عباس في القاهرة للمرة العاشرة.. ما الجديدة في هذه الزيارة؟
رغم أن عباس زار القاهرة 10 مرات، منذ تولي السيسي، لكن المتأمل في نتائج الزيارات السابقة، يسهل عليه بلورة ما خرج به اجتماع الرئيسين
ربما لا يعول الفلسطينيون، على خبر زيارة رئيسهم الفلسطيني، إلى أي من العواصم العربية والأوروبية، مثلما يعولون على زيارته إلى العاصمة القاهرة، لكن في كل مرة تعلق الآمال، كسابقتها على ملف فتح معبر رفح، الذي تراجعت أهميته أمام آخر مستجدات الأوضاع السياسية، التي تشهدها فلسطين.
ورغم أن ملف فتح معبر رفح البري، يشغل بال قرابة مليوني مواطن يعيشون في قطاع غزة، لكنه لم يعد يستحوذ على المباحثات الثنائية بين كل من الرئيس محمود عباس ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، في مقابل ملفات تتعلق بالاستيطان، والمبادرات الجديدة، والتي آخرها الفرنسية لبحث حل للقضية الفلسطينية.
وتأتي هذه الزيارة التي تعد الـ 10 منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، في وقت تسعى فيه القيادة الفلسطينية لحشد الدعم للمبادرة الفرنسية لحل القضية الفلسطينية، والمساعي المتجددة من أجل تحديد الوقت لطرح مشروع قرار في مجلس الأمن حول الاستيطان.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر، الدكتور ناجي شراب، رأى في تصريح لـبوابة "العين" أن هذه الزيارة تأتي في إطار الزيارات الاعتيادية لمصر، إلا أنها هذه المرة تكتسب أهمية كبيرة بعد رفض إسرائيل المبادرة الفرنسية، لافتًا إلى أن ملف المصالحة الوطنية سيكون حاضرا بقوة على طاولة المباحثات في القاهرة لأهمية ومحورية مصر.
وقال سميح شبيب، المحلل السياسي البارز، وأستاذ الفلسفة في جامعة بيرزيت، لـ"العين" إن الزيارة تأتي في ظل أحداث متشعبة، وفي ظل معاناة أهالي غزة بسبب الحصار، ولبحث أفق فتح معبر رفح، لافتا إلى أن السلطات المصرية تتمسك بالتعاطي الرسمي مع السلطة الفلسطينية بحيث يكون هناك قوات رسمية على الحدود وفي المعبر وليس كما هو الوضع حاليا حيث تتواجد قوات تابعة لفصيل دون سواه.
وتأتي زيارة عباس العاشرة، بهدف بحث مستجدات القضية الفلسطينية، وفي مقدمتهما مفاوضات عملية السلام، وما تتعرض له القدس المحتلة في الوقت الراهن، وقد يتم التطرق لملف المصالحة بين "فتح" و "حماس" بعد المفاوضات الأخيرة التي أجريت في العاصمة القطرية الدوحة، خلال شهري فبراير / شباط ، ومارس/آذار الماضيين.
كما قد يتطرق اللقاء، إلى المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي لبحث عملية السلام بين فلسطين و"إسرائيل"، من المقرر انعقاده يوم 30 مايو/ أيار الجاري، في محاولة لتحريك المياه الراكدة في المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية، خاصة في ظل رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين قدماء في سجونها.
وكانت أول زيارات عباس إلى القاهرة عهد السيسي في 16 يوليو/تموز 2014، عقب تولي الأخير مقاليد الحكم، وحظيت الزيارة بزخم سياسي وإعلامي، لتزامنها مع العدوان الإسرائيلي على غزة وبعدما دعت القاهرة إلى مبادرة لوقف إطلاق النار.
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز