شيخ الأزهر من نيجيريا: نقود جهودًا للتوعية بمخاطر الفكر المتطرف
شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب أكد وسطية الإسلام وسعيه لنشر هذا الفكر والتوعية بمخاطر التطرف خلال زيارته أبوجا.
عمائم ملوّنة، مختلفة الأحجام، وثياب مزكرشة ميزت أصحابها من كبار العلماء وزعماء الطوائف الدينية في نيجيريا، وهم الذين جاؤوا لسماع خطاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، إلى الشعوب الإفريقية والمسلمين حول العالم، خلال زيارته العاصمة النيجيرية أبوجا الثلاثاء.
واكتظت قاعة المؤتمرات بآلاف الحضور من جميع طوائف الشعب النيجيري ممن حرصوا على الاستماع إلى كلمة شيخ الأزهر الذي اصطحبه للقاعة المفتي النيجيري الشيخ إبراهيم صالح الحسيني.
وقال الإمام الأكبر خلال كلمته، إن الأزهر يقود جهودًا حثيثة لنشر الوسطية والسلام والتوعية بمخاطر الفكر المتطرف.
وفسَّر شيخ الأزهر ما سمَّاه بـ"نزعات التكفير والتفسيق والعنف، بأن فوضى الاختلاف المنفلت من ضوابط العلم هي التي بعثت في المسلمين نزعات التكفير والتفسيق والعنف".
وأوضح أن زيارته إلى نيجيريا هدفها "دعم وحدته واستقراره ونهضته العلمية والتعليمية"، معلنًا زيادة المنح الدراسية إلى ٥٠ منحة كل عام للطلاب الراغبين في الدراسة بجامعة الأزهر، على أن توجه هذه الزيادة إلى الكليات العلمية كالطب والصيدلة والهندسة وغيرها.
وأضاف الإمام الأكبر "جئت إلى هنا لتأكيد أن الإسلام لم يكن يومًا دعوة للعنف والإرهاب، ولكن دين الإنسانية والأمن والسلام"، لافتًا إلى أن "جماعات التطرف والإرهاب تسعى بإصرار واضح لتشويه الإسلام عالميًّا وتصويره على أنه دين عنف ودماء وتوحش".
وتساءل شيخ الأزهر عن المستفيد مما وصفه بـ"العبث، ممن يقفون وراء هذه الجرائم النكراء يمدونها بالمال حينًا وبالسلاح والعتاد والتخطيط حينًا، ولا تعدم من يقدم لها غطاءً شرعيًّا ضالًّا مضلًّا حينًا آخر".
ومتحدثًا عن الاختلاف، قال الدكتور أحمد الطيب، إن "الاختلاف سنة إلهية يقررها القرآن في نصوص محكمة"، مؤكدًا أنه "ليس من المعقول ولا من الحكمة أن يريد الله اختلاف الناس ثم يأمر بإكراه الناس على ما ينقض فطرتهم التي طبعهم عليها أو يأمر بقتالهم ليضطرهم إلى الكدح إلى ما يخالف مشيئته فيهم".
وتابع قائلًا: "الإسلام هو دين السلام والمساواة بامتياز، وما يقال غير ذلك هو كذب محض، ومشروعية قتال الآخر في الإسلام هي رد الاعتداء والعدوان وليس الكفر أو عدم الإسلام أو الاختلاف في الدين".
ودعا فضيلة الإمام الأكبر العلماءَ إلى "تحمل مسؤولياتهم في توضيح حقيقة هذا الدين الذي يدعو إلى الأخوة والتعارف والسلام بين الناس شرقًا وغربًا"، قائلًا: "يجب أن يكون ما أجمعت عليه الأمة هو فيصل بين الصواب والخطأ وألا نحدد للناس مذهبًا واحدًا في العقيدة والعبادة نفرضه عليهم ثم نغريهم به بالترغيب مرة والترهيب مرة أخرى".
من جانبه، قال مفتي نيجيريا، متحدثًا عن مكانة شيخ الأزهر: "ليس شخصًا عاديًّا وهو شيخ كل المؤسسات الدينية في جمهورية مصر العربية، كما أنه شيخ جميع العلماء في مصر وشيخ مشايخ مجمع البحوث الإسلامية ثم هو شيخ جميع الأزهرييين، والمنفذ لما يصدر من توجيهات للأزهر وخارج الأزهر مما يتعلق بديننا الحنيف".
وأضاف مشيدًا بدور الأزهر أن "دور مؤسسة الأزهر معروف، هو قبلة المسلمين في مجال التعليم، هذه المؤسسة وهذا الصرح الرفيع عاش أكثر من ألف سنة يدعو المسلمون في كل مكان ممن يستاقون من علمه وعطائه الذي لا ينضب. له فضل على كل مسلم في جميع بقاع الأرض. نحن نرى بقاء الأزهر دليل على قبول الله له".
ووصل شيخ الأزهر، الإثنين، إلى أبوجا، في زيارة هي الأولى للإمام الأكبر من نوعها إلى دولة إفريقية منذ توليه الأزهر، حيث شاركه فيها الدكتور علي النعيمي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، وعدد من مستشاري شيخ الأزهر.
ومن المقرر أن يلتقي غدًا شيخ الأزهر كلًّا من الرئيس النيجيري محمد بوخاري، ونائبه يمي أوسينباجو بمقر القصر الجمهوري بالعاصمة.