احتجاجات العراق.. سقوط قتلى جدد والسيستاني يهاجم الحكومة
مسؤولون عراقيون يقولون إن متظاهرين اثنين قتلا بعد إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي وقنابل الغاز على مظاهرة في وسط العاصمة بغداد، بهدف تفريقها.
لليوم الخامس والأربعين يواصل المحتجون العراقيون مظاهراتهم، ويتوالى معه سقوط ضحايا برصاص قوات الأمن، رغم تأكيد الداخلية العراقية وعدد من المسؤولين مراراً بعدم استخدام القوة ضد المحتجين، الأمر الذي دعا المرجع الشيعي بالعراق علي السيستاني لمهاجمة الحكومة.
- أسوشيتد برس: احتجاجات العراق تثير تساؤلات حول مليارات النفط
- السيستاني يدعو لمحاسبة قتلة المتظاهرين ومساندة "الإصلاح"
والجمعة، سقط قتيلان جديدان خلال تفريق قوات الأمن العراقية مظاهرات في وسط العاصمة بغداد، بالرصاص الحي وقنابل الغاز.
وقال مسؤولون عراقيون إن متظاهرين اثنين قتلا بعد إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي وقنابل الغاز على مظاهرة في وسط العاصمة بغداد، بهدف تفريقها.
ورغم القمع الذي تسبب في حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى بصفوفهم منذ شهر ونصف، تواصل حركة الاحتجاج العراقية التصعيد في سياق معركة طويلة يخوضها المتظاهرون مع الطبقة السياسية ضد الفساد وتدخلات إيران.
وفيما تسابق الحكومة والبرلمان الزمن لتقديم حزم إصلاحية في محاولة منهما لإنهاء الأزمة، ووقف التداعيات المحتملة، فشل الاثنان حتى الآن في إقناع المتظاهرين الذين يصرون على مطالبهم المتمثلة بتغيير الحكومة وتعديل الدستور، وقانون الانتخابات ومفوضيتها، وتوفير فرص العمل ومحاربة الفاسدين وتقديمهم للعدالة، وإنهاء نفوذ إيران.
جمعة الصمود
وخرج المتظاهرون العراقيون مجدداً منذ الصباح إلى الشوارع في مظاهرات تحت عنوان "جمعة الصمود"، حيث نجحوا في الدخول إلى ساحة الخلاني بوسط بغداد، بعد حالات كر وفر بينهم مع قوات الأمن، عقب إطلاق الأخيرة القنابل المسيلة للدموع بشكل متقطع في محاولة لحصر المتظاهرين بساحة التحرير.
وقالت مصادر ميدانية إن 30 إصابة بحالة اختناق على الأقل وقعت خلال الاشتباكات، نتيجة إطلاق القنابل المسيلة للدموع في الخلاني.
وفي وسط الديوانية جنوب العراق بدأ المحتجون في التوافد إلى ساحة الساعة، للمشاركة في المظاهرات، وهو الأمر الذي تكرر في بابل ومدن عراقية أخرى.
ومع استمرار المظاهرات استمر العنف أيضاً، وأدى إلى مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة نحو 4 آلاف آخرين، بحسب إحصاءات رسمية، في ظل نفي قيادة عمليات بغداد إطلاق الرصاص أو قنابل صوتية وغاز مسيل للدموع في ساحة التحرير.
وأكد المرجع الشيعي في العراق علي السيستاني أن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد ستشكل انعطافة كبيرة، في نبرة تعد الأعلى منذ بدء الاحتجاجات ضد الحكومة.
وقال السيستاني، في خطبة الجمعة، التي تلاها ممثله أحمد الصافي في كربلاء: "إذا كان من بيدهم السلطة يظنون أن بإمكانهم التهرب من استحقاقات الإصلاح الحقيقي بالتسويف والمماطلة فإنهم واهمون".
وأضاف: "لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها في كل الأحوال، فليتنبهوا إلى ذلك".
وتابع الصافي: "المواطنون لم يخرجوا إلى المظاهرات المطالبة بالإصلاح بهذه الصورة غير المسبوقة ولم يستمروا عليها طوال هذه المدة بكل ما تطلّب ذلك من ثمن فادح وتضحيات جسيمة، إلا أنهم لم يجدوا غيرها طريقاً للخلاص من الفساد".
واعتبر أن الفساد في البلاد يتفاقم بتوافق القوى الحاكمة على جعل الوطن "مغانم يتقاسمونها فيما بينهم وتغاضي بعضهم عن فساد البعض الآخر".
وأشار إلى أن "التدخلات الخارجية تنذر بتحويل العراق إلى ساحة للصراع وتصفية الحسابات بين قوى دولية وإقليمية"، مشدداً على أنه "لا يجوز السماح لأي طرف خارجي بالتدخل في معركة الإصلاح الداخلية التي يخوضها الشعب العراقي".
وطالب السيستاني بمحاسبة الفاسدين من خلال تأكيده أن "عدم وجود إجراءات جدية لملاحقة الفاسدين يثير شكوكاً حول قدرة القوى السياسية العراقية على تنفيذ مطالب المتظاهرين".
ودعا إلى الإسراع في إقرار قانون منصف للانتخابات يمنح فرصة حقيقية لتغيير القوى التي حكمت البلد خلال السنوات الماضية، معتبراً أن إقرار قانون لا يمنح مثل هذه الفرصة للناخبين لن يكون مقبولاً ولا جدوى منه.
aXA6IDE4LjExNy43MC42NCA= جزيرة ام اند امز