عملية استعادة الفلوجة تمنح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي متنفسًا في الأزمة السياسية العاصفة التي تمر بها البلاد
منحت عملية استعادة مدينة الفلوجة من تنظيم "داعش"، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي متنفسًا في الأزمة السياسية العاصفة التي تمر بها البلاد من خلال تحويل انتباه المطالبين بإصلاحات سياسية.
وانطلاق العملية العسكرية لاستعادة الفلوجة (50 كلم غرب بغداد)، يمنح العبادي فرصة لتقديم نفسه كقائد عام للقوات المسلحة يقاتل الإرهاب في مقابل صورته كرئيس وزراء بمواجهة متظاهرين غاضبين اقتحموا مكتبه قبل أيام قليلة.
ونقلت وسائل الإعلام أمس الإثنين لقطات للعبادي مرتديًا زيًّا عسكريًّا للقوات، خاصة أثناء تفقده مقر قيادة العمليات في معركة الفلوجة، أبرز معاقل الجهاديين في العراق.
ووضعت صور للعبادي على مواقع التواصل الاجتماعي مرفقة بعبارة "رئيس الوزراء يدير المعارك" على الخطوط الأمامية في الجبهة.
وقال باترك سكينر الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي اي ايه، إن الفلوجة "بالنسبة للعبادي، ليست مسألة إلهاء فقط، لكنها قد تظهر مستوى معينًا من السيطرة الفعلية والقيادة لبغداد إذا تم تنفيذها بشكل جيد".
وتابع "إنها ليست مثل الحكم الرشيد، لكنه يحتاج إلى كل ما يمكن الحصول عليه الآن".
بدوره، يرى زيد العلي الأستاذ في جامعة برنستن ومؤلف كتاب عن العراق أن العملية يمكن أن تسدي خدمة للعبادي لكن لوقت قصير.
مؤقت في أحسن الأحوال
يقول العلي، إن "عملية الفلوجة تشكل للعبادي في الأزمة السياسية متنفسًا مؤقتًا في أحسن الأحوال".
وأضاف "بغض النظر عن مدى النجاح الذي سيتحقق ضد تنظيم داعش في الفلوجة، فان العراقيين سيواصلون المطالبة بإصلاحات جذرية".
لكن المتنفس ولو كان مؤقتًا يعتبر تحسنًا مهمًا بالنسبة لرئيس الوزراء.
والجمعة الماضي، اقتحم متظاهرون المنطقة الخضراء حيث مقرات الحكومة ومجلس النواب، ودخلوا مكتبه الخاص بعد أن كانوا اقتحموا مبنى البرلمان خلال تظاهرة سابقة نهاية الشهر الماضي.
ويطالب المتظاهرون بتشكيل حكومة تكنوقراط، الأمر الذي يسعى العبادي لتحقيقه لكنه يواجه رفضًا من الأحزاب السياسية الكبيرة التي تهيمن على السلطة ومقدرات البلاد.
وقد اتخذت القوات الأمنية المتمركزة عند مدخل المنطقة الخضراء إجراءات صارمة الجمعة الماضي، وأطلقت قنابل صوتية وأخرى مسيلة للدموع، كما وجهت خراطيم المياه إلى المتظاهرين في محاولة لصدهم.
وأطلقت القوات الأمنية النار في الهواء لكن رغم ذلك قتل اثنان من المتظاهرين بالرصاص كما أصيب عشرات جراء استنشاقهم للغاز خصوصًا.
وإثر سقوط ضحايا جراء التظاهرات الغاضبة، طالب العبادي مجلس النواب بالمصادقة على تشكيلة حكومية جديدة، لكن المجلس لم يلتئم منذ اقتحام المتظاهرين مبناه الشهر الماضي.
ما يحتاجه العبادي
وقبل عمليات الاقتحام، فشل مجلس النواب في التوصل إلى اتفاق حول استكمال التصويت على مرشحين قدمهم العبادي رغم أن البرلمان أقر عددًا منهم في جلسة منع عدد من النواب من حضورها، في خطوة تواجه مساءلة قانونية.
لكن جميع الأنظار تتجه الآن نحو الفلوجة التي تخضع لسيطرة "داعش" منذ حوالي عامين ونصف العام، بعد سيطرتهم عليها في يناير/ كانون الثاني 2014.
ولفت العبادي إلى أن عملية الفلوجة كانت مقررة منذ عدة أشهر لكنها أرجئت بسبب الاضطرابات السياسية في بغداد.
ويرى كيرك سويل ناشر "انسايد ايراكي بوليتكس" المقيم في الأردن، أن العبادي "تعرض الأسبوعين الأولين من مايو لهجمات في برامج حوارية تلفزيونية من جميع الأطراف التي اعتبرته ضعيفًا"، في إشارة للأحزاب الكبيرة.
وأضاف سويل أن "ظهوره بزي عسكري محاطًا برجال يرتدون الزي ذاته لإطلاق عملية الفلوجة، هو ما يحتاجه العبادي بالضبط".
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC4xOSA= جزيرة ام اند امز