سياسيون تونسيون لـ"العين": "النهضة" تراجعت وتعديلاتها خدعة
"العين" استطلعت آراء سياسيين تونسيين عن تعديلات "النهضة" وأبرزها فصل الدين عن السياسة واعتبروها "مجرد خدعة"
خلف راشد الغنوشي، الرئيس التاريخي لحركة النهضة التونسية، نفسه على رأس الحركة، إثر فوزه في انتخابات المؤتمر العاشر، بفارق واسع عن أقرب منافسيه، حيث حصل الغنوشي على 800 صوت، بينما فاز فتحي العيادي بـ229 صوت، وحل محمد العكروت ثالثا بـ029 صوتا، وقد أعلنت الحركة خلال هذا المؤتمر، انتقالها النهائي من تنظيم دعوي إلى تنظيم سياسي مدني.
بوابة "العين" استطلعت آراء سياسيين تونسيين عن التعديلات التي قامت بها حركة النهضة في مؤتمرها العاشر، وأبرزها فصل الجانب الدعوي عن السياسة ليؤكدوا أنها مجرد خدعة جديدة تمارس على الشعب التونسي بعد تراجع شعبية الحركة في الشارع منذ عام 2012.
من جانبه قال السياسي التونسي محمد شبشوب، إن شعبية حركة النهضة في الشارع التونسي تراجعت عندما طرحت مسألة فصل الدعوي عن السياسي، حيث إن المواطن التونسي يؤمن بأن من يغير ثوبه هي "الأفعى لكن يبقى سمها قاتلا" والنهضة تحاول تغيير ثوبها من خلال خداع الشعب الذي اعتقد فيها أيدولوجية معينة والشعب التونسي ذكي جدا في هذه المسائل ولم تنطلِ عليه حيلة النهضة وكذبة الاستقبال والافتتاح على طريقة المهرجانات.
وأضاف شبشوب في تصريحات خاصة لبوابة "العين" الإخبارية، أن رد فعل قواعد حركة النهضة وقياداتها أبرز معبر عن رفضهم لهذه التعديلات ووصل بهم الحد إلى التغيب والاستنفار لتعديلات حادت عن الخط التاريخي للنهضة، وهو ما سيسبب انقسامات وتباينا في المواقف في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن الحشد الذي تتبعه النهضة ما هو إلا إحياء لذكريات الماضي.
وعن إعلان الجبهة الشعبية عن عدم تلبية دعوة النهضة لحضور افتتاحيات مؤتمرها قال السياسي التونسي، إن هناك سببا رئيسيا يتمثل في المسؤولية السياسية لحركة النهضة في اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ووجود شبهة جنائية لا تزال قائمة في أذهان مناصري الجبهة الشعبية الذين لن يصفحوا عن الذين تلطخت أيديهم بدماء زعمائهم.
وأوضح شبشوب أن تعديلات حركة النهضة تعتبر مسألة حزبية خاصة بها كغيرها من الأحزاب ولكل حزب رؤيته الخاصة في التعديل، مشيرا إلى أن ما حدث في النهضة سيجعل عناصرها يستفيقون على معضلة كبيرة وخطأ سيدمر الحركة تدريجيا، لأن من يغير خطه السياسي وأيدولوجيته التي استعطف بها أنصاره لن يتردد لحظة في التفريط في وطنه.
فيما أعتقد رياض جراد، عضو النقابيون الراديكاليون في تونس، أن حركة النهضة قد كذبت بذمة وخانت بإخلاص كما عودت الشعب التونسي على مر تاريخها منذ فترة الاتجاه الإسلامي.
وأضاف جراد في تصريحات لـ"العين"، أن ما اتخذته حركة النهضة من عناوين لمؤتمرها الذي كان أشبه بالاستعراض على جميع المستويات خاصة المالي، لم تكن سوى مغالطة للرأي العام واللعب على خطوط الوهم خاصة في علاقة بفصل ما سمي بالجانب الدعوي عن السياسي أو فك ارتباط الحركة بالإخوان المسلمين تنظيميا و فكريا، وهذا تجلى من خلال تصريحات أبرز قياداتها مثل لطفي زيتون ووليد البناني و الحبيب اللوز، الذين حافظوا على ذات الخطاب واعتبروا تلك الشعارات لا تتعدى سوى تكتيك مرحلي.
وأشار جراد ضف إلى أن المؤتمر لم يأت بجديد، حيث خلف راشد الغنوشي نفسه على رأس الحركة التي حافظت على ذات خيار اقتصاد السوق في لائحتها الاقتصادية، ولم يحمل المؤتمر أي رسائل إيجابية لا للشباب ولا للمرأة فكانت تمثيليتهما هزيلة جدا ومخجلة، موضحا أن شعبية الحركة تراجعت بشكل ملفت منذ عام 2012.
وبدوره هشام العجبوني القيادي في حزب التيار الديمقراطي انتقد بزخ النهضة في مؤتمرها وكذلك برنامجها الاقتصادي.
وقال العجبوني على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": من حقّ النهضة أن تقوم باستعراض قوّة في مؤتمرها العاشر ومن حقّ النهضة أن تقوم باستدعاء رموز نظام الفساد والاستبداد وأن تضعهم في الصف الأوّل، ومن حقّ النهضة أن تكون أولويّة أولويّتها هي التطبيع مع الدولة العميقة ومن حقّ النهضة أن تسعى لبناء تحالف استراتيجي مع التجمع!، ونحن من حقّنا أن نعرف كم كانت كلفة تنظيم مؤتمرها وما هي مصادر تمويلها".