المعارضة الفنزويلية تدعو للتظاهر للمطالبة باستفتاء لعزل الرئيس نيكولاس مادورو غداة التصعيد المفاجئ للتوتر بين المعسكرين
دعت المعارضة الفنزويلية المطالبة بإجراء استفتاء لعزل الرئيس نيكولاس مادورو إلى تظاهرات، الأربعاء، مما ينذر بيوم عصيب غداة التصعيد المفاجئ للتوتر بين المعسكرين.
ودعت المعارضة، الأربعاء، الجيش والشعب إلى العصيان، في حين اتهمها مادورو بـ"التزوير" في محاولة منه لاعاقة مشروع استفتاء لاقالته.
وليل الثلاثاء صوت البرلمان الذي تملك المعارضة الغالبية فيه على رفض مرسوم رئاسي بفرض حالة الطوارئ.
واعتبر النواب الذين صوتوا برفع الايدي أن حال الطوارئ "تعمق التدهور الخطير للنظام الدستوري والديموقراطي الذي تعانيه فنزويلا".
وبدا أن كل العناصر متوافرة لكي تجعل من هذا البلد الذي يعتبر من الأكثر عنفا في العالم، مسرحا للتدفق الشعبي، الأربعاء، في يوم التظاهرات التي ستخرج في مدن مختلفة بناء على دعوة المعارضة.
ويؤدي انقطاع التيار الكهربائي يوميا واقتصار عمل الأجهزة الحكومية إلى يومين في الأسبوع فقط، فضلا عن عمليات النهب وتظاهرات الاحتجاج إلى تغذية غضب الفنزويليين المجبرين على الوقوف في الطوابير لساعات طويلة امام المتاجر.
ويشير الخبراء إلى خطر "انفجار" البلاد، في وقت يرفض 7 مواطنين من كل 10 أسلوب إدارة الرئيس، وفق استطلاع أجراه معهد فينيبارومترو.
ضرورة تجاهل المرسوم
قال هنريكي كابريليس المرشح الخاسر المنافس لمادورو في الانتخابات الرئاسية عام 2013، "إذا رفضت الجمعية الوطنية المرسوم، فسنكون نحن الفنزويليين ملزمين بتجاهله".
وأضاف كابريليس في مقابلة إذاعية "فلنتجاهل كل الأعمال التي نعتبرها باطلة لأنها تنتهك الدستور"، مجددا دعوته للتظاهر اعتبارا من الأربعاء للمطالبة بإجراء استفتاء بهدف إقالة الرئيس الفنزويلي.
كذلك، دعا كابريليس الجيش إلى الاختيار بين الدستور ومادورو، وقال "أقول للقوات المسلحة: دقت ساعة الحقيقة، (عليها) أن تختار ما إذا كانت مع الدستور أو مع مادورو".
وخطت البلاد ليل الاثنين خطوة إضافية نحو السلطوية بعد إعلان مادورو حال الطوارئ، مكثفا التصريحات عن "تهديد خارجي".
واتهم مادورو، الثلاثاء، في شكل مباشر الولايات المتحدة بانتهاك المجال الجوي الفنزويلي الأسبوع الماضي مشيرا الى انه سيقدم احتجاجا رسميا على هذا الانتهاك بالسبل الدبلوماسية.
تجسس
وقال مادورو في مؤتمر صحفي "رصدت قواتنا الجوية وطيراننا العسكري البوليفاري دخولا غير شرعي بهدف التجسس لطائرة بوينغ 700 أي-3 سنتري مجهزة بكل الآليات لممارسة مراقبة الكترونية".
وتنفي واشنطن التدخل في الأحداث الجارية في فنزويلا، وعبرت، الثلاثاء، عن قلقها إزاء الوضع في البلاد.
ويمدد مرسوم نشر مساء الاثنين، على مدى 60 يوما، صلاحيات الحكومة في مجال الأمن وتوزيع المواد الغذائية. وقد أعطيت قوات الأمن من جيش وشرطة أوامر "بضمان توزيع وتسويق المواد الغذائية والسلع الأساسية".
كذلك منحت لجان محلية مؤلفة من مواطنين أنشئت مؤخرا سلطات "لمراقبة النظام (...) والمحافظة عليه" و"ضمان أمن البلاد وسيادتها".
وتفاقمت حدة المواجهة بين التشافيين (انصار تيار الرئيس الراحل هوغو تشافيز الذي حكم البلاد من 1999 إلى 2013) ومعارضيهم منذ أن جمعت المعارضة مطلع ايار/مايو 1,8 مليون توقيع لبدء اجراءات تفضي إلى استفتاء لإقالة الرئيس، تأمل في تنظيمه قبل نهاية 2016.
وارتفعت نسبة التضخم في البلاد عام 2015 إلى 180,9 %، وهي واحدة من الأعلى عالميا، بينما تراجع إجمالي الناتج الداخلي 5,7 % للسنة الثانية على التوالي.