الصين.. دبلوماسية "دفتر الشيكات" مع أوروبا
الصين تنتهج سياسة جديدة هي "دبلوماسية دفتر الشيكات"، لمنافسة الدول الأوروبية للحصول على حصة السوق الاستهلاكية.
يحمل بعض السياسيين أوروبا وإدارة أوباما مسؤولية تعميق الأزمة بين الطرفين، خاصة أن الولايات المتحدة هي حليف تاريخي لها، في الوقت التي تسعي فيه القارة القديمة الصين لاستعادة السيطرة والتقرب إلى أوروبا.
وتستثمر الصين هذا الخلاف، حيث قام الرئيس الصيني "شي جين" بزيارة إلى جمهور التشيك في مارس الماضي، وتعد الزيارة عرض للقرار الاستراتيجي للصين في محاولتها للتقرب من أوروبا.
وبحسب مقال نشر بموقع "السياسة" الأمريكي، يشرح تطور العلاقات بين الصين وأوروبا
الصين والتشيك:
واختارت الصين مدينة "براغ" في أول قمة ثنائية مع أوروبا الشرقية، منذ 20 عامًا، وأعربت الحكومة التشيكية حسن النوايا تجاه سياسة الصين الخارجية، وتركيزها على بناء شبكة بنية تحتية، لتصبح الصين أكبر شريك تجاري للتشيك خارج دول الاتحاد الأوروبي، بعد توقيع اتفاقيات جديدة بنحو 4 مليارات يورو معها.
وتعد جمهورية التشيك الوحيدة في دول الاتحاد الأوروبي، الحريصة على إقامة علاقات تجارية مع الصين، والمجر، وسلوفاكيا، وبولندا، ورمانيا، وبلغاريا، وأعلنت عن رغبتها لتطوير العلاقات الاقتصادية بشكل أكبر.
وبنهاية العام الماضي، شاركت صربيا والمجر في صفقات منفصلة مع مستثمرين صينين مدعومين من حكومة دولتهم، خاصة بمشاريع السكك الحديد عالية السريعة بين مدينتي بودابست وبلغراد، ونظرًا لمعاناة صربيا من ضائقة مالية، وحاجاتها إلى استثمارات في البنية التحتية، رحبت على الفور بالأموال الخارجية القادمة من الصين لتعويض ما يعرف باسم "نقص رؤوس المالية المحلية بالاتحاد الأوروبي".
ومن المتوقع استضافة الرئيس الصيني في بلغراد، للاتفاق بشكل أسرع على الاستثمارات الصينية والبدء في تنفيذها.
دبلوماسية الصين:
وتنتهج الصين دبلوماسية جديدة "دبلوماسية دفتر الشيكات الصينية"، لمنافسة الدول الأوروبية للحصول على حصة السوق الاستهلاكية. وبدأت قيادة "بكين" لتشجيع الشركات للاتجاه للغرب منذ 15 عامًا.
وبدأ الاستثمار في أوروبا مع بداية الأزمة الاقتصادية وأزمة الديون عام 2008، وعرض الرئيس الصيني السابق على دول اليونان والبرتغال شراء سندات ومساعدتهم، وتُعَد هي الخطوة التي مهدت للاستثمارات المملوكة للصين الوجود في الدول الأوروبية التي عانت من الأزمة الاقتصادية الأخيرة.
في حين أن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة وبعض الحلفاء في آسيا والمحيط الهادي، أصبحت متوترة، ولم تُبدِ أوروبا اهتمام بهذه العلاقة المتوترة بين البلدين.
كما تحتاج الصين إلى أوروبا، لتصحيح الصورة العامة لدي الرأي العام في أوروبا، من خلال تطوير الشركات الأوروبية، وأصبحت الصين الشريك الاقتصادي إلى ألمانيا والمملكة المتحدة، من خلال الاستثمارات المشتركة بينهم.
ووفقًا لمركز "بيو" الأبحاث لعام 2015، ومن خلال استطلاع رأى للشعب الألماني في الصين أصبح الرأي إيجابيًّا بنسبة 34% مقارنة بعام 2014 كانت النسبة 28%. وأصبحت درجة التأييد من البريطانيين للصين بنسبة 45%.
وتعد المملكة المتحدة هي من أفضل أصدقاء الصين، خاصة بعد زيارة الرئيس الصيني لها خلال شهر أكتوبر الماضي، وتوجه إلى مجلس العموم البريطاني..
وتتركز العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي حول المشاريع التجارية وإعداد التعاون في مجال الأمن، وهي ثاني أكبر حليف تجاري بعد الولاية المتحدة وبروكسل، وكان للحكومة الصينية دور في دعم بقاء اليونان بالاتحاد الأوروبي من خلال المفوضات المشتركة بينهم.
الصين المستفيد الأول:
هناك مصلحة واضحة للصين للاستثمارات في البنية التحتية الأوروبية، وتصبح أكبر مساهم إلى خطة "جونكر" التي تناسب فكرة بكين للمشاركة في الاستثمارات مع أوروبا.
ويظهر نجاح الصين في اليونان عام 2008، من خلال استثمار بميناء بيريوس، واستخدام أثينا قاعدة لوجستية لنقل بضائع صينية عبر القطارات إلى أوروبا.
ووفقًا لتقارير غرفة الاتحاد الأوروبي، أصبحت الحياة أكثر صعوبة للشركات الأوروبية، لفرض العديد من القيود علبها.
وستواجه الشركات الصينية تحديات صعبة لنشر نفوذها في أوروبا، خاصة أن هناك بعض الدول الأوروبية لم توافق على سياسة مشتركة بين بلادهم وبكين. كما أن هذه السياسة ستكون في صالح الدول الأعضاء الأصغر حجمًا، ويُعَد هذا الطريقة الوحيدة للأوربيين لتحقيق علاقة متوازنة مع الصين.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjYuMTI3IA==
جزيرة ام اند امز