لماذا يزداد الفقراء فقرًا والأغنياء ثراء؟
دراسة تحليلية جديدة تساءلت لماذا يزداد الفقراء فقرا رغم ارتفاع دخولهم بينما يزداد الأغنياء ثراء
كشفت دراسة تحليلية لعدد من المنظمات الإنسانية على رأسها منظمة "اوكسفام" البريطانية، أن الفقراء في العالم يزدادون فقرا رغم ارتفاع مصادر دخلهم، والأغنياء يزدادون ثراء، ومن هنا كان يجب طرح سؤال بسيط، "لماذا؟".
أثارت صحيفة "الجارديان" البريطانية هذا التساؤل في تقرير نشرت فيه الدراسة التحليلية، وتوصلت إلى أنه مع كل عام تظهر قوائم الأثرياء حسب تقييم مجلة "فوربس" وبيانات "كريدي سويس" للثروة العالمية، ليتضح فيها أن عدد اغنى الأغنياء لا يتعدون 62 شخصا ولكن يمتلكون ثروة لا يمتلكها 50% من سكان العالم.
وأظهرت بيانات المنظمات الإنسانية أنه كلما ازداد الأثرياء ثراء ازداد الفقراء فقرا، وأن الفقراء الذين يشكلون 50% من سكان العالم يملكون جميعهم أقل من تريليون دولار، وهو رقم أقل بكثير مما كانوا يمتلكون قبل 5 سنوات، بينما ازدادت ثروات الأغنياء بحوالي 500 مليار دولار.
وأشارت الصحيفة إلى أن أثرى الأثرياء يستطيعون جمع ثروات معينة في يوم واحد تكون أكثر مما يستطيع مصنع مليء بالعمال جمعه في عام كامل، مشيرة إلى أنه في يوم 21 أبريل الماضي تمكن الملياردير المعروف كارلوس سليم من جمع 400 مليون دولار.
وفي الوقت نفسه، فإن أشد الناس فقرا والبالغ عددهم 3 مليار و600 مليون شخص بما فيهم أشخاص مديونين أو لا يمتلكون شيئا وأشخاص لا يزيد صافي دخلهم عن 5 آلاف دولار سنويا، لن يستطيعوا الصمود امام الهزات المالية سواء كانت حصاد سيء أو فاتورة طبية باهظة، حتى أنهم لا يستطيعون الاستثمار في مستقبل أسرهم.
وأكدت الصحيفة أن هذا لا يعود فقط لعدم تساوي معدلات الدخل بل لأن مستوى دخل الأغنياء يزداد بشكل أسرع وأكبر من الآخرين، وذلك رغم أنه خلال الأعوام القليلة الماضية شهد دخل الفقراء في العالم ازديادا ملحوظا حيث تخطى الملايين منهم حد فقر، وباتت معدلات الفقر المدقع أقل من 10% حول العالم حسب آخر إحصائية العام الماضي.
ورأت الصحيفة أنه رغم تلك الإحصائية المبشرة إلا أنها قد لا تكون معبرة عن الواقع الحقيقي، متسائلة حول كيفية قياس معدلات الفقر المدقع في العالم وإذا كانت هذه الإحصائيات تستند في بياناتها على "الدخل أم الاستهلاك".
وأوضحت الصحيفة أهمية هذا التساؤل لأنه إذا استندت هذه الإحصاءات على الدخل فهذا ليس بالضروري أن يكون معبرا عن ثروة الشخص، لأن ثروة الفقير ليست دخله خاصة إذا كان ملتزم بديون معينة، مشيرة إلى أهمية توضيح الصلة على المستوى الفردي أو الأسري بين الدخل والثروة.
وتابعت الصحيفة قائلة إنه في حالة استناد الإحصاءات التي بشرت بانخفاض نسب الفقر المدقع على الاستهلاك، فهذا لا يعني ارتفاع دخل الشخص الفقير، بل قد يعني توجه الناس إلى الثروة أو الدين لتمويل استهلاكهم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال ارتفاع الاستهلاك والدخل معا، سيشعر الناس بمزيد من الثقة بشأن المستقبل حيث بات في أيديهم خيار إنفاق أكثر وادخار أقل.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA= جزيرة ام اند امز