صحف أمريكية: أوباما سيلجأ للفيتو ضد قانون 11 سبتمبر
بعد إقرار الكونجرس مشروع قانون 11 سبتمبر الذي يتيح مقاضاة الدول الأخرى، توقعت صحف كبرى أن يلجأ أوباما للفيتو حفاظا على مصالح بلاده.
توقعت صحف أمريكية كبرى أن يلجأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى استخدام حق النقض الفيتو ضد مشروع قانون 11 سبتمبر، الذي أقره الكونجرس، ويتيح لعائلات الضحايا مقاضاة حكومات دول أخرى.
ورأت الصحف أن إقرار مثل هذا القانون سيشعل حربا دبلوماسية واسعة النطاق ضد الولايات المتحدة، كما سيؤدي الى خسارة الكثير من حلفائها، خصوصا في الشرق الوسط، بل وأكثر من ذلك.
واستعرضت مجلة "ذا أتلانتيك"، المختصة بالسياسة الدولية، ما قد يتضمنه القرار من تبعات سلبية على الدبلوماسية الأمريكية الدولية في مقال بعنوان "لماذا يجب على أوباما أن يستعمل الفيتو ضد قانون 11 سبتمبر"، ونُشر الأربعاء.
وتناولت المجلة العواقب الوخيمة لتفعيل مثل هذا القانون دبلوماسيا، حيث إنه بمثابة إعلان عن قطع للعلاقات مع الكثير من حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط بالذات.
وتضيف المجلة أنه من الصواب أن يقوم أوباما باستخدام الفيتو ضد هذا القانون نظرا لأن مصالح الولايات المتحدة هنا على المحك، أبرزها الحرب على الإرهاب والاستثمارات الخارجية في البنوك والقطاع الأعمال الأمريكي، هذا وبالإضافة إلى قنوات الحوار والضغط في الكثير من الأزمات في الشرق الأوسط.
وتصف المجلة هذا القانون بأنه "غير حيادي"، معتبرة أنه كان الأوْلى بالكونجرس أن يقوم بسنّ مشروع قانون لمحاسبة الجرائم الصينية في التبت على سبيل المثال، وشددت المجلة على أنه يتعين على واشنطن حساب ردود الأفعال، التي غالبا ما ستكون شديدة وقاسية، إذا ما قررت المواصلة في دعم هذا القانون.
وتبنّت صحيفة "فورين بولسي" نفس الموقف تجاه القانون، حيث أشارت الى قلق الكثير من المسؤولين في البيت الأبيض تجاه إقرار هذا القانون، وأشارت بالأخص الى تصريح رئيس لجنة العلاقات الدولية في البيت الأبيض، بوب كروكر، الذي أكد أن التعامل مع جهات سيادية خارج الولايات المتحدة "يحتاج الى منظومة مختلفة تماما، لأن هذه القضية ستفتح على أمريكا أبواب حرب دبلوماسية هي في غنى عنها في الوضع الحالي"، خصوصا أن الولايات المتحدة لديها أزمات عدة في الشرق الأوسط وشرق آسيا.
وأشارت الصحيفة أيضا الى تصريح السيناتور لندسي جراهام الذي عبّر بشكل مباشر عن "قلق فقدان الولايات المتحدة لحلفائها الرئيسيين في الشرق الأوسط" في ظل إقرار القانون.
ونوّهت الصحيفة بأن البيت الأبيض لم يصرح حتى الآن إذا ما كان أوباما سيستخدم الفيتو لتعطيل القانون أم لا حتى الآن، لكنها أشارت إلى استياء الكثير من دول الشرق الأوسط حول هذه المسألة، خصوصا أنه تم رسميا إبلاغ واشنطن "بالانزعاج الشديد" من إقرار هذا القانون طبقا لمصادرها.
وعلى نفس النهج، أشارت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية الى أن هذا القانون، في حال إقراره، سيشعل، بلا شك، حربا دبلوماسية واسعة النطاق مع دول الشرق الأوسط، بالذات في مرحلة تعد بالنسبة للولايات المتحدة حرجة للغاية، مع استمرار عمليات القصف ضد التنظيمات الإرهابية في كل من سوريا والعراق وليبيا وإفريقيا الوسطى، حيث شددت الصحيفة على أن خسارة الولايات المتحدة لحلفائها في الشرق الأوسط يترتب عليه خسارة الغرب الحرب على الإرهاب.
ولم تشر الصحيفة ما إذا كان أوباما سيستخدم حق الفيتو أم لا، لكنها ركزت على أن الإدارة الأمريكية الحالية في واشنطن يجب عليها أن تكون أكثر حكمة في التعامل مع تلك القضايا، خصوصا أن السخط المتنامي لحلفائها في الشرق الأوسط سيكلفها أكثر من مجرد خسارة الحرب على الإرهاب.
ولفتت إلى أن قطاعات كثيرة ستتأثر داخل الولايات المتحدة بسبب تلك الحرب الدبلوماسية، أبرزها قطاعات النفط، والاستثمارات، وقطاع الأموال والبنوك والإنشاءات.
ولم يصدر حتى اللحظة أي تعليق من البيت الأبيض حول القانون الذي أقره الكونجرس، لكن من المتوقع أن يلقى حربا شرسة ضد تفعيله نظرا لوجود الكثير من مصالح الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط على المحك.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE5MiA= جزيرة ام اند امز