تأجير مناطق أثرية لحفلات الزفاف بمصر .. غضب وتبرير
أثريون اعتبروا أن إقامة حفلات الزفاف بالمناطق الأثرية "إهانة" للتاريخ والحضارة والأثر المصري.
سادت حالة من الجدل بالأوساط الثقافية في مصر، عقب انتشار صور حفل زفاف عروسين بقلعة "قايتباي" الأثرية بالإسكندرية، واعتبر أثريون أن إقامة حفلات الزفاف بالمناطق الأثرية "إهانة" للتاريخ والحضارة والأثر المصري.
وأعلنت وزارة السياحة المصرية أن إقامة الحفل جاء في إطار قانوني بعد موافقة المجلس الأعلى للآثار على تأجير الساحة الداخلية لقلعة "قايتباي" لإقامة الحفلات الخاصة، وذلك لزيادة الدخل عقب حالة الركود السياحي.
وحول الجوانب السلبية والإيجابية للقرار، قال محمد مندور عضو المجلس الأعلى للثقافة ومستشار وزير الثقافة السابق، إن القرار له إيجابياته في إعادة الترويج للأثر والدعاية له باعتبار أن المنطقة المحيطة به لها طابعًا خاصًا عند المصريين الذين يتفاخرون بإقامة الاحتفالات الخاصة بهم هناك، فضلًا عن زيادة الدخل للقطاع السياحي الذي يعتريه الركود منذ فترة، حيث أنها رؤية إقتصادية جديدة لإعادة توظيف الأثر.
واستطرد "مندور"، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية: لكن الأمر برمته لابد أن يخضع لضوابط معينة حتى لا تعود على المنشآت الأثرية بالضرر، فمثلًا لا يجب استخدام مكبرات الصوت أو الإضاءة بالليزر لأنها تضر بالجدران الأثرية وتقلل من أعمارها الافتراضية، وذلك بحب دراسات أثرية متخصصة.
واقترح "مندور" أن تخضع العملية للتنسيق مع بعض الشركات المختصة بإقامة الحفلات بناء على الاشتراطات التي تحددها وزارة الآثار، بحيث يتم إجبار المتقدم للحجز على التعاقد مع أحد هذه الشركات لنضمن بذلك عدم الخروج عن القواعد المعمول بها.
وانتقد عضو المجلس الأعلى للثقافة القيمة المالية نظير الإيجار قائلًا، إنه ثمن "بخس" للغاية، مطالبًا وزارتي الآثار والسياحة بإعادة النظر في تحديد القيمة المالية التي تليق بإقامة حفل في ساحة الحضارة المصرية.
ووافقت وزارة الآثار على فتح منطقة الهرم ليلًا لإقامة الحفلات الخاصة مقابل 60 ألف جنيها مصريًّا، بينما 15 ألف جنيها فقط نظير إقامة حفل خاص بساحة قلعة قايتباي.
وعبر عدد من النشطاء بالإسكندرية عن استنكارهم للأمر عبر موقعي "فيس بوك" و "تويتر"، معتبرين أن ذلك تجارة رخيصة بالحضارة المصرية، وعلق أحدهم "لم أكن أتخيل يومًا أن يتم تشغيل الأغاني المسفة والهابطة من نوعية أغاني المهرجانات بين أسوار قلعة قايتباي تحت مرأى ومسمع ومباركة من مسؤولي الآثار".
واتفق معهم في الرأي أحمد عبد العزيز، الباحث الأثري المتخصص في الحضارة الفرعونية، معتبرًا أنه من غير المضمون تنفيذ الاشتراطات والضوابط الموضوعة للحفاظ على القداسة الحضارية والتاريخية للأثر، فهل مثلًا سيمنع اصطحاب الأطفال لحفلة زفاف، مضيفًا: أعتقد أن الأمر صعب لكنه بشيء من الحكمة يمكن أن نقبل تأجير المناطق الأثرية للندوات والمهرجانات الثقافية لمناسبتها للمكان كما هو معمول به سلفًا.
الجدل القائم دفع إدارة التنمية الثقافية والوعى الأثرى بمنطقة آثار الإسكندرية، للرد على ذلك في بيان، قالت فيه، إن حفل الزفاف الذى شهدته ساحة قلعة قايتباى لا يضر بالأثر، ويدر الربح على وزارة الآثار.
وأشار البيان إلى أن قلعة "قايتباى" استقبلت أول حفلات الزفاف، بعد أن تقدمت العروس بفكرتها لوزارة الآثار ووافقت الوزارة بعد العرض على السلطة المختصة، ووضع الاشتراطات اللازمة أمنياً والتعهدات بعدم المساس بالأثر.
وأكدت الإدارة أن الموافقة على إقامة الحفل جاء إيمانًا بمبدأ ضرورة استغلال مصادر دخل وزارة الآثار تحت الإشراف الأثرى الكامل فى وجود مدير قلعة "قايتباى" ومفتشى آثار وتأمين شرطة السياحة والآثار.
وأكدت على أن قلعة قايتباى بها المساحة الكافية لإقامة مثل هذة الحفلات، وكانت دائمًا تستقبل حفلات غنائية ومؤتمرات، إلا أن هذه المرة الأولى التى يقام بها حفل زفاف.
aXA6IDE4LjExNi4xNS4yMiA= جزيرة ام اند امز