ليبرمان.. هل ينتصر الطموح السياسي على الخطاب الاستفزازي؟
شكوك متزايدة حول مدى قدرة ليبرمان على ترجمة خطابه الاستفزازي إلى واقع ملموس
توعد وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد أفيجدور ليبرمان باتخاذ إجراءات قاسية ضد الفلسطينيين، إلا أن شكوكاً لا تزال قائمة حول مدى قدرته على ترجمة خطابه الاستفزازي إلى واقع ملموس.
وأفيجدور ليبرمان لن يكون فقط مسؤولاً عن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، بل أيضاً عن المؤسسات العسكرية التي تتحكم بحياة الفلسطينيين في معظم الأراضي الفلسطينية.
وتعتبر وزارة الدفاع ثاني قوة في الحكومة الإسرائيلية، فهي تشرف على مجموعة من العقود والأنشطة في دولة تعتبر أن عليها أن تكون دائماً على أهبة الاستعداد للدخول في حرب.
وفي الوقت الذي أطلق فيه ليبرمان تهديدات كثيرة على مر السنين، كانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بمثابة الصوت المعتدل خصوصاً خلال الأشهر الاخيرة، وتحول دون اتخاذ إجراءات ترى فيها ضرراً على مصالح الدولة العبرية.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: "في نهاية المطاف، نحن ملزمون بالقانون الدولي".
وأضاف هذا المسؤول" كان هناك ذعر داخل المؤسسة الأمنية اثر تعيين ليبرمان الذي لا يعتبر واحداً منا، وينظر إليه كغريب من قبل البعض في الجيش. ومع أنه أدى الخدمة العسكرية الإجبارية فهو لم يكن يوماً تلك الشخصية المميزة هنا".
وأشار المسؤول الإسرائيلي إلى أن "طموحات ليبرمان ليصبح رئيساً للوزراء، يمكن أن تكون عاملاً أساسياً للاعتدال، فإذا كان لديه طموحات للوصول إلى القمة فعليه أن يتغير".
وسعى ليبرمان الأربعاء - خلال الاحتفال بتوقيع الاتفاق الائتلافي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو - إلى تبديد المخاوف من تشديد سياسة الحكومة تجاه الفلسطينيين، مؤكداً بعد توقيع الاتفاق في مقر البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) أن "التزامي الاول هو بسياسة مسؤولة ومتوازنة".
وفي انتقاد علني نادر حيال السياسة الإسرائيلية، عبرت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء السياسة المتوقعة في إسرائيل تجاه الفلسطينيين، في أعقاب تعيين ليبرمان.
وأكد نتانياهو أن "حكومتي ستواصل السعي إلى بلوغ السلام مع الفلسطينيين ومع جميع جيراننا"، مع أن المفاوضات متوقفة منذ أبريل/ نيسان 2014.
ويعد ليبرمان شخصية مكروهة لدى الفلسطينيين. فيما يقول الوسطيون الإسرائيليون والسياسيون اليساريون أن تعيينه يشير إلى انحراف خطير نحو اليمين المتطرف وحتى نحو الفاشية.
وتشمل تصريحاته المثيرة للجدل تصريحا خاطب فيه زعيم حركة "حماس" في غزة اسماعيل هنية الشهر الماضي قائلا "إذا لم تقم بإعادة جثث الجنود (الإسرائيليين الذين قتلوا خلال حرب غزة عام 2014) في غضون 48 ساعة، فسنقضي عليك وعلى قيادة حماس بأكملها".
وسعى ليبرمان إلى اقرار تنفيذ عقوبة الإعدام بحق الفلسطينيين "الإرهابيين" حسب تعبيره، وحاول ادراج هذا الأمر ضمن شروط الاتفاق الذي دخل بموجبه الحكومة. وهو يريد أن يصدر أي حكم عن المحاكم العسكرية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالأغلبية بدلاً من اجماع القضاة الثلاثة.
ومنذ عام 2001، شغل ليبرمان حقائب وزارية عدة بينها وزارة الخارجية في حكومتي نتانياهو (2009-2012 و2013-2015)، وهو من الناحية النظرية لا يعارض اقامة دولة فلسطينية.
ويعيش ليبرمان في مستوطنة نوكديم قرب بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة. وأعلن استعداده للانتقال إلى مكان أخر في حال التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين رغم أنه يعتبر هذا الاحتمال غير واقعي.
aXA6IDMuMTMzLjEyNC4xNjEg جزيرة ام اند امز