فتْح المدارس في المنطقة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة بمدينة حلب، شمال سوريا، بعد أسبوعين من القصف الدامي العنيف.
مدد العمل بالهدنة لثلاثة أيام في مدينة حلب المقسمة شمال سوريا حيث عاد قسم من الأهالي إلى منازلهم، اليوم السبت، وفتحت المدارس في المنطقة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة بعد أسبوعين من القصف الدامي العنيف.
برعاية موسكو وواشنطن، مددت الهدنة التي انتهت منتصف الليلة الماضية حتى منتصف ليل الاثنين، وفق ما أعلنت موسكو حليفة النظام السوري برئاسة بشار الاسد.
ومع توقف المعارك التي أوقعت قرابة 300 قتيل من 22 أبريل/ نيسان إلى 5 مايو/ايار، بدأت بعض العائلات تعود إلى منازلها في الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها فصائل المعارضة.
يقول أبو محمد (45 عاما) الذي عاد مع زوجته وأولاده الستة إلى حي الكلاسة بعد أن نزحوا إلى ريف إدلب "نزحنا الأسبوع الماضي بسبب اشتداد الغارات الجوية وحصول مجازر في الحي. واليوم قررت العودة بعد أن أكد لي أقاربي أن الغارات الجوية توقفت. أتمنى أن يستمر الهدوء وألا اضطر مرة أخرى للنزوح".
وفي مدرسة حي الشعار، قال الأستاذ براء "تقريبا جميع الطلاب عادوا اليوم للمدرسة ولم يتغيب سوى البعض ممن نزحوا ربما لخارج المدينة. أشعر بالنشاط والتشوق لتدريس الطلاب من جديد".
"جبهات حرب"
بدأ سريان الهدنة في حلب الخميس بعد انهيار وقف إطلاق النار الذي تم الالتزام به في كل البلاد بين القوات السرية وقوات المعارضة في 27 فبراير/شباط.
وتكتسب حلب اهمية رمزية كبيرة بالنسبة للنظام السوري لاعتبارها تشكل معركة حاسمة في صراعه مع فصائل المعارضة المسلحة، وفق المحللين.
أما بالنسبة للفصائل المعارضة فإن سقوط حلب سيوجه ضربة شبه قاضية لها بعد تراجع نفوذها مع تصاعد قوة تنظيم جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وتنظيم داعش، اللذين يسيطران على مساحات واسعة من سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه "بهدف الحؤول دون تدهور الوضع، وبمبادرة من الجانب الروسي، تم تمديد نظام التهدئة في محافظة اللاذقية وفي مدينة حلب اعتبارا من الساعة 00,01 من يوم 7 مايو/ أيار لمدة 72 ساعة".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن ملتزمة الحفاظ على هذه الهدنة لأطول وقت ممكن والهدف هو "التوصل إلى الالتزام بوقف الأعمال القتالية في سائر أنحاء سوريا".
ولكن المعارك مستمرة في مناطق أخرى في محافظة حلب وفي محافظات دير الزور في الشرق ودمشق وحمص في الوسط ودرعا في الجنوب بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، وبين القوات السورية والجهاديين وحتى بين الفصائل المعارضة والجهاديين ومعظمهم من الأجانب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم داعش قام بتعليق جثث عشرة جنود سوريين قتلوا خلال المعارك العنيفة على سور حديقة في دير الزور.
ويسعى الغرب منذ أشهر لدفع روسيا والنظام السوري إلى تركيز المعارك ضد الفصائل الإرهابية (داعش وجبهة النصرة) والتوصل إلى حل للحرب الدائرة منذ 2011 بعد أن أوقعت أكثر من 270 ألف قتيل وأدت إلى نزوح الملايين وتسببت بكارثة إنسانية على نطاق واسع.
aXA6IDE4LjIyNC41OS4xMDcg جزيرة ام اند امز