بعد 68 عاما.. "الهلال" المصرية تستعيد دروس "نكبة" فلسطين
مجلة "الهلال" المصرية تستعيد ذكرى النكبة وتعقد مقارنة بين أحوال العالم العربي وقتها ومستقبله في الوقت الحالي
عقدت مجلة "الهلال" المصرية في عددها الجديد الصادر هذا الأسبوع، والذي يتزامن مع ذكرى نكبة فلسطين في مايو/ أيار 1948، مقارنة بين أحوال العالم العربي حين وقعت هذه النكبة ومستقبل العالم العربي ومصائره الغامضة التي تدعو للدهشة في الوقت الحالي.
ففي نهاية الأربعينيات كان هناك إجماع بين الدول العربية على التحرر رغم قصور الوسائل ووقوع أغلبها تحت الاحتلال، وبعد مرور هذه الأعوام هناك دول عربية تتعرض حاليا لأخطار التقسيم والحرب الأهلية الطائفية.
ولا يحلم الكيان الإسرائيلي الاستعماري الذي أقيم على الأراضي الفلسطينية بأكثر من ذلك، إذ إن تقسيم البلدان العربية إلى دويلات وإعادة تقسيم الشرق الأوسط كان هدف أنشأت من أجله القوى الاستعمارية القديمة "إسرائيل" كرأس حربة متقدم يحفظ مصالحها في المنطقة.
وقالت مجلة الهلال المصرية الصادرة عن مؤسسة الهلال الرسمية، في افتتاحيتها إن ملف "النكبة" هو استعادة للحظتها في الوقت الحالي، وللاعتبار منها، وإلقاء الضوء على مقاتلين تصدوا لآلة الصهيونية العسكرية، وأهملهم المؤرخون، في حين ينشط لدى العدو "مؤرخون جدد" يعيدون النظر في الرواية الصهيونية التقليدية عن النكبة.
النكبة مستمرة
تحت عنوان "النكبة مستمرة" يذكر رئيس تحرير مجلة الهلال، سعد القرش أن: النكبة تتناسل، بل صارت لكل بلد عربي تقريبا نكبته، فانكفأ على همومه، يحمي نفسه من فتن حقيقية أو مصطنعة، ربما تؤدي إلى تفتيت التراب الوطني، لسعي جماعات مسلحة تموّلها محميات أمريكية إلى سلخ مقاطعات وكيانات وإعلانها دولة.
فما كان من دولة الاحتلال في الأسبوع التالي لفتنة جزيرتي تيران وصنافير، إلا أن عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي، وللمرة الأولى، في الجولان. خطوة استباقية ذات دلالة لاستبعاد الهضبة السورية المحتلة من أي اتفاق مستقبلي بشأن سوريا.
وفي ملف "68 عاما على التغريبة الفلسطينية" يكتب كل من بيسان عدوان وعبد القادر ياسين عن جوانب من تفاصيل المقاومة الذاتية الباسلة في فلسطين، وكيف أسهمت في إحباطها جيوش عربية دخلت الحرب دون استعداد، وأعفت المناضلين الفلسطينيين من مهام القتال، فكانت الهزيمة.
كما تسجل أمال الآغا شهادات فلسطينيات عن بلادهم قبل النكبة، ومشاهد من آثارها، وبتفصيل أكثر دقة تكتب الدكتورة فيحاء قاسم عبد الهادي عن جمعية "زهرة الأقحوان الفلسطينية"، ويناقش حسام جاد النجار الحقيقة والوهم في أسلحة الجيش المصري عام 1948، ويستعرض أشرف راضي أبرز ثمار المؤرخين الجدد وهل هو تيار بحثيّ جاد يعترف بالرواية الفلسطينية للنكبة أم أنه مناورة من الجلاد؟
وفي مرايا النكبة يتساءل فؤاد حجازي: ماذا فعلنا بعد أن ذاب مجرمو الحرب الإسرائيليون في شوارع أوروبا؟ إذ لم تحرك مصر ساكنا منذ أكثر من 10 سنوات، عن قضية قتل وتعذيب الأسرى المصريين، في حروبنا ضد إسرائيل، بعد اعتراف ضباط العدو بارتكاب مذابح بحق الأسرى المصريين والعمال المدنيين في سيناء في عامي 1956 و1967.
كما يكتب الدكتور عادل الأسطة عن 3 أدباء فلسطينيين تنبأوا بالنكبة، وتقرأ للدكتور مليحة مسلماني كيف تحولت النكبة كسردية بصرية نصية في أعمال التشكيلي الفلسطيني شريف واكد.
وتقدم إيمان مصطفى عرضا لانعكاس النكبة في السينما العربية، ويكتب تحسين يقين عن رواية "أبوللو على شاطئ غزة"، ومحمود عبد الوهاب عن رواية "رجال في الشمس"، وطلعت رضوان عن الشعر الفلسطيني بين الفن والخطابة.
وتنشر "الهلال" ترجمة لمقابلة مع أديب نوبل ماريو بارجاس يوسا بمناسبة بلوغه سن الثمانين عاماً وهي سن لا يشعر فيها بما يسميه "الأمن الإبداعي"، ومقابلة أجراها ماهر عنجاري مع الفرنسيين سيلين جولور وأوليفيه بوهلير مخرجي فيلم "ملصقات القفوضى" عن جان لوك جودار.
ويحفل العدد بنصوص إبداعية، كما ينشر مقالا في باب "الهلال قبل 100 عام" عنوانه "الاشتراكية في الاجتماع.. حاضرها مستقبلها" حيث يتساءل كاتبه بولس مصوبع عن كيفية أن يتعامل الاشتراكيون مع الشعب إذ وصلوا إلى الحكم؟
aXA6IDE4LjIxNi4xNzQuMzIg جزيرة ام اند امز