة تطابق تاريخنا وتنزلها منزلتها ولا تتعالى على الواقع وتعري الهويات القاتلة وتفضح زيف من يتاجرون بها. ويسرني أن أتقدم بخالص التهنئة للعلماء والمفكرين والمبدعين الفائزين، وكلي ثقة أنهم سيستلهمون نهج الراحل الكبير الشيخ زايد في عدم التفريط بالواقع من أجل الصورة أو تشويه الصورة أمام صخرة الواقع وأنهم يفيئون إلى ظلال السماحة والتواصل والحوار واحترام الآخر والعمل بتفان وإخلاص".
من جهته قال معلوف "بعد الشكر الجزيل العميق الصادق، كلمة واحدة في ذهني هذه الليلة.. من الكتب تبدأ إعادة البناء، بناء العقول والقلوب العقول النيرة والقلوب المتآلفة، بناء الأمل، بناء الثقة بالنفس.. الثقة بأن المستقبل ليس فقط للآخرين بل هو أيضاً لنا، لأبنائنا وبناتنا ولكل من يعشق العلم والفكر والفن والأدب، لكل من يعشق المعرفة والابتكار والإبداع"، وقال إن "المستقبل لمن يعشق الكتب أي لمن يعشق الحياة". أضاف "المستقبل لمن يعشق الكتب، أي لمن يعشق الحياة".
وكان لـ"بوابة العين" حديث خاص مع معلوف، العضو رقم 29 في الأكاديمية الفرنسية، اعتبر فيه أنه لا بد أن يعاد بناء القلوب والعقول على أسس سليمة ترتكز على الثقافة والعلم وفيها نظرة إلى المستقبل، خصوصاً في هذه المرحلة الحزينة، مرحلة الضياع". ورأى معلوف أنه "في هذه المرحلة بالتحديد من الضروري أن يحاول الانسان أن يعيد إلى الناس بعض الأمل وخاصة إلى الشباب".
معلوف الذي تكرمه الإمارات للمرة الثانية، حيث فاز في العام 2010 جائزة سلطان بن علي العويس للإنجاز الثقافي والعلمي عام 2010 قال إن "هذا التكريم يبعث في نفسه السرور والامتنان لهذه اللحظة الجميلة جداً"، مضيفاً إنه "يجب على الإنسان أن يعيش لحظات من هذا النوع ليعود إلى مكتبه وينعزل ويكتب بهدوء".
كتابة آمين معلوف التي ينتظرها دوماً قارئ متعطش، قد تكون لعمل يصدر باللغة العربية قريباً، لكن "هذا أمر غير مؤكد"، يقول معلوف لـ"العين".
وقال معلوف رداً على أسئلة الصحافيين حول انتقاده لبناء الاتحاد الأوروبي، "أنا أنتقد بناء الاتحاد الأوروبي بدون إعطاء الثقافة مكانة أكبر، والتركيز فقط على الجوانب السياسية والاقتصادية، وأعتقد أن أي مجتمع بحاجة إلى العمق الثقافي وإلى الاهتمام الثقافي وهذا ما أقوله اليوم خصوصاً في مرحلة فيها هبوط وفيها ضياع وتساؤلات كثيرة وهذه هي أكثر المراحل التي يحتاج فيها الانسان إلى البعد الثقافي".
كما تسلم الدكتور جمال سند السويدي، من الإمارات عن كتابه «السراب» من منشورات مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أبوظبي 2015، جائزة الشيخ زايد للتنمية وبناء الدولة.
وتتناول الدراسة ظاهرة الجماعات الدينية السياسية في مستويات بحث متعدّدة، فكرية وسياسية وثقافية واجتماعية وعقائدية، ويرصدها من منظور تاريخي متوقفاً عند ذروة صعودها السياسي في بداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين. كما تسعى الدراسة إلى تفكيك عديد من الإشكاليات التي أعاقت التنمية والتنوير والحداثة والتّقدّم ووسّعت الفجوة الحضارية بين العالم العربي والغرب. والكتاب غني بالمراجع الدقيقة بالعربية وبغيرها من اللغات التي تجعل منه موسوعة علمية هامة.
وتسلم الكاتب إبراهيم عبد المجيد من مصر، جائزة الشيخ زايد للآداب عن عمله «ما وراء الكتابة: تجربتي مع الإبداع» من إصدارات الدار المصرية اللبنانية، القاهرة 2014. يمثل هذا الكتاب سيرة تتناول بالعرض التحليلي الملابسات التي شكلت أعمال إبراهيم عبدالمجيد الروائية، والكتاب يعرض لهذه الأبعاد التي تبيّن الجذور الواقعية الأولى لهذه الأعمال الروائية، وتكشف العلاقة بين الواقع والمتخيّل. وهو شهادة إبداعية موسعة عابرة للأجناس الأدبية، وهو يعبر عن الحوارية والتعددية التي تستمد جماليتها من مختلف الأجناس.
أما جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية ففاز بها الدكتور سعيد يقطين، من المغرب، عن كتاب «الفكر الأدبي العربي: البنيات والأنساق» من منشورات ضفاف-بيروت، دار الأمان – الرباط، منشورات الاختلاف – الجزائر 2014. وتركز الدراسة على تأسيس مفهوم الفكر الأدبي العربي الذي يجمع بين التنظير والتطبيق. والكتاب يتميز بالجدة في الموضوع والدّقة في التناول إضافة إلى الانضباط المنهجي وشمولية العرض والتحليل وتنوع طرائق الباحث في التعامل مع مادته النقدية. فضلاً عن تنوع المصادر والمراجع بين اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية وحسن استخدامها وتوظيفها بمستويات مختلفة من التوظيف.
ونال جائزة الشيخ زايد للترجمة الدكتور كيان أحمد حازم يحيى من العراق، لترجمة كتاب «معنى المعنى» عن الإنجليزية من تأليف أوغدن ورتشاردز، وإصدارات دار الكتاب الجديد، بيروت 2015. وهي دراسة لأثر اللّغة في الفكر ولعِلم الرمزيّة لأوغدن وريتشاردز، يُعدّ الكتاب من كلاسيكيّات النقد الجديد، وتمتاز لغته بالصعوبة والكثافة الفكريّة ووفرة المصطلحات، وقد تصدّى المترجم لهذه الجوانب تصدّياً جادّاً فقدّم نصّاً متيناً وواضحاً، واختتم ترجمته بمَسْرد واسع للمصطلحات وآخر للأعلام. ولعلّ الكتاب يسدّ ثغرة في معرفة القارئ العربيّ لمناهل النقد الأوروبيّ الجديد والنصّوص التي تتمتّع فيه بقيمة تأسيسيّة.
وكانت جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات الأخرى من نصيب رشدي راشد مصري/ فرنسي، عن كتاب «الزوايا والمقدار» باللغة الفرنسية والعربية ومن منشورات دار دي غرويتير برلين. ويمثّل هذا الكتاب تتويجاً لمسار علميّ طويل في هذا الحقل، ويتوجّه إلى المختصّين وغير المختصّين. ينطلق مؤّلفه من موقف فكريّ يرى أنّ الحضارة إرث مشترك، وأنّ العرب في عصورهم الزاهرة قد أسهموا إسهاماً حقيقيّاً في هذا الإرث. وعلى هذا الأساس يعيد النظر في تاريخ الرياضيات والفلسفة ويدرس الزوايا والمقدار، لا سيّما مسألة الزاوية المماسّة في علاقة الرياضيّات بالفلسفة، حين لا يجد الرياضيّ جواباً عن مسألة من مسائله فيبحث عن حلول لها في الفلسفة. وتعتمد إعادة النظر هذه على عدد كبير من المخطوطات التي لم يتمّ نشرها من قبل، يجدها القارئ مثبّتة في أصولها العربيّة، ومترجمة إلى اللّغة الفرنسيّة، ويمكن اعتماداً عليها أن يتبيّن أنّها كانت مصادر الرياضيّين الأوربيّين في القرنين السادس عشر والسابع عشر للميلاد.
وفازت "دار الساقي" بجائزة الشيخ زايد للتقنيات الثقافية والنشر حيث تمتاز الدار منذ إنشائها في لندن عام 1979 ومن ثم في بيروت عام 1990 بصدورها عن مشروع فكري يتسم بالانفتاح ، كما أنّ منشوراتها المتميزة شكلا ومضمونا تغطي مجالات معرفية متعددة تجمع بين الإبداع والفكر والعلم والفن، فضلا عن حضورها الفاعل في الحياة الثقافية العربية وتواصلها الدائم مع وسائل الإعلام. وقد سبق لعدد من منشوراتها أن فاز في أكثر من حقل من حقول جائزة الشيخ زايد للكتاب.
وتجدر الإشارة إلى أن الجائزة كانت قد أعلنت عن حجب فرعي جائزة الشيخ زايد لأدب الطفل والناشئة، وجائزة الشيخ زايد للمؤلف الشاب، بناء على توصيات المحكمين الذين رأوا أن المشاركات التي وصلت في هذا الفرع لم ترتق إلى معايير المنح المتبعة في الجائزة. وأضافت بأن جائزة شخصية العام الثقافية ستعلن خلال أيام قليلة.
وكانت جائزة الشيخ زايد للكتاب قد تلقت ما يصل إلى 1169 من المشاركات في كل فروعها المعلنة ووصلت عدد المشاركات المقبولة إلى 120 مشاركة تم إعلانها في القوائم الطويلة. وقد جاءت الأعمال المختلفة من 33 بلداً عربياً وأجنبياً، منها: الإمارات والسعودية والبحرين والكويت والأردن وقطر وسلطنة عمان والجزائر والعراق والمغرب وتونس واليمن وسوريا وفلسطين ولبنان ومصر وليبيا وأذربيجان وبلجيكا وتنزانيا وتشاد ونيوزلندا وكندا والنمسا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وهولندا وبريطانيا.
ويقدم لشخصية العام الثقافية مبلغ مليون درهم إماراتي، في حين يحصل الفائز في الفروع الأخرى على ميدالية ذهبية وشهادة تقدير، بالإضافة إلى جائزة مالية بقيمة 750 ألف درهم.
aXA6IDE4LjIxOC4yLjE5MSA= جزيرة ام اند امز