السودان يكشف أسباب عودته لمفاوضات سد النهضة
قال وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمر الدين، إن بلاده عادت لمفاوضات سد النهضة على أمل دور أكبر لخبراء الاتحاد الأفريقي، عملا بشعار الحلول الأفريقية لمشاكل القارة.
وأضاف الوزير: "لقد عدنا لمفاوضات سد النهضة على أمل أن يكون هناك دور أكبر لخبراء الاتحاد الأفريقي، وأن يساعد الاتحاد بشكل أكبر في إيجاد شروط لعمل الخبراء ومهامهم".
وتابع: "السودان قدم اشتراطات لجنوب أفريقيا باعتبارها رئيس الاتحاد الأفريقي للعودة لمفاوضات ذات جدوى، والسودان سيكون في عمل دؤوب لإيضاح رؤيته أملا بأن تكون الدورة الجديدة للاتحاد الأفريقي في فبراير/ شباط المقبل جولة أخري لتحقيق ما يصبو إليه السودان، وإلا ستكون له خيارات فيما يلي هذا الملف".
واطلع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان على تطورات التفاوض حول سد النهضة الإثيوبي، وأسباب تعثر جولة المفاوضات الأخيرة، وذلك خلال لقائه، الإثنين، مع وزير الري والموارد المائية ياسر عباس، ووزير الخارجية المكلف عمر قمر الدين .
وفي وقت سابق، أعلن السودان فشل مفاوضات سد النهضة، في عثرة جديدة أمام محاولات القاهرة والخرطوم وأديس أبابا لتجاوز الخلافات حول المشروع الإثيوبي.
ورفضت الخرطوم الاستمرار فيما سمته مفاوضات "الحلقة المفرغة"، مطالبة بتغيير منهجية التفاوض.
وجاء الإعلان السوداني في أعقاب اجتماع سداسي لوزراء الخارجية والري للدول الثلاث عن بعد بتقنية الاتصال المرئي.
وقال بيان الخرطوم، إن الاجتماع السداسي بين وزراء الخارجية والري في السودان ومصر وإثيوبيا فشل في التوصل لصيغة مقبولة لمواصلة التفاوض حول سد النهضة الإثيوبي.
وأعلنت وزيرة العلاقات والتعاون الدولي لجنوب أفريقيا "جي بندور" عن أسفها للطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات، وأضافت أنها سترفع الأمر للرئيس رامافوزا رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي لاتخاذ ما يلزم، بحسب البيان.
وقال ياسر عباس وزير الري والموارد المائية السوداني، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية، إن بلاده طلبت خلال الاجتماع تغيير منهجية التفاوض، وطريقته وتوسيع دور الخبراء للحد الذي يمكنهم من لعب دور أساسي في تسهيل التفاوض وتقريب شقة الخلاف.
وأضاف "لا يمكننا أن نستمر في هذه الدورة المفرغة من المباحثات الدائرية إلى ما لا نهاية بالنظر لما يمثله سد النهضة من تهديد مباشر لخزان الروصيرص والذي تبلغ سعته التخزينية أقل من 10% من سعة سد النهضة، إذا تم الملء والتشغيل دون اتفاق وتبادل يومي للبيانات".
وأوضح الوزير أن السودان تقدم باحتجاج شديد اللهجة لإثيوبيا والاتحاد الأفريقي، راعي المفاوضات، حول الخطاب الذي بعث به وزير الري الإثيوبي في 8 يناير/كانون الثاني الجاري والذي أعلن فيه عزم بلاده على الاستمرار في الملء للعام الثاني في يوليو/تموز المقبل بمقدار 13.5 مليار متر مكعب بغض النظر عن التوصل لاتفاق أو عدمه".
المعنى نفسه حمله بيان القاهرة الذي اعتبر أن الاجتماع السداسي أخفق في تحقيق أي تقدم بسبب خلافات حول كيفية استئناف المفاوضات والجوانب الإجرائية لسد النهضة.
وأشار إلى أن السودان تمسك بضرورة تكليف الخبراء المعينين من الاتحاد الأفريقي بطرح حلول للقضايا الخلافية وبلورة اتفاق سد النهضة، وتحفظت مصر وإثيوبيا على ذلك.
من جانبها ألمحت الخارجية الإثيوبية لمسؤولية السودان عن فشل اللقاء قائلة في بيان إن أديس أبابا تتعهد بتلبية مخاوف الخرطوم بشأن سلامة السدود وتبادل البيانات والقضايا الفنية.
وأضاف البيان أن السودان رفض عقد الاجتماع الثنائي مع الخبراء المعينين من الاتحاد الأفريقي على النحو الذي اقترحه رئيس الاتحاد، واضعا تعزيز اختصاصات الخبراء كشرط أساسي.
وخلال السنوات الماضية خاضت مصر والسودان (دولتا المصب) مفاوضات شاقة مع إثيوبيا (دولة المنبع) للتوافق حول سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق وتخشى القاهرة والخرطوم من تأثيراته السلبية.
وتعثرت المفاوضات أكثر من مرة كان آخرها نهاية العام الماضي فيما لم يتضح بعد سبل حلحلة الملف الذي مثل للدول الثلاث قضية أمن قومي.
aXA6IDMuMTQ3LjY1LjQ3IA== جزيرة ام اند امز