انهيار عملي للهدنة اليمنية "الهشة" في يومها الـ 22

مليشيات الحوثي وصالح، أشعلت أغلب جبهات القتال باليمن، بعد ساعات من إعلان وفد الحكومة تعليق أعماله في المشاورات الجارية في الكويت

أشعلت مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أغلب جبهات القتال في اليمن، بعد ساعات من إعلان وفد الحكومة اليمنية تعليق أعماله في المشاورات الجارية في الكويت، احتجاجًا على التصعيد الخطير للمتمردين.

واتخذ وفد الحكومة قراره كرد فعل على اقتحام المتمردين فجر أمس، لأكبر لواء عسكري يمني "لواء العمالقة" بمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء، وجاء رد الفعل بالمزيد من الانتهاكات بصورة تؤكد انهيار هدنة وقف إطلاق النار الهشة التي أعلنتها الأمم المتحدة قبل 22 يومًا، وتحديدًا في العاشر من الشهر الماضي.

وقالت مصادر ميدانية وآخرون في اللجان المحلية لمراقبة وقف إطلاق النار لبوابة العين الإخبارية، "إن المتمردين الحوثيين وقوات صالح صعدت مساء أمس الأحد وخلال الساعات الأولى من فجر اليوم الاثنين من انتهاكاتها وخروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار في أغلب جبهات القتال، وشنت قصفًا مدفعيًّا وصاروخيًّا مكثفًا على مواقع الجيش والمقاومة وأحياء سكنية سقط خلالها قتلى وجرحى".

وأوضحت المصادر "أن مواجهات شرسة بمختلف أنواع الأسلحة تدور حاليا في جبهات القتال بمديرية صرواح غرب محافظة مأرب، بعد تصدي المقاومة والجيش لهجوم عنيف على مواقع قوات الشرعية"، مؤكدة سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وأضافت المصادر "أن المتمردين يواصلون حشد تعزيزات كبيرة بمنطقة "حباب" بين مديريتي صرواح غرب مأرب ومديرية خولان شرق العاصمة صنعاء".

وكشفت المصادر ذاتها عن تصاعد وتيرة المواجهات بين قوات الجيش والمقاومة الشعبية من جهة ومليشيات الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى في عدة جبهات بمحافظة الجوف شمال اليمن.

 وأشارت إلى اندلاع مواجهات هي الأعنف في مديريتي "الغيل" و"المصلوب" عقب هجوم للمتمردين ومحاولة تسلل فاشلة إلى مواقع الشرعية.

جرائم حرب

وفي محافظة تعز وسط اليمن، التي تعد المحافظة الأكثر خرقًا للهدنة من قبل المتمردين، أكدت مصادر محلية أن مليشيات الحوثي وصالح أقدمت أمس على إغلاق جميع المنافذ الغربية والمؤدية إلى وسط المدينة وشارع الستين شمالا، ومنعت الدخول والخروج من وإلى المدينة لتحكم بذلك الحصار التام عليها.

وقالت مصادر طبية لبوابة العين "إن قتيلا و7 جرحى سقطوا من المدنيين جراء القصف المتواصل على الأحياء السكنية من قبل الحوثيين وقوات صالح، فيما قتل أحد أفراد الجيش وأصيب 4 آخرين في قصف مماثل على مواقع الجيش والمقاومة شرق وغرب المدينة".

 وأشارت المصادر إلى أن مديرية الوازعية جنوب غرب تعز وعلى الحدود مع محافظة لحج جنوب اليمن تشهد انتهاكات صارخة من قبل المتمردين؛ حيث تشن المليشيات قصفًا عنيفًا على الأحياء السكنية وبشكل عشوائي، وتقوم بحملة اختطافات واسعة في صفوف المدنيين المعارضين لها وتفجير منازلهم، وأجبرت أكثر من ستة آلاف أسرة على النزوح القسري إلى مناطق مجاورة خلال نصف شهر فقط، فضلاً عن قيام المليشيات بإعدام عدد كبير من أبناء المديرية بتهم معارضتهم الحوثيين ورفضهم وجودهم في صورة ترقى إلى جرائم حرب.

إحباط تسلل

وفي محافظة لحج جنوب اليمن، قال قائد المقاومة في الجبهات الغربية المحاذية لتعز وباب المندب عبدربه غانم المحولي لبوابة العين الإخبارية، "إن المتمردين يسعون بكل الوسائل لاقتحام محافظة لحج من جبهات كرش والصبيحية، وحشدت تعزيزات ضخمة إلى الجبهتين لكنهم جوبهوا بصمود المقاومة والجيش الوطني، الذي تصدى لمحاولات الحوثيين وقوات صالح المتكررة للتسلل إلى مواقع المقاومة وتكبدوا خسائر كبيرة كان آخرها مساء أمس".

وأضاف أن "المليشيات ترد على خسائرها وفشلها في التقدم بقصف مدفعي وصاروخي عنيف على الأحياء السكنية ومواقع الجيش والمقاومة".

وفي السياق ذاته، قالت مصادر ميدانية لبوابة العين "إن قوات الشرعية عززت مواقع المقاومة في كرش بمحافظة لحج بمئات الجنود الذين تخرجوا مؤخرا من قاعدة العند الجوية الإستراتيجية بعد تلقيهم دورات مكثفة على يد ضباط إماراتيين وآخرين من قوات التحالف في القاعدة الجوية"، مشيرة إلى أن هذا التعزيز جاء بعد الخروقات المستمرة للحوثيين وهجومهم المتواصل على مواقع الشرعية في كرش.