"الفشل الكلوي".. القاتل الصامت في غزة
القلق ينتاب الشاب الفلسطيني محمود خليل في كل مرة يتوجه فيها لرحلة الألم الإجباري لغسيل الكلى، عمّا إذا كان سيجد الجرعة الدوائية اللازمة
ينتاب القلق الشاب الفلسطيني محمود خليل في كل مرة يتوجه فيها لرحلة الألم الإجباري لغسيل الكلى في المشفى، عمّا إذا كان سيجد الجرعة الدوائية اللازمة له؛ أم أنه لن يجدها كما حدث في مرات سابقة بفعل الحصار؛ ليبقى يتجرع الألم.
تنفس خليل الصعداء عندما أبلغه الطبيب المعالج في مشفى جنوب قطاع غزة، أنه سيجري عملية الغسل؛ التي تستمر لما يتراوح بين 3-4 ساعات، وقال لـ"بوابة العين": "أحيانا بعض الجرعات لا تتوفر ما يؤثر على انتظام علاجنا".
حالة قلق خليل تتكرر 3 مرات أسبوعيا، وهو عدد المرات التي يضطر فيها لإجراء غسيل الكلى مثله مثل ما لا يقل عن 500 مريض فلسطيني بقطاع غزة يعانون ذات مرض "القاتل الصامت" (الفشل الكلوي).
الحصار ونقص الأدوية
ويؤكد الدكتور محمود وادي، رئيس قسم أمراض الكلى بمجمع ناصر الطبي جنوب قطاع غزة، أن هناك نقصا في الأدوية والمستهلكات الطبية الخاصة بمرضى غسيل الكلى، خاصة هرمون الأيرثروبين موضحاً أن مرضي الفشل الكلوي المزمن الذين يتعالجون بواسطة الديلزة الدموية يعانون من فقر الدم ويحتاجون إلى هذا العقار.
وأشار وادي في حديثه لبوابة "العين" أن العقار غير متوفر بشكل مستمر؛ ما يضطرنا لنقل الدم ما يعرض المريض إلى مضاعفات"، منبها إلى أن عدم توفر العلاج يسبب فقر الدم ويؤثر علي جميع أعضاء الجسم مما يدخل المريض بعواقب خطيرة .
وبحسب وادي، فإن المريض يحتاج إلى جرعة حسب وزنة، والجرعة الواحدة يصل سعرها إلى 60 شيكل (16 دولار) في الصيدليات الخاصة، إضافة لعدم توفر أدوية هشاشة العظام الكلوية التي تصيب المريض بشكل مستمر خاصة إذا مر 10 سنوات عليه، حيث يصل سعر الجرعة إلى 560 دولارا، وهو أمر يفوق قدرة غالبية المرضى خاصة أن احتياجها متكرر.
وتفرض إسرائيل حصارًا مشددًا على قطاع غزة منذ عام 2006، وشددته بعد انفراد حماس بحكم قطاع غزة منتصف 2007، وبلغت ذروته في الآونة الأخيرة بمنع إدخال الإسمنت وتوقف حركة الإعمار، وتفاقم أزمات الكهرباء والغاز، ساهم ذلك في تردي الوضع الاقتصادي وازدياد نسبة الفقر وتفشي البطالة.
أزمة الكهرباء
وينبه وادي أن أي نقص في أحد متطلبات الغسيل، يؤدي إلى توقف عملية الغسيل بشكل كامل، لأنها تعمل بنظام متكامل، ويحدث هذا النقص كل فترة، ما يجعل القسم أمام كارثة في ظل عدم وجود بدائل أخرى".
وأشار إلى أن انقطاع التيار الكهربائي والنقص الحاصل في السولار الصناعي لتشغيل مولدات المستشفى، يؤدي إلى توقف أجهزة الغسيل، "لأن جميع تلك الأجهزة تعمل على الطاقة الكهربائية.
وفي مجمع ناصر الطبي يتردد يوميا ما بين 45-60 مريضا على ثلاث دوريات عمل فيما يتكون الفريق المعالج من 5 أطباء و12 ممرضا، وهو ما يرى فيه وادي إشكالية إضافية كون هذا الفريق غير كافي لمتابعة الأعداد المتزايدة من المرضى.
وأوضح أن انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر يؤثر سلبًا على الأجهزة ويحدث خلل فيها، كونها أجهزة مبرمجة، وقد يؤدي ذلك إلى توقف الجهاز بشكل كامل لعدم وجود قطع غيار للأجهزة.
ويطالب وادي المجتمع الدولي وكل مؤسسات حقوق الانسان الدولية بالعمل على رفع الصحار المفروض على قطاع غزة وإدخال الادوية والمستلزمات الطبية التي تعانى من نقص حاد.
aXA6IDE4LjIyNC43MC4xMSA= جزيرة ام اند امز