اللحم "المصنع معمليا".. هل يكون المستقبل الصحي لمحبي اللحوم؟
علماء هولنديون يعملون بكامل قوتهم من أجل إنتاج لحوم مصنعة داخل المعمل ويقولون إنه سيكون صحيًّا أكثر من اللحوم التقليدية
هل فكرت يومًا في تناول شريحة همبرجر مصنعة داخل المعمل؟ هل تعتقد أنها ستكون صحية أكثر من اللحم الطبيعي؟ هناك علماء هولنديون يعملون بكامل قوتهم من أجل إنتاج لحوم مصنعة داخل المعمل ويقول إنه سيكون صحيًّا أكثر من اللحوم التقليدية، كما أنه سيكون أكثر ملاءمة للبيئة.
في أغسطس/آب 2013، تباهى فريق من العلماء الهولنديين بلحم الهمبرجر المصنع معمليًّا، وبلغت تكلفته 330 ألف دولار، ومنذ شهرين فقط، قامت شركة «ممفيس ميتز» الأمريكية، بقلي أول كرات لحم مصنعة معمليًّا، وكانت التكلفة 18 ألف دولار لكل رطل، وقال الذين تذوقوا هذه الأنواع إنها لا تختلف كثيرًا عن اللحم الحقيقي.
وفقًا لأولئك العلماء الهولنديون ومسئولو الشركة الأمريكيون، سيبدأ هذا اللحم المصنع معمليًّا بالظهور في المحلات والمطاعم خلال سنوات قليلة، حسب ما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.
وأولئك الأشخاص ليسوا الفرق الوحيدة التي تعمل على «اللحم المستولد صناعيًّا» -كما يفضلوا تلقيبه- فشركة «مودرن ميادوي» تعد بأن «رقائق شرائح اللحم» سوف تنتشر في الأسواق في المستقبل القريب.
من ناحية أخرى، خلصت دراسة أجريت في 2011 إلى أن اللحم المصنع معمليًّا سوف يقلل من حجم المزارع الضرورية لإنتاج شرائح اللحم والنقانق واللحم المقدد بنسبة 99%، وتقليل الحاجة إلى الماء الضروري لهذا الإنتاج بنسبة 90%.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن رطلا من اللحم المصنع معمليًّا سوف ينتج كميات من انبعاثات الغازات الدفيئة الملوثة أقل بكثير من تلك الناتجة عن الأبقار والخنازير وحتى الدواجن.
إلا أن أحد تحاليل تحليل دورة الحياة أجري عام 2015 بشأن إنتاج اللحوم المستولدة صناعيًّا في الولايات المتحدة الأمريكية، رسم صورة أقل وردية إذا أخذنا في الاعتبار توليد الكهرباء والحرارة الضرورية لنمو الخلايا في المعمل.
وقالت «كارولين ماتيك» قائدة التحليل ومهندسة بيئية في جامعة ولاية أريزونا، إنه من المبكر معرفة الآثار البيئية لأول منتجات لحوم مستولدة صناعيًّا، ومع ذلك فالتكنولوجيا الحديثة غالبًا ما تأتي مع مفاضلات.
وضربت «ماتيك» المثل بالسيارات التي قدمت منافع ضخمة أكثر من الأحصنة في أوائل القرن الماضي، ولكن حاليًا ينبعث منها الكثير من ثاني أكسيد الكربون، وهذا لا يعني أن نتخلى عن السيارات أو التوقف عن إجراء الأبحاث عن اللحوم المستولدة صناعيًّا، ولكن يجب علينا الاستعداد لإدارة السلبيات.
إلا أن «مارك بوست» العالم الهولندي الذي يقف وراء إنتاج الهمبرجر المستولدة صناعيًّا في 2013، يؤمن أنه يمكن تخفيض كم الطاقة المطلوب، موضحًا أن واحدة من نفقات الطاقة الكبيرة تكون عند تنظيف الخزانات بالحرارة، ولكن الصابون قد يكون فعال للغاية، حسب قوله.
ومع ذلك، لا تزال المنافع الصحية لتلك اللحوم المستولدة صناعيًّا ليست واضحة وضوحًا كليًّا، ففي بعض الجوانب، يقول باحثون إن اللحوم المصنعة معمليًّا قد تكون أفضل لنا، لأن هذه اللحوم ستنتج بيئات معقمة، وستكون خالية من البكتريا الخطيرة.
ومن بين الأشياء التي يحتمل إزالتها من اللحوم المستولدة صناعيًّا أو تقليلها تقليلًا كبيرًا، هي الدهون المشبعة، التي تزيد من مستوى الكوليسترول السيء، مما يزيد من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية أو أمراض القلب، ويمكن في المقابل أن يحل الحمض الدهني «الأوميجا 3» محل الدهون المشبعة.
aXA6IDE4LjE5MS4xNTQuMTMyIA== جزيرة ام اند امز