فرنسا تستدعي سفيرها في إيطاليا "بعد تهجم غير مسبوق"
وزارة الخارجية الفرنسية تعلن استدعاء السفير الفرنسي لدى إيطاليا "بعد تهجم غير مسبوق".
استدعت فرنسا سفيرها لدى إيطاليا؛ لعقد محادثات للتشاور على خلفية لقاء نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو، بأفراد من محتجي "السترات الصفراء" في فرنسا.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان الخميس، أن "التدخلات الأخيرة تشكل استفزازا إضافيا وغير مقبول"، وأنها استدعت السفير بعد سلسلة "تصريحات مغالية" و"تهجم لا أساس له" و"غير مسبوق" من قبل مسؤولين إيطاليين.
وأعلن دي مايو نائب رئيس الوزراء الإيطالي وزعيم حركة "خمس نجوم"، على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه التقى الثلاثاء، في المنطقة الباريسية، مسؤولين من حركة "السترات الصفراء"، وكتب: "رياح التغيير تخطت جبال الألب، أكرر رياح التغيير تخطت جبال الألب".
تصريحات اعتبرتها باريس استفزازا جديدا وغير مقبول، بين بلدين مجاورين وشريكين في الاتحاد الأوروبي.
وكان دي مايو عبر عن دعمه حركة "السترات الصفراء" في مطلع يناير/كانون الثاني وقال لهم: "لا تضعفوا" عبر مدونة حركة "خمس نجوم"، وهي حركة سياسية غير تقليدية تأسست عام 2009، نتيجة رفض جزء من الإيطاليين للطبقة السياسية القديمة.
ويأتي هذا الخلاف الجديد، ليزيد من التوترات المتكررة بين روما وباريس، والتي تجلت في انتقادات متبادلة بين الجانبين، كان آخرها اتهام دي مايو باريس بالتسبب في انتشار الفقر بأفريقيا، كما اتهم ماتيو سالفيني عضو حزب الرابطة اليميني الإيطالي فرنسا بعدم فعل أي شيء لتحقيق السلام في ليبيا.
وتشهد المدن الفرنسية، يوم السبت من كل أسبوع، موجة جديدة من احتجاجات "السترات الصفراء" التي بدأت شرارتها في فرنسا 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي؛ اعتراضا على رفع الضرائب على المحروقات.
ومنذ انطلاقها، فشلت الحكومة الفرنسية في احتواء الأزمة، حيث رفض المحتجون دعوتها إلى إخلاء الميادين والتقاطعات والانسحاب من الطرق، وشككوا في جدية تعهد رئيس الوزراء في تنفيذ التدابير الاجتماعية التي أعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أقرب الآجال، لاحتواء الاضطرابات التي يصفها مراقبون بأنها الأسوأ في فرنسا منذ أعمال الشغب الطلابية عام 1968.