المدهون يوقع روايته "مصائر" بمعرض فلسطين للكتاب
اعتبر وزير الثقافة الفلسطيني فوز المدهون بجائزة البوكر هو فوز لفلسطين والرواية والهوية الفلسطينية في مؤتمر صحفي عقد أمس في رام الله
حلّ الكاتب والروائي الفلسطيني ربعي المدهون، والفائز مؤخراً بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر 2016) عن روايته "مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة"، ضيفاً على معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب، والمقام في رام الله حتى السابع عشر من الشهر الحالي.
وقام المدهون على هامش حضوره للمعرض الدولي، بتوقيع روايته "مصائر"، في دار (كل شيء) بأرض معرض فلسطين الدولي العاشر للكتاب، وذلك بحضور وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور إيهاب بسيسو، ووسط حشد كبير من المثقفين والمهتمين، في أجواء إبداعية مميزة.
ورحب وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو بالكاتب الفلسطيني، معتبراً أن فوز المدهون بجائزة البوكر العالمية هو فوز لفلسطين والرواية والهوية الفلسطينية. واعتبر بسيسو خلال مؤتمر صحفي عقده الجمعة 13 مايو في رام الله، أن حضور المدهون لمعرض فلسطين الدولي للكتاب، هو امتداد لخطواته التي بدأها في رواياته التي طرحت الواقع الفلسطيني بتحدٍّ إبداعي، بدءاً من علاقة الفلسطيني مع المكان، وعبر أسئلة تناقش وجود وواقع الفلسطيني، مؤكدا أن وجودنا هنا إجابة بحد ذاتها.
وأشار بسيسو إلى أن المدهون استند على تجربة "إميل حبيبي"، حيث جال وناقش الأوضاع في المنافي المختلفة، ليقدم لنا الرواية السؤال حول وجودنا.
بدوره، اعترف الأديب الفلسطيني المدهون بأنه كان يخطط لهذا الفوز؛ لأن الوقت حان لتصل فلسطين إلى هذه الجائزة العالمية.
ووصف المدهون خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بمشاركة الناشرين ماهر كيالي وصالح عباسي، فوزه بالرواية بأنه "مشروع حياة وأمانٍ" كان يجب أن يتحقق. وأوضح أنه أراد رد الاعتبار لجزء أصيل من شعبنا الفلسطيني، داخل أراضي العام 48، لذلك كان معنيا أن يبدأ الترشيح من حيفا، لتصبح حيفا موجودة عربيا وعالميا بصفتها الفلسطينية، معربا عن سعادته بأن حيفا باتت تمد جسورها اليوم للمحيط العربي، إلى جانب دخولها لجائزة البوكر العالمية، ثم فوزها بالجائزة.
بدورهما، تحدث الناشران للرواية كيالي وعباسي وهما من حيفا، عن الظروف التي مرت بها عملية طباعة الرواية، والنشر وترشيحها للجائزة الدولية، كما أشادا كثيرا بالمدهون لما بذله من جهد مضنٍ لإخراج هذا الرواية بهذا الشكل الرائع والمميز.
يذكر أن المدهون فاز بجائزة البوكر العالمية عن روايته "مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة"، حيث تم اختيارها من بين 159 مرشحة تتوزع على 18 بلدا عربيا، وذلك على هامش حفل افتتاح معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، الشهر الماضي.
«مصائر: كونشرتو الهولوكست والنكبة» (تقع في 268 صفحة من القطع المتوسط)، واحدة من أنضج روايات ما أطلق عليه صلاح فضل "المنافي الجديدة"، رواية ناضجة تعيد تمثل سيرة المآسي والأشجان الفلسطينية وتستعيد عبر أربع حركات بنائية تماثل حركات الكونشرتو الموسيقي، مصائر وتقاطعات شخصيات فلسطينية تحاول الانفلات من أسر الواقع الجاثم وتروي عبر حكايا وسرود محكمة تم تضفيرها ببراعة داخل المتن الروائي وفق تصور محكم منضبط ما مر بالإنسان الفلسطيني، منذ نكبة 48 وحتى الوعي بها وآثارها بوعي الحاضر وتأملات راكمتها التجارب.
في مستهل الرواية، وتحت عنوان «قبل القراءة»، يكتب ربعي المدهون مخاطبا قارئه مباشرة ودون مخايلة ولا مواراة «بعد مشروعي من بعد (السيدة من تل أبيب) التي قدمت فيها مشهدا بانوراميا لقطاع غزة في مرحلة زمنية معينة.. قمت بتوليف النص في قالب الكونشرتو الموسيقي المكون من أربع حركات، تشغل كل منها حكاية تنهض على بطلين اثنين يتحركان في فضائهما الخاص قبل أن يتحولا إلى شخصيتين ثانويتين في الحركة التالية، حين يظهر بطلان رئيسان آخران لحكاية أخرى.. وحين نصل إلى الرابعة تبدأ الحكايات الأربع في التكامل».
أراد المدهون أن يهيئ قارئه لتشكلات نصه ونقلاته الأساسية داخل الرواية؛ إذ يعي المدهون أن كثرة من الاستجابات القرائية، عامة، تتعثر في تقبل ما هو غير كلاسيكي أو تقليدي في السرد الروائي. عن ذلك يقول ربعي المدهون "أشكال الفنون المختلفة تنتج عادة، تأثيرات حسية لدى المتلقي/المستمع/المشاهد، لا تختلف عما تنتجه الرواية، من رضا، أو شعور بالراحة، بالارتخاء، بالتأمل، بالفرح، بالحزن، بالقلق، بالإثارة والتحفز، والاعجاب، الترقب وغيره ذلك. ويصاحب هذا كله قدر متباين من المتعة. ويمكن للرواية بدورها، أن تستعير أشكالاً فنية أخرى وتوظفها لخلق «مؤثرات» تسندها".
ربعي المدهون كاتب فلسطيني ولد في مدينة المجدل عسقلان، في جنوب فلسطين عام 1945. هاجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع غزة. تلقّى تعليمه الجامعي في القاهرة والإسكندرية، ثم أُبعد من مصر سنة 1970 قبل التخرج بسبب نشاطه السياسي. عمل محررا أو كاتبا في صحف ومجلات، منها الحرية، والأفق، وصوت البلاد، والقدس العربي، والحياة، كما عمل في مركز الأبحاث الفلسطيني، وفي وكالتي دبليو تي ان للأخبار المصورة - وكالة أخبار تلفزيونية أمريكية، وأي بي تي أن - أسوشييتدبرس، للأخبار المصورة، وجريدة "الشرق الأوسط"، التي ما يزال يعمل فيها محررا. من مؤلّفاته "السيدة من تل أبيب" (رواية، 2009) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2010. وقد ترجم أليوت كولا رواية "السيدة من بل أبيب" إلى الإنجليزية وصدرت عن تيليغرام بوكس، وفازت الترجمة الإنجليزية بجائزة بان البريطانية للكتب المترجمة. أما رواية "مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة"، فقد فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية لهذا العام.
aXA6IDE4LjE4OC45MS4yMjMg جزيرة ام اند امز