الفلسطينيون يحيون الذكرى الـ68 للنكبة بسلسلة فعاليات تؤكد حق العودة
فتح: لن نرضى بديلا للوطن.. وحماس تؤكد على المقاومة لدحر الاحتلال
الفلسطينيون يحييون ذكرى النكبة الـ68 بفعاليات واسعة تؤكد تمسكهم بحق العودة لديارهم التي طردوا منها قسرا
يحيي ملايين الفلسطينيين، الأحد، ذكرى النكبة الـ68 التي حلت بالشعب الفلسطيني في 15 مايو/أيار 1948، بسلسلة واسعة من الفعاليات التي انطلقت منذ ساعات الصباح الأولى في كافة أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، خصوصاً في الضفة الغربية وقطاع غزة والمدن الفلسطينية في الداخل المحتل.
عند الثانية عشر ظهراً، بدأت مراسم إحياء فعاليات النكبة، بإطلاق صفارات الإنذار لمدة 68 ثانية في مختلف المدن الفلسطينية، توقفت خلالها الحركة في الشوارع والمؤسسات.
وتشهد الشوارع الفلسطينية منذ ساعات الصباح الأولى مسيرات حاشدة يشارك فيها عشرات آلاف الفلسطينيين، من مختلف الأجيال التي تعاقبت على النكبة، وهم يحملون مفاتيح العودة وأوراق ملكية أراضيهم وبيوتهم التي طردوا منها على أيدي العصابات الصهيونية المسلحة.
لم يقتصر إحياء الذكرى الكارثية على المسيرات التي باتت تقليداً سنوياً، فقد ابتدع الفلسطينيون العديد من أساليب إحياء تلك المناسبة الأليمة، من أبرزها كان "قطار العودة" الذي انطلق صباحاً من مخيم الدهيشة للاجئين جنوب بيت لحم، صوب مشارف مدينة القدس المحتلة.
وبحسب منذر عميرة المشارك في تجهيز فكرة القطار، فإن "قطار العودة" يمثل التعبير الحقيقي عن الممارسة بحق العودة بشكل جدي بعيدا عن الشعارات.
وأشار إلى أن عربة القطار الأولى تمثل أسماء القرى التي تم التهجير منها، والثانية تعبر عن المخيمات التي تم اللجوء إليها، وتمثل كل عربة محطة الانطلاق من المخيم والعودة إلى القرى المهجرة .
وبيّن عميرة، أن القطار سيقوده أحد أبناء الجيل الثالث من اللاجئين تعبيرا عن مبدأ التمسك بحق العودة ولو تعاقبت الأجيال، وسيستقل القطار 68 شخصا ممن عايشوا اللجوء والتشريد.
وكان للمعاقين بصمتهم في إحياء ذكرى النكبة بقطع 30 كيلومترا سيراً على كراسيهم المتحركة من مدينة نابلس، شمالي الضفة، وحتى مدينة طولكرم للمشاركة في مسيرة حاشدة نظمت في كية خضوري بالمدينة ظهر الأحد.
ولم تمنع درجات الحرارة المرتفعة التي وصلت (40) درجة مئوية 5 مقعدين من السير منذ 8 صباحاً وحتى 12 ظهراً على كراسيهم المتحركة، متحدّين حواجز قوات الاحتلال الإسرائيلي المنتشرين على طول الطريق الواصل بين نابلس وطولكرم.
وقال المقعد مجدي أبو ذراع، جراء إصابته بعيار ناري إسرائيلي أصابه بالشلل في العام 2000، هي رسالة إصرار وتحدي الفلسطيني لكل الظروف حتى تحقيق عودته لدياره وأرضه التي هُجِّر منها بالقوة.
وأكد أن ارتفاع درجات الحرارة ووعورة الطريق وطولها، لم تمنعه وزملاءه من الوصول من نابلس لطولكرم، وهم يحملون رموز العودة.
12.4 مليون فلسطيني
ومنذ النكبة، تضاعفت أعداد الفلسطينيين في العالم (8.9) مرة، ليصل عددهم اليوم من 1.4 مليون فلسطيني، إلى حوالي 12.4 مليون نسمة.
وبحسب جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، فقد طردت العصابات الصهيونية نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية، وقطاع غزة، والدول العربية المجاورة، من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة.
وبيّن التقرير، أن عدد الفلسطينيين المقيمين حاليا في فلسطين التاريخية (ما بين النهر والبحر) بلغ نهاية العام الماضي حوالي 6.2 مليون نسمة.
في المقابل بلغ عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2014 في الضفة الغربية 413 موقعا، منها 150 مستوطنة، و119 بؤرة استيطانية.
ويصل عدد المستوطنين في الضفة الغربية إلى 599,901 مستوطن نهاية عام 2014، ويتضح من البيانات أن حوالي 48% من المستوطنين يسكنون في القدس، حيث بلغ عـددهم حوالي 286,997 مستوطنا، منهم 210,420 مستوطنا في القدس المحتلة.
ويرى الفلسطينيون في وجود المستوطنين بينهم في الضفة الغربية والقدس سيُبقي جذوة الصراع مشتعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدين أن سياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة الداعمة للاستيطان واستئصال الفلسطينيين من أرضهم ستبدد أية إمكانية للاستقرار في المنطقة، وفق الخبير في شؤون الاستيطان خالد معالي.
ويقول معالي لـ"بوابة العين" إنه بعد 68 عاما من عمر النكبة، لا يزال المشروع الاستعماري الصهيوني يواصل مخططاته الاستئصالية بحق الفلسطينيين وأرضهم، لإحلال ملايين اليهود المستجلَبين من بقاع الأرض ليتجمعوا فوق أرض شعب شُرّد منها قسرا".
ويضيف، أن بقاء المشروع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، وخصوصاً في الضفة والقدس يُبقي الصراع على أشده بين الطرفين، مشيراً إلى أن الفلسطينيين لم يتركوا أرضهم المحتلة، ولم ينسوا بيوتهم التي شردوا منها.
مسيرة مركزية بغزة
وفي غزة، شارك آلاف الفلسطينيين في مسيرة مركزية تقدمها قادة القوى السياسية، وجابت شوارع المدينة الرئيسة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية زكريا الأغا في كلمة بالمسيرة، إن "68 عاما على النكبة والشعب الفلسطيني لم ينس وطنه وسيعود له بكل الطرق".
وتابع الأغا "ليعلم كل العالم أن الشعب الفلسطيني لن يرضى بديلا عن هذا الوطن، ولا يحق لأي كان التفريط بشبر واحد منه مهما طالت المسافات واعتلت جدران المحتل".
من جهته، أكد القيادي في حركة حماس يوسف الشرافي، أن طريق المقاومة هو الوحيد لإعادة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم وأرضهم، مشدداً في كلمة له بالمسيرة على ضرورة التفاف الفلسطينيين حول خيار المقاومة لدحر الاحتلال وطرده من الأرض الفلسطينية.