"بسمة الحياة" ترسم الابتسامة على وجوه 10 آلاف طفل فقير
المبادرة حصلت على المركز الثالث من الأمم المتحدة للعمل التطوعي 2012، والمركز الأول كأفضل مجموعة تطوعية من جمعية باب الخير عام 2013.
"نريد أن نزرع البسمات على وجوه الأطفال، خصوصاً الأيتام والمحتاجين وغيرهم من الفئات العفيفة، فبسمة طفل محتاج أثناء منحه هدية تُنسي الشخص همومه وتجعله يشعر أن وجوده في هذه الحياة له معنى وغاية، فنحن مجموعة من الشباب المتطوعين قررنا أن نقتطع وقتا من يومنا لكي نترك بصمة في مكان ما، فمن خلال هذه الأعمال نتقرب لله عز وجل".. هكذا بدأت ختام عامر، المنسقة الإعلامية لمبادرة "بسمة حياة" تروي كيف كانت البداية.
يوجد في الأردن بحسب آخر الإحصائيات 160 ألف متطوع بشكل دائم في مختلف الجمعيات والمراكز والأندية التطوعية، وتجاوز مجموع ساعات العمل التي قام بها المتطوعون، 45 مليون ساعة عمل، استفاد منها بشكل مباشر نصف مليون مواطن، ووفرت لخزانة الأردن 45 مليون دينار أردني.
وتقول ختام عامر: "الخير متواجد في شباب هذه الأيام، لكنهم يحتاجون إلى موجه يشجعهم على عمل الخير ويوضح لهم مدى الأجر الذي سيحصدونه من وراء هذه الأعمال، وفي عام 2008 وجد الشاب محمد العلي أهمية تأسيس المبادرة، واليوم تضم أكثر من 60 متطوعا، معظمهم من الطلبة الجامعيين الذين يؤمنون بأهمية العمل التطوعي، وبفضل الله حصلنا على جوائز عديدة على الجهود التي بذلناها، من بينها المركز الثالث في منظمة الأمم المتحدة للعمل التطوعي في يوم التطوع العالمي لعام 2012، وأيضاً المركز الأول كأفضل مجموعة تطوعية من جمعية باب الخير عام 2013، وغيرها من الجوائز".
زرع القيم الإيجابية
تسعى مبادرة بسمة الحياة إلى تثقيف المجتمع بمعاني الخير والعطاء وكيفية التعامل معهم، وزرع الأمل والابتسامة الصادقة على وجوه الأيتام وتمكينهم من مقاومة محنتهم وتهيئتهم لمستقبل أفضل من خلال إكسابهم بعض المهارات الحياتية، وأيضا تعمل على تقدير واحترام فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من قبل المجتمع بتوعية المجتمع وتثقيفه حول كيفية التعامل معهم. تتابع عامر: "نعمل على عدة محاور من بينها تأمين الملابس الشتوية للأيتام والمحتاجين، وتوفير الوجبات لهم وأيضاً نأخذهم لأماكن اللعب المخصصة للأطفال، حتى يشعروا بالفرح، لا تقوم فكرة المبادرة على المساعدة المؤقتة فقط بل نحاول أن نبني فيهم القيم والمبادئ التي ستظل معهم طوال حياتهم.
تقول عامر: "للمبادرة عدد من الحملات وفي كل فترة نخطط لحملة جديدة تركز على الأيتام والعائلات المحتاجة، ومن أهم الحملات التي قمنا بها، حملة (إيد بايد بنعمر بيت سعيد) لترميم عدد من منازل العائلات المحتاجة وتزويدهم بالأثاث وبعض من أساسيات الحياة، أيضاً حملة (بسمتنا علامة جودتنا) تقوم على فكرة زرع قيم إيجابية هادفة كروح العمل الجماعي، ومشاركة الأطفال للعمل ليوم واحد في أحد المطاعم والمحال التجارية، لنزرع في نفوسهم أهمية العمل، والكثير من الحملات خاصة في شهر رمضان الفضيل نسعى دوماً لتحسين حياة الأيتام وتغيير فكرهم بشكل إيجابي".
أسهمت مبادرة بسمة الحياة في مساعدة 10 الآف طفل فقير ويتيم، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي يتم جمع التبرعات، ويتم الوصول إلى المحتاجين في أي منطقة بواسطة التنسيق بين المبادرة والجمعيات المتواجدة في تلك المصداقية حرصاً على الدقة في العمل.
وتقول عامر إن المتطوعين في المبادرة وجدوا في بداية طريقهم عدة عراقيل من بينها عدم توفر التبرعات بشكل دائم، ونقص المستوى المعرفي والثقافي في مجال الخدمة المجتمعية والتطوعية، وندرة الخبرات التطوعية ذات الكفاءة في مجال العمل التطوعي في المجتمع الأردني، ولكن بالاستعانة بالإيمان بالله عز وجل استطاعوا أن يستمروا بخططهم، على حد قولها.
وتضيف: "يجتمع المتطوعون في بسمة الحياة بشكل دائم لدراسة أي فكرة وإيجاد الطرق لتطبيقها، وتأتي أهمية العمل التطوعي بحسب عامر بأنه عمل خياري يقوم به الشخص من تلقاء ذاته، ما يمنح مؤشرا على مدى الخير المزروع فينا كأشخاص، فحين يقوم الأشخاص بدورهم في مساندة المحتاجين، ومن جهة أخرى تقوم المؤسسات بدعم هذه الفئات، فإننا بذلك نسعى مع المستقبل إلى ألا يكون هناك أي محتاج، وحتى الشخص المحتاج الآن نولد به، من خلال المحاضرات والتثقيف، أهمية النهوض بنفسه وصولاً للنهوض بالمجتمع".