اتفاق "كوب-26".. إشادة دولية وأمل بـ"مستقبل جديد للبشرية"
حظي الاتفاق النهائي الذي أقره مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب-26 في غلاسكو، يإشادة دولية وقرارات تاريخية على أمل تأمين "مستقبل جديد للبشرية".
وأشاد الاتحاد الأوروبي، الأحد، باتفاق كوب-26 للمناخ، مؤكدا أنه "أبقى على أهداف اتفاق باريس حيّة".
- "ميثاق غلاسكو".. المجتمعون في قمة المناخ يتوصلون إلى "اتفاق نهائي"
- أديبك 2021.. "الطاقة" الإماراتية تعرض استراتيجيتها لإنقاذ المناخ
واعتبرت رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أنّ "ميثاق غلاسكو" الذي تبنّته 200 دولة في مؤتمر كوب-26، السبت، أبقى على أهداف اتّفاق باريس حيّة، من خلال منحنا فرصة للحدّ من ظاهرة الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئويّة".
وأضافت، في بيان: "أحرزنا تقدّما في تحقيق الأهداف الثلاثة التي حدّدناها لأنفسنا في بداية كوب-26".
وتابعت "هذا يجعلنا واثقين من أنّه يمكننا أن نوفّر للبشريّة مكانا آمنا ومزدهرا على هذا الكوكب. لكن لن يكون هناك وقت نضيعه: لا يزال هناك عمل صعب في انتظارنا".
خطوة كبيرة إلى الأمام
بدوره، وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الاتّفاق بأنّه "خطوة كبيرة إلى الأمام"، لكنّه حذّر من أنّ هناك عملا "كثيرا يتوجّب فعله".
وقال جونسون بعد قمّة غلاسكو: "لا يزال هناك عمل كبير هائل يتوجّب فعله في السنوات المقبلة".
وأضاف: "لكنّ اتّفاق اليوم خطوة كبيرة إلى الأمام. وما يهمّ هو أنّ لدينا الاتّفاق الدولي الأوّل على الإطلاق لخفض استخدام الفحم، وخريطة طريق للحدّ من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئويّة".
اتفاق "كوب 26"
وكانت قمة غلاسكو خرجت باتفاق عالمي لتعزيز خفض الانبعاثات بحلول 2022.
وتوصل المندوبون في محادثات قمة المناخ (كوب 26) في غلاسكو إلى اتفاق عالمي لتعزيز العمل على خفض المعدل المستهدف من الانبعاثات في 2030، بحلول العام المقبل.
وأبقت النسخة النهائية من وثيقة الاتفاق، التي أُطلق عليها اسم "ميثاق غلاسكو للمناخ"، على مقترحات مثيرة للجدل على الرغم من رد الفعل في اللحظة الأخيرة من الصين والهند، أكبر الدول المسببة للانبعاثات في العالم.
وشمل ذلك صياغة بشأن تخفيض إعانات الفحم والوقود الأحفوري والعودة بحلول العام المقبل بأهداف مناخية جديدة.
واتفقت الدول أيضا على مجموعة من القواعد الشاملة بشأن الاتجار الدولي بالكربون.
وقال ألوك شارما، رئيس مؤتمر (كوب 26) للمندوبين: "الخيارات التي تستعدون لاتخاذها بالغة الأهمية".
وأضاف "إنها (الخيارات) تطلق عقدا من الطموح المتزايد عبر التخفيف والتكيف والتمويل والخسارة والأضرار، مما يمهد الطريق لإبقاء (الاحترار العالمي) عند 1.5 درجة مئوية (فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية) في متناول اليد، وتحقيق الهدف العالمي للتكيف، وتحقيق الهدف الذي يكلف 100 مليار دولار أمريكي ووضع هدف جماعي جديد محدد بشأن تمويل المناخ".
ويطلب الاتفاق من الدول إعادة النظر في أهداف العمل المناخية الوطنية لعام 2030، وتعزيزها "حسب الضرورة لتتماشى مع هدف درجة الحرارة المنصوص عليه في اتفاق باريس بشأن المناخ بحلول نهاية عام 2022، مع مراعاة الظروف الوطنية المختلفة".
وتتضمن الاتفاقية إجراءات خاصة بتمويل الدول الأكثر فقرا والأكثر عرضة للأخطار من أجل التنمية بوسائل نظيفة، والتعامل مع الآثار المناخية ومواجهة الخسائر والأضرار التي تواجهها جراء العواصف والفيضانات والجفاف وارتفاع منسوب البحار.
ويحث الاتفاق النهائي الدول المتقدمة على مضاعفة إمداداتها الجماعية على الأقل بحلول عام 2025، من مستويات عام 2019 في التمويل، للتقليل من آثار تغير المناخ، بهدف مساعدة الدول النامية على التكيف مع تغير المناخ.
الكارثة لا تزال ماثلة
من جانبه، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ "الكارثة المناخيّة لا تزال ماثلة" رغم التوصّل إلى اتّفاق، السبت، في مؤتمر كوب-26 للمناخ في مدينة غلاسكو.
واعتبر، في بيان، أنّ المؤتمر العالمي للمناخ انتهى بـ"خطوات إلى الأمام مرحّب بها، لكنّ ذلك ليس كافيًا". وقال "لسوء الحظ، لم تكن الإرادة السياسيّة الجماعيّة كافيةً للتغلّب على التناقضات العميقة" بين الدول و"حان الوقت للانتقال إلى وضعيّة طوارئ".
وعدّد غوتيريش الأهداف "التي لم تتحقّق"، على غرار المساعدة الماليّة لأفقر البلدان و"إنهاء دعم الوقود الأحفوري والتخلّص من الفحم، وتحديد سعر الكربون".
قرارات تاريخية
وأشادت وزيرة البيئة الألمانية سفينيا شولتسه بقرارات مؤتمر المناخ العالمي في اسكتلندا ووصفتها بأنها "تاريخية".
وقالت شولتسه وهي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مساء السبت، إن "شيئا ما يغير العالم حقا قد نجح في غلاسكو".
وأضافت شولتسه قائلة: "من الواضح الآن في جميع أنحاء العالم أنه سيكون هناك تخلص من استخدام الفحم، وأنه سيكون هناك إنهاء لدعم الوقود الأحفوري".
وأضافت الوزيرة أن الأمر يتعلق الآن بالتوسع في إنتاج الطاقة المتجددة وإعادة ضخ المياه في المستنقعات لتجديدها وتجديد الغابات.
يذكر أن اتفاقية باريس للمناخ التي تم إقرارها في باريس في اختتام قمة المناخ 12 ديسمبر/كانون الأول 2015 وقعت عليها 194 دولة.
واستهدف اتفاق باريس الحد بشكلٍ كبير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية والحد من زيادة درجة الحرارة العالمية في هذا القرن إلى ما دون درجتين مئويتين وتكثيف الجهود لتقليلها إلى 1.5 درجة مئوية.
وتفرض الاتفاقية تقليصاً شديداً لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري باتخاذ إجراءات للحد من استهلاك الطاقة والاستثمار في الطاقات البديلة وإعادة تشجير الغابات.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4xMjMg جزيرة ام اند امز