الجبير: سياسة الاسترضاء لا تصلح مع النظام الإيراني
وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية يؤكد أن السبيل الوحيد لدفع طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات هو ممارسة أقصى قدر من الضغوط عليها.
قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل بن أحمد الجبير، إن سياسة الاسترضاء لا تصلح مع النظام الإيراني، رافضا أي حوار مع طهران.
- الجبير: إيران وفرت لـ"القاعدة" ملاذا آمنا عقب هجمات 11 سبتمبر
- الجبير ينفي توجيه السعودية رسائل تهدئة لإيران
وأضاف، في مقابلة مع صحيفة ليبراسيون الفرنسية، أن سياسة التهدئة لن تنجح مع إيران وأن السبيل الوحيد لدفع طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات هو ممارسة أقصى قدر من الضغوط عليها.
وأكد الجبير أن الأفعال هي الأهم وليست الكلمات، موضحا أن أعضاء الحكومة الإيرانية يتحدثون كثيرا ولكن ليست لديهم سلطة.
وأشار الجبير إلى أن حلفاء السعودية الأوروبيين "يعرفون أننا يجب ألا نسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية أو تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية".
وأوضح أن "فرنسا تدرك هذا بشكل خاص، ليس لدينا خلاف حول ذلك".. وتساءل كيف يتم ذلك؟ "بالضغوط القصوى أم بالحوار؟ هذا هو نقاشنا مع أوروبا، وفي رأينا، أقصى ضغط هو الطريقة الوحيدة".
وفيما يتعلق برؤية المملكة للوساطة الفرنسية بشأن الملف النووي الإيراني، قال الجبير، إن "الأمر متروك للأمريكيين لاتخاذ القرار"، مضيفا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرح بأنه مستعد للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني دون شروط مسبقة".
وأوضح الجبير أن الإيرانيين هم الذين يدعون إلى تعليق العقوبات الإضافية قبل المناقشة، مضيفا أن "هذا الأمر ليس له معنى".
وتابع: "ترامب قال بوضوح إنه يجب تعديل الاتفاق النووي، وحدد قضيتين أخريين كشرط لرفع العقوبات وهما: برنامج الصواريخ الإيرانية، ودعم إيران للجماعات الإرهابية"، مضيفا أن الرئيس الأمريكي انتظر سنة قبل أن ينسحب من الاتفاق ولم يرد الإيرانيون.
وشدد الجبير على ضرورة أن تختار إيران "هل تريد الاستمرار في المعاناة أم العودة وتعديل الاتفاقية؟".
ورأى الجبير أن السلوك العدواني الإيراني لا بد أن يكون له ثمن، موضحا أنه "لا يمكنك إطلاق الصواريخ الباليستية على البلدان الأخرى".
وردا على سؤال حول ما إذا تقدمت المملكة بطلب للولايات المتحدة لنشر 3 آلاف جندي بالسعودية، أجاب الجبير: "طلبنا الدعم من جميع أصدقائنا، لقد أرسلت الولايات المتحدة قوات وتستمر في الإرسال".
وأضاف "الإثنين الماضي، اجتمع 18 من رؤساء الأركان من مختلف البلدان في الرياض، بما في ذلك فرنسا، لمعرفة كيفية حماية أنفسهم من الهجمات المستقبلية".
وأوضح الجبير أنها رسالة واضحة جداً لإيران بأن العالم لن يسمح لها بالتصرف على هذا النحو"، مضيفاً أن "الهجوم على بقيق وخريص لم يكن مجرد هجوم ضد المملكة العربية السعودية، بل ضد العالم".
وتابع أن "العالم أجمع تأثر بعرقلة إنتاج النفط، لقد هاجمت إيران العالم".
وحول ما إذا أرادت المملكة تغيير النظام الإيراني، أم السلوك الإيراني، قال الجبير: "نحن لا نشعر بالقلق من النظام، إنه شأن الإيرانيين. ولكن نريد تغيير السلوك".
وتساءل الوزير السعودي، لماذا هذا العدوان الدائم على السعودية؟ موضحا أنه "في كل مرة مددنا أيدينا إليهم كانت الإجابة الموت والدمار فقط".
وقال: "المشكلة مع إيران هي أننا لا نعرف ما إذا كانت ثورة أم دولة قومية.. إذا كانت إيران ثورة، فلا يمكننا التعامل معها لأنها غير عقلانية وعاطفية.. وإذا كانت دولة قومية، فعليها أن تتصرف على هذا النحو".
وتعرض معملان تابعان لشركة أرامكو السعودية لهجوم إرهابي، الشهر الماضي، وأعلنت الداخلية السعودية السيطرة على حريقين اندلعا في معملين للنفط بمحافظة بقيق وهجرة خريص، نتيجة استهدافهما بطائرات دون طيار.
وقوبل الهجوم بموجة استنكار وإدانات عربية ودولية واسعة النطاق، كما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة الحادث، فيما أكدت واشنطن وقوف طهران وراء الحادث الإرهابي، مشددة على ضرورة العمل والتنسيق مع الحلفاء للتصدي للدور الإيراني في زعزعة استقرار المنطقة.
ودأبت إيران وأذرعها المنتشرة بالمنطقة على استهداف السفن التجارية، لا سيما ناقلات النفط في مضيق هرمز؛ الأمر الذي تكرر في أكثر من حادثة خلال الأشهر الماضية.
وتصاعدت حدة التوترات بين إيران والغرب منذ سريان العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية بالكامل في مايو/أيار الماضي، بالتزامن مع الذكرى السنوية لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية.