الجزائر تعلن نفسها أول عاصمة إفريقية بلا "أحياء قصديرية"
الجزائر تعلن القضاء على الأحياء القصديرية في عاصمة البلاد، كسابقة في العواصم الإفريقية، لكن الواقع يثبت أن هذا الحلم لم يتحقق بعد
أعلنت السلطات المحلية في الجزائر العاصمة القضاء على كافة الأحياء القصديرية في المدينة بحضور مسؤولين في الأمم المتحدة، غير أن هذا الإعلان يأتي سابقا لأوانه، بحسب مراقبين، نظرا لوجود العديد من الأحياء الفوضوية التي لا تزال تنتظر الإزالة، قبل إعلان حلم "عاصمة دون قصدير".
وبحسب والي محافظة الجزائر عبد القادر زوخ، فإن العاصمة الجزائرية قد كسبت "المعركة" التي خاضتها منذ 2014 ضد انتشار المنازل الهشة و تمكنت من القضاء على 316 حيا قصديريا كان يشوه صورة "العاصمة البيضاء".
وكشف الوالي أن عمليات إعادة الإسكان في العاصمة الجزائرية منذ يونيو/حزيران 2014، سمحت بتوفير مساكن لائقة لـ36 ألف عائلة، مشيرا إلى أن البرنامج الشامل لإعادة الإسكان بولاية الجزائر يشمل 260 ألف وحدة سكنية.
وجاء هذا الإعلان بحضور مدير المكتب الاقليمي العربي للأمم المتحدة المكلف ببرنامج السكن الأممي ديفد أوبري، الذي يقوم بزيارة للجزائر لدراسة تجربتها في القضاء على المنازل الهشة.
وبحسب هذا المسؤول الأممي، فإنه "بفضل مثل هذه العمليات الخاصة بإعادة الإسكان ستصبح الجزائر أول مدينة في افريقيا تخلصت بشكل كامل من انتشار المنازل الهشة".
ودعا ديفد أوبري، في تصريحاته للصحافة الجزائرية، إلى مشاطرة هذه التجربة مع الدول المجاورة، لا سيما مع الدول الافريقية التي تواجه مشاكل حقيقية في انتشار الأحياء القصديرية.
ورغم أن سلطات ولاية الجزائر تقلل من الأحياء الفوضوية المتبقية التي لا يتعدي عددها العشرة بحسب لأرقامها، إلا أن الواقع يظهر وفق مصادر على تعمل هذا الملف أن العدد يتجاوز ذلك بكثير.
وبحسب ذات المصادر التي تحدثت لـ"بوابة العين" الإخبارية، فإن 113 حيا قصديريا ينتظر الترحيل بالعاصمة الجزائرية، بالإضافة إلى المنازل الهشة والآيلة للانهيار، وهي التقسيمات التي تضعها وزارة السكن الجزائرية للمساكن الواجب ترحيل أهلها حسب الأولويات.
ولا تزال العاصمة الجزائرية تشهد من حين لآخر احتجاجات لمواطنين تم إقصاؤهم من الحصول على منازل لائقة، لأسباب تقول السلطات المحلية إنها تتعلق بعدم أحقيتهم بالاستفادة، نظرا لعدم إثباتهم الإقامة الدائمة بالعاصمة.
وفي هذا الصدد، قال سمير بوترعة، رئيس تحرير القسم المحلي، بقناة الشروق الإخبارية، أن تصريحات والي الجزائر العاصمة، بعيدة تماما عن الواقع، خاصة وأن عمليات الترحيل التي أطلقتها وزارة السكن بالعاصمة، منذ يونيو/حزيران 2014، لم تصل بعد إلى مقاطعات كاملة بالمحافظة، ولا تزال هناك 12 ألف عائلة تنتظر الترحيل.
وأضاف بوترعة لـ"بوابة العين" أن "الجزائر أول عاصمة مغاربية وإفريقية بلا قصدير، هي مجرد إعلان لا يزال ينتظر التجسيد".
واشار إلى أن عمليات الترحيل لم تنته بعد، وأن رهان الحكومة للوصول إلى عاصمة بلا قصدير في نهاية 2016 سيكون محفوفا بالمخاطر، باعتبار أن غالبية المشاريع السكنية بالعاصمة لم تنته أشغالها بنسبة 100 بالمائة.
وتباهي السلطات الجزائرية بأن بلادها من الدول القلائل في العالم التي تمنح المنازل مجانا للمواطنين، وقد أطلقت في السنوات الأخيرة برامج سكنية ضخمة، لتلبية العدد الهائل من الطلبات، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى إنجاز ما يقترب من 2 مليون وحدة سكنية منذ سنة 1999.