صور.. المتحف البريطاني يبدأ استكشاف أسرار مصر الغارقة
المعرض يضم 293 قطعة أثرية، أبرزها 15 قطعة من متحف مكتبة الإسكندرية، 22 من المتحف اليوناني الروماني، 31 من المتحف القومي بالإسكندرية.
افتتح وزير الآثار المصري الدكتور خالد العنانى معرض "أسرار مصر الغارقة" في المتحف البريطاني بلندن، الثلاثاء، تمهيدا لافتتاحه للجمهور بدءا من الأربعاء وعلى مدار 4 أشهر، بعد أن اختتم جولته التي استغرقت 4 أشهر في العاصمة الفرنسية باريس، لينتقل بعد ذلك إلى متحف رايتبرج بمدينة زيوريخ في سويسرا، ليعود من جديد إلى وطنه مصر في 2017.
يضم المعرض 293 قطعة أثرية، تم اختيارها من عدد من المتاحف المصرية، أبرزها 15 قطعة من متحف مكتبة الإسكندرية، 22 قطعة من المتحف اليوناني الروماني، و 31 قطعة من المتحف القومي بالإسكندرية، و18 قطعة من المتحف المصري، بالإضافة إلى المتحف البحري.
يلقي المعرض الضوء على أساطير الإله أوزيريس وأسراره والتي تعد من أهم الأساطير الدينية في مصر القديمة، فضلا عن نتاج أعمال التنقيب الأثري تحت الماء في مدينتي "هيراكليون" و"كانوبس" في خليج أبوقير، حيث تعد مدينة هيراكليون الغارقة أهم مراكز التجارة في منطقة البحر المتوسط قبل 1200 عام، والتى كانت موطنًا للمعبد الذي افتتحته كليوباترا، وقد غرقت في ما يعرف الآن بخليج أبو قير بالإسكندرية، بسبب انهيار أرضي نتيجة لبنائها علي أرض رخوة، وعثر عليها عام 2001، بعد أن كان يعتقد لقرون أن مدينة هيراكليون أسطورة مثل العديد من مدن أطلانتيس الأسطورية .
يعود اكتشاف الآثارالغارقة إلى عام 1910 عندما كان مهندس الموانئ الفرنسي "جونديه" مكلفًا بإجراء توسعات في ميناء الإسكندرية الغربي حيث اكتشف منشآت تحت الماء تشبه أرصفة المواني غرب جزيرة فاروس، وفي عام 1933 لعبت الصدفة دورًا في اكتشاف أول موقع للآثار الغارقة في مصر، في خليج أبي قير شرقي الإسكندرية، وكان مكتشفه طيار من السلاح البريطاني، وقد أبلغ الأمير "عمر طوسون" الذي كان معروفاً بحبه للآثار، وكان عضواً بمجلس إدارة جمعية الآثار الملكية بالإسكندرية في ذلك الوقت، وقام الأمير بتمويل عملية البحث والانتشال التي أخرجت لنا رأسًا من الرخام للإسكندر الأكبر .
وفي عام 1962 قام كامل أبو السعادات، أحد محترفي الغوص ومحبي الآثار، بوضع خريطتين للآثار الغارقة، الأولى للميناء الشرقي، أما الثانية فكانت لخليج أبى قير، وقد شارك أيضاً مع البحرية في انتشال بعض مكتشفاته من موقع الفنار، وانتهت هذه المحاولات بأكبر الأعمال في منتصف الثمانينيات، حيث قامت البحرية الفرنسية بالتعاون مع هيئة الآثار بدراسة موقع غرق أسطول نابليون وانتشال بعض مخلفاته، كما تم تحديد موقع السفينة "باتريوت".
وفى التسعينيات توافدت البعثات الأجنبية المهتمة، وبدأت العمل في البحث والتنقيب عن الآثار الغارقة في مصر، وفي عام 1992 قام المعهد الأوروبي للآثار البحرية بأول عملية مسح شامل للتراث الأثرى بموقع الميناء الشرقي، واستطاعت البعثة تحقيق إنجاز علمي برسم خريطة طبوغرافية علمية دقيقة لمواقع الآثار الغارقة للميناء الشرقي .