تعرف على لغز اختفاء ونهاية أعظم مهندسي مصر القديمة
"سننموت" أحد أعظم مهندسي مصر القديمة أحب الملكة حتشبسوت فمنحته نحو 80 لقبا ملكيا وتم القضاء عليه وتجريده من منصبه
تعد قصة "سننموت" أحد أعظم مهندسي مصر القديمة الذي أحب الملكة حتشبسوت فبادلته ذلك ومنحته نحو 80 لقبا ملكيا، ولكن على عكس بعض قصص الحب في التاريخ التي تكتب لها في أحيان كثيرة النهايات السعيدة انتهت هذه القصة لمشيِّد معبد حتشبسوت والذي يعد الأشهر في التاريخ المصري انتهت بطريقة غريبة ومفجعة، حيث تم تجريده من منصبه ومحو كل أثر له وهدم آثاره.
وولد سننموت والذي يعني "أخو الآلهة موت" لأبويين من عامة الشعب هما "رعموس" ووالدته "حات نوفر" وكان له ثلاثة إخوة، عمل قبل التقائه بحتشبسوت رئيسا للكهنة بمعبد مونتو ببلدة أرمنت، وعمل أيضا بمعبد الكرنك حيث كان يلقب بمدير بيت آمون حيث كان المشرف على المخازن والغلال والماشية .
أما الملكة حتشبسوت والذي يعني اسمها "أنبل النساء" فكانت في سن العشرين عندما مات أبوها تحتمس الأول، وهي وريثة العرش، ولكن تقاليد البلاط، ودسائس الكهنة بدأت تتدخل لأن ولاية المرأة تغضب كثير من الناس فتحتم إشراك أخيها غير الشقيق "تحتمس الثاني"، وحتى لا تثير القلاقل تزوجته وأشركته معها في الحكم، وأنجب منها ابنتين شرعيتين، وظلت في الحكم طيلة 22 عاما 1503-1482ق م .
وأوكلت إليه حتشبسوت مسؤولية رعاية ابنتها "نفرو رع" حيث كان المربِّى الخاص بها والمتولي شؤون إدارة أملاكها، وقد توفيت هذه الابنة في العام الحادي عشر لحكم والدتها، ويعتقد أيضا أن سننموت كان الوصي على ابنة حتشبسوت الأخرى "مريت رع" .
كما قام سننموت بتصميم المعبد الجنائزي لحتشبسوت بالدير البحري بالقرب من مدخل وادي الملوك على شكل ثلاثة طوابق متدرجة، وأيضا نقل مسلتيها إلى معبد الكرنك، والبعثة البحرية التي أرسلتها إلى بلاد بونط وقد سمحت حتشبسوت لمهندس مصر القديمة بأن يضع اسمه وصورته خلف أحد الأبواب الرئيسية لمعبدها.
كما سمحت له أيضا ببناء مقبرته بالقرب من معبدها، والتي سجلت الكثيرة من عبارات التمجيد في حتشبسوت.
وقال الدكتور أحمد بدوي في كتابة مواكب الشمس "الذي لا شك فيه أن هذا الرجل قد سقط من عليائه فقضي عليه قبل انتهاء حياة سيدته، وقد قامت بعزله من أهم المناصب الملكية كوزير ومدير للقصر الملكي وعين "حابوسنب" وزيراً، بينما تم اختيار "أمنحتب" مديراً للقصر، وأن السبب في تحول سياسة الملكة تجاهه هما يقول بدوى "أنها أدركت ما وصل إليه "سننموت" من قوة وسلطات فخشيت الملكة خطره، أو أنها منذ البدء كانت تستعمله لأغراضها السياسية، فلما انتهت مهتمة طردته.
عزلة حتشبسوت لحبيبها سننموت مهّد الأمر للإجهاز عليه، وتحطيم ذكراه، وتماثيله، وإزالة أسمائه، سواء من قبل أنصار تحتمس الثالث الذي يريد أن يمحو اسم حتشبسوت وآثارها وكل ذكرى لها، وهكذا دفع سننموت ثمن حبه لحتشبسوت سواء حيا أو ميتا.