القيق لـ"العين": ادعو أسرى الاعتقال الإداري لإضراب مفتوح
تحرر الصحفي الفلسطيني محمد القيق من السجن الإسرائيلي بعد خوضه أطول إضراب عن الطعام احتجاجًا على اعتقاله الإداري.
تحرر الصحفي الفلسطيني محمد القيق من السجن الإسرائيلي بعد خوضه أطول إضراب عن الطعام احتجاجًا على اعتقاله الإداري، وهو أكثر قناعة بقدرة الأسرى الفلسطينيين على تسديد ضربة قاضية للاعتقال الإداري.
وقرر القيق – وهو مراسل قناة المجد الفضائية السعودية- الإضراب عن الطعام في25 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 بعد تحويله للاعتقال الإداري، واستمر في إضرابه الطويل وسط مخاوف حقيقية من انعكاساته على حياته، قبل أن يتوصل لاتفاق في السادس والعشرين من شهر فبراير الماضي، أنهى بموجبه الإضراب.
دعوة الإداريين لإضراب مفتوح
ودعا القيق المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال (يقدر عدهم بنحو 700 معتقل) إلى خوض إضراب حقيقي عن الطعام لإنهاء ملف الاعتقال الاداري ودفنه إلى الأبد.
وأوضح في حديثه مع بوابة "العين" أن دعوته تستهدف الشباب من المعتقلين الإداريين لقدرتهم على تحمل آلام الإضراب الطويل عن الطعام، مشددًا على ضرورة أن يكون إضرابًا شاملًا عن تناول الطعام والمدعمات الطبية لتحقيق نتائج حتمية تقضي على الاعتقال الإداري .
والاعتقال الإداري، هو اعتقال بدون تهمه أو محاكمة، يعتمد على ملف سري وأدلة سرية لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها، ويمكن حسب الأوامر العسكرية الإسرائيلية تجديد أمر الاعتقال الإداري مرات غير محدودة، حيث يتم استصدار أمر اعتقال إداري لفترة أقصاها 6 شهور قابلة للتجديد.
وقال القيق، إن مخابرات الاحتلال لا تريد إنهاء الاعتقال الإداري بحق الفلسطينيين، بل تتمادى في استغلاله لاعتقال الفتية وكبار السن وحتى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي دون أية تهمة.
وشدد على ضرورة تجاوز مرحلة إطلاق المناشدات والشكاوى للمجتمع الدولي ومؤسساته، والانطلاق بدلًا من ذلك في برنامج نضالي واسع ضد الاعتقال الإداري، موضحًا أن البرنامج يتطلب دخول عشرات المعتقلين الإداريين في إضراب عن الطعام، ويكون مدعومًا بتحرك شعبي ورسمي فلسطيني واسع لفضح الاحتلال وسياساته القمعية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
وأضرب القيق 94 يومًا عن تناول الطعام والمدعمات الطبية، ليسجل بتلك الأيام أطول إضراب من نوعه في تاريخ سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ خوض الحركة الأسيرة معاركها النضالية لانتزاع حقوقها الاعتقالية في العام 1970.
الانتصار أو الشهادة
وأشار القيق إلى أنه خاض إضرابه على قاعدة "الانتصار أو الشهادة"، وفي مراحل شعر باقترابه من الشهادة؛ ومع ذلك كان واثقًا بتحقيق النصر وكسر إرادة المحتل وجهاز "الشاباك" الإسرائيلي، لافتًا إلى أنه لم يكن يعلم حجم التعاطف والتضامن الشعبي إلا بعد 79 يومًا من الإضراب، وحينها قرر أن القضية تجاوزته من قضية شخص مضرب إلى قضية جماهير، وأنه لا مجال للتراجع.
وأكد أن اعتقاله جاء على خلفية تصريحات إعلامية أدلى بها، حيث سعى الاحتلال لانتزاع اعتراف منه بالتحريض على الاحتلال الاسرائيلي، مشددًا على أن الإعلام يمثل السلطة الأولى وليس الرابعة، وأن الإعلاميين يصنعون التغيير والتحولات نحو التحرير والاستقلال.
مطلوب حراك جاد
وبين القيق أهمية التضامن الشعبي والتحرك الرسمي الفلسطيني في نقل تفاصيل إضرابه للمجتمع الدولي، قائلًا: "الحراك الشعبي والرسمي خلال إضرابي عن الطعام فضح الاحتلال الإسرائيلي على المستوى الدولي.. وهو ما حسب له الاحتلال ألف حساب".
وأكد أن انتصاره على المخابرات والسجان الإسرائيليين يجب أن يتم البناء عليه فلسطينيًا لإنهاء الاعتقال الإداري، أولًا، وللتصدي من بعد ذلك للاحتلال الإسرائيلي ومشروعه الاستيطاني الاستئصالي برمته.
كسر إرادة المحتل
ويجزم القيق أن التصدي للاحتلال ومخططاته في الأراضي الفلسطينية يحقق نتائج قوية على الأرض، ولكنه ربط ذلك بتحقيق الوحدة الوطنية بين الفرقاء الفلسطينيين للانطلاق ببرنامج فلسطيني شامل لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد على أن تجربته وتجربة الأسرى الذين خاضوا إضرابات تثبت أنه "لم يعد مستحيلًا أن تكسر شوكة المخابرات الإسرائيلية".
وقال إن الأسرى لا يريدون التباكي عليهم، لكن يريدون حراكًا ومساندة حقيقية، مؤكدًا أهمية الإعلام في معركة إسناد الأسرى إلى جانب الحراك الشعبي الذي ثبت أنه يزعج الاحتلال ويؤثر عليه.
aXA6IDE4LjE4OC4yMDUuOTUg جزيرة ام اند امز