فانوس رمضان المصري يزدهر بعد فرض قيود الاستيراد على "الصيني"
فرض القيود على استيراد "فانوس رمضان" في شهر مارس الماضي كان له بالغ الأثر في مصر على الصناعة المحلية
يبدو أن فرض القيود على استيراد "فانوس رمضان" في شهر مارس/آذار الماضي كان له بالغ الأثر في مصر على الصناعة المحلية التي تنفست الصعداء بعد خلو الأسواق من الصناعة الصينية التي كانت تلتهم السوق بمنتجاتها رخيصة الثمن التي تجذب المستهلك على الرغم من رداءتها وضعف الخامات المصنوعة منها، إلا ان مميزاتها التنافسية كانت تتمثل في جمال الشكل ورخص الثمن والتنوع في أشكال الفوانيس التي تجذب الأطفال.
وظهر في أسواق "فانوس رمضان" المصرية كسوق السيدة زينب في مدينة القاهرة، وسوق المنشية في الإسكندرية الفانوس الخشبي الدمياطي، والفانوس المعدني ذو الصناعة اليدوية، حيث تميزا بمتانتهما وقوة المادة الخام المستعملة في صناعتهما، كما تميزا للمرة الأولى منذ سنوات بأسعارهما التي قلت نسبيًّا عن الفانوس الصيني المعروض من مخزون السنوات الماضية.
وعن الفانوس الخشبي قال "سعد علام" بائع فوانيس في سوق السيدة زينب، إنه أثبت نجاحًا في العام الماضي، حيث انتشر في الأسواق بشكل كبير وكان الإقبال عليه ملحوظًا، وهو ما أعطى مؤشرات لرواجه هذا العام أيضًا وشجع المصانع على انتاجه والبائعين على عرضه بكميات كبيرة، وأعتقد أن سعة انتشاره وراء أسعاره المنخفضة عن العام الماضي.
وقال بائع الفوانيس: "إن الفانوس المعدني أيضًا له جمهوره على الرغم من ارتفاع سعره نسبيًّا، لكن "زبون" الفانوس المعدني من الفئة المهتمة بالاحتفاظ بالتحف وتقدير قيمتها، حيث يمثل الفانوس بالنسبة له ذكرى تعبر عن العام الذي اشتراه فيه، وأسعار المعدن تختلف بحسب النوع والصنعة وكمية الزخارف به، اما أسعار الفانوس الخشبي فتبدأ من 10 جنيه لفانوس اليد "الميدالية" وحتى 200 و300 جنيها للفانوس الكبير المعلق، أما المتوسط لفوانيس الهدايا متوسطة الحجم والأكثر انتشارًا فيبلغ سعرها من 40 إلى 60 جنيها".
وعن المنتجات الصينية في أسواق الفوانيس قال إنها من مخزون الأعوام الماضية، ولها أشكال وإضاءات وأصوات تجذب الأطفال، وغالبًا ما تصنف من فئة ألعاب الاطفال وليست فوانيس، ومن التجار من يستورد العاب أطفال من الصين ويعالجها ببطاريات صوتية تحمل أغاني رمضانية وتباع في الأسواق على أنها فوانيس رمضان للأطفال.
من وجهة نظر اقتصادية قال الخبير الاقتصادي الدكتور خالد رحومة، إن تقليل استيراد السلع المكملة أو غير الأساسية له أثر إيجابي بالغ على الاقتصاد المصري، على الأقل في الاحتفاظ بالعملة الصعبة التي أرّقت الأسواق المصرفية في مصر مؤخرًا، وعلى مستوى "فانوس رمضان" فمعلوم أن منع الاستيراد وتقليله سيقلل من كميات عرضه، وبالتالي سيرتفع ثمنه ويقل الإقبال عليه، وهو ما سيعطي متسعًا للصناعة المصرية حتى تبرز حرفيتها ومميزاتها التنافسية.
وأضاف أستاذ الاقتصاد بجامعة دمنهور لبوابة "العين" الإخبارية أن تنشيط الصناعة المحلية سيحل كثيرًا من مشكلات مصر المتعلقة بالبطالة حيث سيزيد من فرص العمل، ويشجع الاستثمارات المحلية والمشروعات المتوسطة والصغيرة، كما سيمنح فرصًا للمصانع المقفلة لإعادة تشغيلها مجددًا، وأكاد اجزم أن "الفانوس الدمياطي" بالأسواق كان له فضل تنشيط مصانع الخشب والأثاث خلال الأشهر الماضية وأعطى ثقة للصناعات الأخرى أن تسير على نفس النهج.
واختلفت التقارير حول فاتورة استيراد مصر لفوانيس رمضان قبل ذلك، لكنها على الأرجح دخلت مصر قبل 20 مارس الماضي قبل فرض قيود على الاستيراد، ومعظمها تم تمريره باعتباره لعب أطفال، فيما أوضح أحمد أبو جبل رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال بالغرف التجارية بالقاهرة في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية أن الزيادة في سعر الفانوس المستورد في الأسواق تتراوح ما بين 20 الى 25 %، موضحًا أن فاتورة استيراد فانوس رمضان من الخارج تبلغ 10 مليون دولار.
ووصف "أحمد جودة" صاحب ورشة لتصنيع الفوانيس الخشبية بدمياط قرار منع استيراد الفوانيس من الصين في 2015 بالقرار الموفق من جانب وزارة التجارة المصرية؛ لأنه منح الفرصة للورش المحلية للتواجد والابتكار، مؤكدًا أنه للمرة الاولى يستخدم فن صناعة الأساس في تصنيع الفوانيس بأشكالها وزيناتها المختلفة عن طريق ماكينات الحفر بالليزر قائلًا، إن منتجات خشبية دمياطية خاصة بالفوانيس والعلب الخشبية لحفظ المصاحف تصدر إلى دول عربية كالسعودية والكويت والإمارات.
وقال أسامة حفيلة رئيس جمعية المستثمرين بدمياط الجديدة، إن الفانوس الخشبي الدمياطي أعاد الروح لجزء كبير من صناع الأثاث خاصة العاملين في تشكيل الخشب، حيث تم تطوير الفانوس بالألوان والإضاءات والزينات التي تلبي رغبة المستهلك كبديل عن المنتج الصيني.
وأضاف حفيلة في تصريحات لبوابة العين الإخبارية أنه بالفعل توجد منتجات دمياطية من فوانيس وعلب لحفظ المصانع ولوحات خشبية وأنتيكات تصدر لدول عربية وأسيوية وهو تطور جديد في الصناعة المصرية، مطالبًا بفرض قيود على استيراد كل السلع الترفيهية والتكميلية حتى تمنح الفرصة الكاملة للصناعة المصرية لإثبات كفاءتها.
aXA6IDE4LjExNy4xMDcuNzgg جزيرة ام اند امز