جولة أوباما الأسيوية.. أمريكا تحاصر التنين الصيني
جولة أوباما الأسيوية، التي تشمل فيتنام واليابان، تحمل العديد من الرسائل، لعل أبرزها موجها لبكين.
تحمل جولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسيوية، التي تشمل فيتنام واليابان، العديد من الرسائل، لعل أبرزها موجها لبكين بما يشبه حصار طموحات التنين الصيني في قارته.
وبدأت جولة أوباما، الاثنين، بزيارة فيتنام، وبهذه الزيارة يصبح أوباما الرئيس الأمريكي الثالث الذي يزور فيتنام بعد تطبيع العلاقات بين البلدين في عام 1995.
وتستمر الزيارة 3 أيام، وتهدف إلى تعزيز العلاقات الدفاعية والاقتصادية مع عدو سابق أصبح محورًا لإستراتيجية واشنطن "لإعادة التوازن" في آسيا.
وعقب هذه الزيارة، يبدأ أوباما الجمعة أول زيارة لرئيس أمريكي لمدينة هيروشيما التي دمرتها قنبلة ذرية أمريكية في 1945.
وقبيل جولة أوباما الأسيوية زار وزير خارجيته جون كيري ميانمار، الدولة الأسيوية، والتقى أونج سان سو كي زعيمة الحزب الحاكم.
وفي كل تلك الزيارات كان ملف توثيق العلاقات العسكرية بين واشنطن وتلك البلدان حاضرا بقوة، فيما بدا رسالة بمواجهة طموحات بكين التوسعية في بحر الصين الجنوبي.
وقال أوباما، في وقت سابق، الاثنين، إن بلاده رفعت بالكامل الحظر عن تجارة الأسلحة مع فيتنام وهو تطور قد يمكنها من تعزيز دفاعاتها في وقت تتصاعد فيه التوترات في بحر الصين الجنوبي.
وقالت الصين، عقب تصريحات أوباما، إنها تأمل في أن تساعد العلاقات التي تشهد تطورا بين الولايات المتحدة وفيتنام على تحقيق السلام والاستقرار على المستوى الإقليمي بعد أن أنهت الولايات المتحدة حظرا كان مفروضا على تجارة الأسلحة الفتاكة مع فيتنام.
وتستاء الصين من الجهود الأمريكية التي ترمي لتقوية الروابط العسكرية مع جاراتها وسط تصاعد التوتر في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.
وجاءت صفقة الأسلحة التايوانية ورفع الحظر عن فيتنام لاستيراد السلاح كرد على تجاهل الصين لاعتراضات منظمة الأسيان ضد التوسع الصيني الاقتصادي والعسكري في بحر الصين الجنوبي، وفق خبراء.
ويقول موري هيبيرت، مستشار برنامج جنوب شرق أسيا في المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، إنه من المحتمل أن هذه الخطوات التي تقوم بها الولايات المتحدة، لدعم حلفاء حاليين لها وكسب حلفاء جدد في أسيا، هي للتصدي للنشاط الصيني المتنامي في المياه الإقليمية محل الخلاف بين الدول الأسيوية والصين.
ويقول أورفيل سشيل، مدير مركز التقارب الأمريكي الأسياوي، إن حملة التحالفات وحزمات الدعم الأمريكية الجديدة، خصوصا رفع حظر استيراد السلاح عن فيتنام، ستضع الرئيس الصيني أمام نتائج سياساته "العدوانية" تجاه جيرانه في بحر الصين الجنوبي، حسب قوله.
وأضاف "إذا كان الرئيس الصيني شي جين بينغ ذكيا بما فيه الكفاية فسوف يحاول تهدئة الوضع مع جيرانه لتقليل التأثير السلبي على الصين، لكن من الواضح أنه لا يريد حل الأزمة بشكل دبلوماسي".
لكن موري هيربيرت يشير إلى أن سباقا إقليميا للتسلح قد بدأ بين الدول الأسيوية والصين، وقال إن "البلدان في جنوب شرق أسيا لن تستطيع الوقوف في وجه الصين دون أسلحة رادعة"، مشددا أن الدور الأمريكي هنا هو خلق هذا الرادع.
ويرى خبير الدراسات الأمنية لأسيا والمحيط الهادئ في مركز "هونولولو للأبحاث الأمنية" ألكساندر فوفينج، أنه في حالة نجاح الولايات المتحدة في إعادة تواجدها العسكري في فيتنام، فيسكون ذلك مهما جدا لإعادة توازن القوى مع الصين.
ويشير الخبير الاستراتيجي في معهد "IHS" جون جيرفارت إلى أن الولايات المتحدة تمارس عملية معقدة من التحالفات والصفقات لدفع الصين نحو الانسحاب من المناطق التي توسعت فيها في بحر الصين الجنوبي، وشدد على أن تلك الزيارات والتحالفات لا تعني عودة كاملة للدور الأمريكي، لكنها تعطي رسالة واضحة للصين أن لها ندا قويا في المنطقة، وأنها قد تسحب بساط الهيمنة الإقليمية في آسيا في أي وقت.
جدير بالذكر أن عددا كبيرا من دول جنوب شرق آسيا تواجه خلافات حدودية مع بكين في بحر الصين الجنوبي، المعبر الاستراتيجي للتجارة العالمية والغني بالثروات السمكية والنفطية، حيث قامت الصين بردم جزر اصطناعية لتشيد عليها مرافئ ومنصات هبوط وبنى تحتية مختلفة، وأدى ذلك إلى توتر متزايد مع الدول المجاورة مثل فيتنام وتايوان والفلبين وماليزيا وبروناي.
وتطالب الصين بكامل منطقة بحر الصين الجنوبي المهمة بالنسبة إلى الشحن البحري الدولي التي يعتقد احتواؤها على مخزون هائل من المعادن وموارد الطاقة.