شكيب خليل وزير الطاقة الأسبق بالجزائر.. عودة مفاجئة وجولات غامضة

سياسيون جزائريون يرون أن عودة وزير الطاقة الجزائري الأسبق إلى المشهد السياسي، بهدف إعداده لخلافة بوتفليقة
ارتبط اسم وزير الطاقة الجزائري الأسبق شكيب خليل، بتهم فساد تسببت في ملاحقته قضائيا، وأجبرته على مغادرة البلاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2013، لكنه عاد مؤخرا إلى الجزائر بعد تبرئة ساحته من القضايا، في خطوة وصفت بـ "المفاجئة"، ليبدأ بعد أيام من العودة جولات مكوكية في "الزوايا" المختلفة بالولايات الجزائرية.
ومنذ غادر خليل الجزائر، اختفى عن الأنظار والأخبار، لكنه عاد ليفرض نفسه بقوة، بعد أن صار مادة معتادة في كل الصحف، التي تحاول أن تبحث عن السبب وراء عودته المفاجئة وجولاته على "الزوايا".
والزوايا، من المؤسسات الدينية الرئيسة في الجزائر، حيث يوجد لكل طريقة من الطرق الصوفية زاوية خاصة بها يقوم عليها أحد الشيوخ، وربط سياسيون بين جولات شكيب عليها، والحالة الصحية للرئيس الجزائري.
عبدالله جاب الله، رئيس حزب العدالة والتنمية، قال أن شكيب يبحث من وراء هذه الزيارات إلى تبييض صورته بعد اتهامه بالفساد.
وأضاف، في تصريحات نشرتها صحيفة الشروق الجزائرية، إلى أن "تبييض الصورة"، تأتي في إطار التحضيرات الجارية للمرحلة القادمة.
ورغم أن وزير الطاقة الأسبق، وصف هذه الزيارات بأنها "ذات طابع شخصي"، إلا أن ذلك لم يقنع المجتمع السياسي الجزائري.
وسبق أن قالت، لويزة حنون زعيمة حزب العمال إن الجولات التي يقوم بها شكيب خليل تتم في إطار منظم من جهات رسمية، وأنها أبعد ما تكون عن زيارات شخصية، مثلما يقول وزير الطاقة الأسبق، مشيرة إلى أنها تمتلك الدليل الذي يثبت أن الإدارة متورطة في عملية تبييض شكيب خليل.
وأضافت في تصريحات نقلتها صحيفة القدس العربي يوم 30 إبريل الماضي، أن مديرية الشؤون الدينية لولاية الشلف (190 كيلومترا غرب العاصمة) التابعة لوزارة الشؤون الدينية أرسلت دعوات رسمية لنواب الولاية في البرلمان من أجل الحضور لاستقبال شكيب خليل المتهم بقضايا فساد خلال زيارته لزاوية طرقية بالمدينة.
ويتزامن مع هذه الجولات، نشاط مكثف يقوم به الفريق المصاحب لوزير الطاقة الأسبق على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وضع مؤخرا على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك تسجيلات بلغات متعددة خاطب من خلالها الجمهور ودعاهم إلى مساعدته لتحقيق الأمن والعدالة الاجتماعية.
ويرى مراقبون إن هذه الرسائل جديدة في خطاب شكيب خليل وإنها تمهد لحملة سياسية دعائية مبكرة، لاسيما أنه قال في إحداها : "أود أن نشتغل معا، لكي تتطور بلادنا الجزائر في أمن وأمان، وفي إطار ترقية اقتصادية متواصلة ومستدامة".
ومن جانبها، ترفض الجهات الرسمية التعليق على تلك الجولات، واكتفى أحمد اويحي مدير الديوان الجمهوري بقوله لدى سؤاله عنها " عودة شكيب خليل أمر عادي كونه مواطنا جزائريا".