الحريري يفضح عرقلة عون لتشكيل الحكومة.. والرئاسة ترد
فشل الاجتماع الذي عقد بين الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، ويعد الـ 18 منذ تكليف الحريري، في اتفاق على تشكيل الحكومة.
وقال رئيس الوزراء عقب الاجتماع، اليوم الإثنين، إن الرئيس عون أصر على أن يحظى حلفاؤه السياسيون بأغلبية مُعطلة في الحكومة، وأرسل لي، أمس، تشكيلة تتضمن ثلثا معطلا لفريقه وطلب مني أن أعينهم، ولكني لم أقبلها لأنها ضد الدستور.
وقال الحريري من بعبدا: "خلال اجتماعي الأخير اتفقنا على اللقاء اليوم، إلا أنه للأسف أرسل لي أمس تشكيلة تتضمن ثلثاً معطلاً لفريقه وطلب مني أن أعينها".
وأضاف: "أهدف إلى العمل على تفادي انهيار لبنان، وأبلغت الرئيس أنني أعتبر رسالته التي أرسلها لي أمس كأنها لم تكن وأبلغته أنني سأحتفظ بنسخة منها للتاريخ".
وتابع: "اللائحة التي أرسلها لي الرئيس غير مقبولة لأن الرئيس المكلف "مش شغلتو يعبي أوراق من حدا، ولأن رئيس الحكومة هو من يشكّلها ووضعتُ تشكيلتي بيده منذ 100 يوم، ومستعدّ لأيّ تعديلات، وسهّلتُ له الحل في "الداخلية" ولكنّه مصرّ على الثلث المعطل".
وتُعد زيارة الحريري، اليوم الإثنين، إلى القصر الرئاسي هي الـ 18 منذ تكليفه في أكتوبر/ تشرين الأول تشكيل حكومة، وكان اللبنانيون يترقبون ما سيسفر عنه اللقاء لاستكمال مباحثات تشكيل الحكومة، وما تم التوصل إليه من نقاط بعد لقائهما الأخير.
ومن جانبها، ردت رئاسة الجمهورية اللبنانية على تصريحات رئيس الوزراء المكلف قائلا:" فوجئت رئاسة الجمهورية بكلام وأسلوب رئيس الحكومة المكلف، شكلاً ومضموناً".
وأضافت: "رئيس الجمهورية وانطلاقاً من صلاحياته ومن حرصه على تسهيل وتسريع عملية التشكيل لا سيما في ضوء الظروف القاسية التي تعيشها البلاد، ارسل إلى رئيس الحكومة المكلف ورقة تنص فقط على منهجية تشكيل الحكومة، وتتضمن 4 أعمدة يؤدي اتباعها إلى تشكيل حكومة بالاتفاق بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف".
وأضافت أن العمود الأول يشمل الوزارات على أساس 18 أو 19 أو 20 وزيراً، والعمود الثاني: توزيع الوزارات على المذاهب عملاً بنص المادة 95 من الدستور، والعمود الثالث: مرجعية تسمية الوزير، بعد أن افصح رئيس الحكومة المكلف أن ثمة من سمّى وزراءه، على ما تظهره أصلاً التشكيلة التي أبرزها الرئيس المكلف، والعمود الرابع: الأسماء بعد إتمام الاتفاق على المذهب ومرجعية التسمية.
وبرغم ثقل الانهيار الاقتصادي، عجز القادة اللبنانيون على الاتفاق على تشكيلة حكومية، إذ يتمسك فريق رئيس الجمهورية المتحالف مع حزب الله (التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، صهر عون) بالحصول على أكثرية تضمن له حق نقض القرارات الحكومية، يسمى الثلث المعطل، بينما يصرّ الحريري وأطراف أخرى على أن تكون حقائب معينة من نصيب فريقهم السياسي.
وغالبا ما يستغرق تشكيل الحكومات في لبنان أشهراً طويلة جراء الانقسامات السياسية الحادة والخلاف على الحصص، لكن الانهيار الاقتصادي الحالي الذي فاقمه انفجار المرفأ في أغسطس/ آب، وإجراءات مواجهة فيروس كورونا، عوامل لا تسمح بالمماطلة، وهو ما يؤكد عليه المجتمع الدولي موجهاً أقسى الانتقادات للمسؤولين اللبنانيين.
وقبيل لقاء عون الحريري، أعربت فرنسا عن إحباطها من فشل جهود تشكيل حكومة في لبنان، مطالبة أوروبا للاستعداد تحسبا لانهياره.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان اليوم الإثنين إنه طلب من نظرائه في الاتحاد الأوروبي النظر في سبل مساعدة لبنان الذي يواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود.
وصرح لو دريان لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء خارجية التكتل "فرنسا تتمنى أن نبحث قضية لبنان".
وتابع "البلد يسير على غير هدى ومنقسم.. عندما ينهار بلد ما يجب أن تكون أوروبا مستعدة"، معربا عن إحباطه من فشل جهود تشكيل حكومة جديدة في لبنان.
وقادت باريس الجهود الدولية لإنقاذ لبنان من أكبر أزمة تواجهه منذ الحرب الأهلية، التي دارت رحاها من عام 1975 إلى عام 1990، لكنها لم تنجح حتى الآن ورغم مرور سبعة شهور في إقناع الفرقاء السياسيين بتبني خارطة طريق للإصلاح أو تشكيل حكومة جديدة حتى يتسنى صرف مساعدات دولية.
وتصاعدت الأزمة في الأيام الأخيرة مع انخفاض قيمة العملة بدرجة أكبر وإغلاق العديد من المتاجر مؤقتا بسبب نقص الإمدادات.
وخيمت أجواء متشائمة قبل لقاء عون والحريري وسط توقعات بالعودة للمربع صفر، في ضوء تمترس فرقاء لبنان حول مواقفهم، رغم عقد 17 جلسة تفاوض في 5 أشهر.
aXA6IDE4LjExOS4xMjcuMTMg جزيرة ام اند امز