مميش لـ"العين": قناة السويس الجديدة أحبطت أفكارا لشق قناة منافسة
مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس أكد أن استغلال نمو حركة التجارة الصينية الأوروبية كان محط أنظار دول إقليمية
قال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، إن قناة السويس الجديدة أثبتت عددًا من النتائج الهامة طيلة الأشهر التسع الماضية منذ افتتاحها في أغسطس/آب 2016.
وأكد مميش في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية على هامش استضافة الهيئة لمجموعة من الأكاديمين نهاية الأسبوع الماضي أن مشروع قناة السويس الجديد أحبط أفكارًا لدولاً بالمنطقة كانت تدرس لشق قناة منافسة تستفيد من مستقبل نمو التجارة الصينية الأوروبية، وكذلك حركة نقل النفط الخليجي إلى أوروبا.
وأوضح أن مصر كانت لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا التحدي، خاصةً أن خطوط الملاحة الدولية تبحث دومًا عن الوسيلة الأكثر أمانًا وكفاءة اقتصادية، ومن ثم بات لزامًا علينا توسعة وتعميق القناة بطول 37 كلم، وشق 35 كلم أخرى بعمق 66 قدمًا لاستيعاب حركة التطور في صناعة السفن التي تتجه نحو التوسع في إنشاء السفن العملاقة.
وقد تردد في العام 2013 أنباءً عن اتجاه الكيان الصهيوني لشق قناة تحمل اسم "ابن جوريون" تربط بين ميناء إيلات المُطل على البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وتعتمد على فكرة الازدواج في توفير مجريان لنقل البضائع شمالاً وجنوبًا.
وأشار إلى أن الازدواج الذي حققته القناة الجديدة قلل من المخاطر التي تواجهها خطوط الملاحة الدولية من تأخر تسليم البضائع في حالة وقوع أي أحداث طارئة بأحد مجريي القناة، نظرًا لتمتع قناة السويس بمرونة الاعتماد على أحدهما لتسيير حركة الملاحة وقت الطوارئ.
كما شدد مميش على أن حادثتي شحوط وجنوح سفينتين خلال الشهرين الماضيين أثمرتا عن ارتفاع التصنيف العالمي لقناة السويس كمجرى ملاحي، والتأكيد على كونها القناة الأم بالعالم.
وأوضح أنه لولا القناة الجديدة لتعطلت حركة الملاحة كليًا، وحينها ستتحمل الشركات العالمية خسائر اقتصادية فادحة وستواجه تداعيات التأخر في مواعيد التسليم لحين انتهاء القناة من انتشال أو تعويم السفن التي تعرضت لحوادث.
وتابع: هناك نتائج أخرى مترتبة على مصر، أبرزها تراجع حجم التدفقات النقدية بالعملة الصعبة في الوقت الذي تواجه فيه البلاد من نقص رصيد النقد الأجنبي اللازم لتأمين احتياجتنا من الأدوية والأغذية.
وقد شهدت قناة السويس نهاية فبراير/شباط الماضي جنوح السفينة البنمية "NEW KATERINA" بالقناة الرئيسية وتعرضها لتلفيات وكانت تحمل على متنها شحنة من تراب الحديد، واستغرق أعمال تخفيف الحمولة وتعويم السفينة نحو 18 يومًا.
وعلق الرئيس عبدالفتاح السيسي الخميس الماضي في خطابه أثناء الاحتفال بموسم حصاد 10 آلاف فدان من القمح بالفرافرة أنه لولا الاعتماد على قناة السويس الجديدة في تسيير حركة الملاحة أثناء فترة إنقاذ السفينة البنمية لكانت تعرضت مصر لخسائر قدرها 1.050 مليار جنيه.
كما سجلت قناة السويس في 29 أبريل/نيسان الماضي حادثة تعطل سفينة الحاويات الليبيرية MSC FABIOLA نتيجة عطل بالمولدات الكهربائية، واستغرقت يومين لتنفيذ أعمال التعويم والإنقاذ.
فيما ذكر الفريق مهاب مميش أن ننظر إلى قناة السويس الجديدة باعتبارها مشروع قومي يحقق الأهداف المطلوبة منه على الأجل المتوسط، سواء على صعيد الإيرادات أو كمُقدمة أساسية لتنفيذ أعمال تطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأضاف بأننا من جهة أخرى نعمل على تطوير المعدات المعاونة من اللنشات والقاطرات المخصصة لخدمة السفن العابرة للقناة، حيث تم قبل شهرين توقيع اتفاقية مع ترسانة دوسكتا بالسويد لبناء لانشات سريعة وزوارق ألومونيوم متعددة الاستخدامات.
كما وقَّعت هيئة قناة السويس الشهر الماضي اتفاقية مع شركة ميتسوبيشي اليابانية للصناعات الثقيلة لإعداد دراسات تطوير ترسانتي مينائي بورسعيد وبورتوفيق، وإنشاء ميناء جديد ببورسعيد، إلى جانب إنشاء ترسانة جديدة بموقع الجونة ببورسعيد يضم أحواض جافة وروافع سفن.