الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ68 للنكبة بالتمسك بالعودة والدعوة للوحدة
الفلسطينيون يحييون الذكرى الثامنة والستين للنكبة بسلسلة فعاليات تؤكد حضور النكبة في الوجدان الشعبي
على تلة مرتفعة أقصى شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة، وقف المسن الفلسطيني عبدالرحمن أبومصطفى وهو ينظر إلى ما وراء السياج الحدودي الإسرائيلي.. وقال: "هناك بيتي وأرضي.. حتما سنعود لها.. أنا أو أولادي أو أحفادي".
ولم يمنع ضعف النظر السبعيني أبومصطفى من مواصلة طقسه بين الحين والآخر وقال لبوابة "العين": "لا يحول ضعف نظري من اشتمام ريحة أرضي وبيت هناك".
أبومصطفى كان فتى يافعا عندما اضطر مع 850 ألف فلسطيني للهجرة والرحيل عن أراضيهم في فلسطين المحتلة في الخامس عشر من شهر مايو من عام 1948؛ لتبدأ رحلة المعاناة يعيش هذه الأيام ذكراها الـ 68.
اسلتم أبومصطفى مفتاح بيته من والده، وسلمه لأكبر أبنائه محمود، في إشارة إلى حمل الأمانة والإصرار على حق العودة.
ذكرى النكبة كانت حاضرة في الوجدان الفلسطيني عبر عشرات الفعاليات التي توزعت على مواقع الوجود الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وأراضي فلسطين المحتلة داخل إسرائيل، فضلا عن عشرات الفعاليات المماثلة التي أقامتها الجاليات الفلسطينية في الخارج.
وتصل فعاليات إحياء ذكرى النكبة ذروتها يوم غد الأحد، حيث يعتزم الفلسطينيون إحياء الذكرى الأليمة بسلسلة فعاليات مركزية.
في نابلس، شمال الضفة الغربية، اختار الفلسطينيون إحياء الذكرى بشكل غير تقليدي تمثل نصب أربعة مفاتيح على مداخل المخيمات الأربعة في المحافظة.
وقال منسق "سنعود" بنابلس عماد الدين اشتيوي إن وضع المفاتيح على مداخل المخيمات يأتي ضمن برنامج الفعاليات الوطنية في المحافظة، والذي أعدته كافة الفصائل والمؤسسات والفعاليات، لإحياء هذه الذكرى الأليمة.
وأكد أن هذه الخطوة تأتي تأكيداً على أن رمزية المفتاح ستبقى في ذاكرة كافة أبناء الشعب الفلسطيني، حتى تحقيق حلم العودة مهما طال الزمن.
أما في قطاع غزة، فأجمع قياديون خلال مؤتمر "الانتفاضة طريقنا" على التمسك بحق العودة، وسط مطالبات بالوحدة الفلسطينية لتجاوز ما تجابهه القضية الفلسطينية من تحديات.
وقال القيادي في حركة الجهاد خالد البطش، في بيان المؤتمر: "الشعب لا ولن يتنازل عن أرضه"، مشددا على أن المقاومة بكافة أشكالها حق مشروع للشعب الفلسطيني مهما كلفت من تضحيات، مؤكدًا حق الشعب في الدفاع عن أرضه ومقدساته وعقيدته بكل الوسائل المشروعة.
ودعا المؤتمر قادة الأمة والشعوب العربية إلى إنهاء الحصار وفتح المعابر في قطاع غزة وتعزيز صمود أهلنا في القدس، ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني، كما دعا للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية والتوجه لفلسطين وترك كل الصراعات.
من جانبه، أكد الأب مانويل مسلم، أن "المقاوم الفلسطيني هو الثابت الذي لا تهزه أعاصير الأعداء".
وقال: "الفلسطيني يمر في نفق مظلم لا يرى الضوء في نهاية عمقه ولا يشعر فيه بدفء ولا يرى قائدًا يرمي مشاعل صغيرة على الطريق ليقوده في الظلمة".
وأضاف "الشعب الفلسطيني، يعرف حقه وقضيته معرفة حقيقية كاملة"، مشددا على أن الشعب يريد حقه كاملاً على كل تراب فلسطين، "فهو لا يقبل دولة إسرائيلية بدل فلسطين، بل يريد دولة في كل فلسطين وليرحل كل الغرباء، وسيأخذ الشعب حقه بقوة المقاومة وليس بلين المفاوضات".
بدورها؛ تحدثت القيادية في حركة فتح النائب نجاة أبوبكر عن دور المرأة الفلسطينية في حماية الثوابت الفلسطينية، مؤكدة أن المرأة التي كانت بالقدس امرأة مقدسية وفي الشتات تصيغ الرواية للأجداد والأبناء أننا اقتلعنا كي نعود لفلسطين".
وأشارت إلى أن نساء فلسطين الأكثر قدرة على تحمل المسؤولية والعقيدة الوطنية والإحاطة بكل أنواع الحرمان، وضد عقدة الصدمة وضد القلق وكل الأشكال التي يريدها الاحتلال.
من جانبه أكد القيادي في حركة حماس، محمود الزهار رئيس المؤتمر، على ثوابت الشعب الفلسطيني؛ الأرض، والإنسان، والمقدسات، مشددًا بقوله: "ثوابتنا دونها أرواحنا وأولادنا حتى نحقق العودة".
وأضاف: "لن نسمح بالمساس بمقدساتنا الإسلامية والمسيحية على حدٍ سواء".
aXA6IDE4LjIyMS4xMi42MSA= جزيرة ام اند امز