قرقاش: الإمارات حريصة على علاقاتها مع تركيا وإيران والدول العربية
أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، حرص دولة الإمارات على علاقاتها مع تركيا وإيران والدول العربية.
جاء ذلك خلال تقديم المحاضرة الرمضانية الثانية، التي عقدها "مجلس محمد بن زايد"، وتناول فيها عدة محاور رئيسية شملت الأمن والاستقرار في عالمنا المتغير وما يعنيه ذلك لدولة الإمارات، و"النموذج الإماراتي التنموي في ظل المتغيرات الدولية".
وشهد الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي المحاضرة الرمضانية الثانية لـ"مجلس محمد بن زايد" التي استضافها جامع الشيخ زايد في أبوظبي.
وقال الدكتور أنور بن محمد قرقاش، إن دولة الإمارات تسعى دائما لحل خلافاتها مع إيران بالسياسة والدبلوماسية وتقليص تلك الخلافات، فدولة الإمارات حريصة على علاقاتها مع تركيا وإيران والدول العربية.
وأضاف أن الأزمة الأوكرانية لها تبعات على ملف الغذاء وليس فقط الجانب العسكري والسياسي، والهيمنة الغربية على النظام الدولي في أيامها الأخيرة.
وتابع أننا نشهد حاليا تغيرات في النظام الدولي، وطبيعته متغيرة أكثر منها ثابتة، ويجب أن نتابع التغيرات في النظام الدولي من منظور عقلاني.
وأشار الدكتور قرقاش إلى أن أحد أهم مكونات نجاح مسيرتنا في دولة الإمارات هو القيادة المخلصة والحكيمة والطموحة، فيما يمثل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، امتداداً لسيرة والده "المغفور له" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وأوضح: "قبل أشهر قليلة احتفلنا باليوم الوطني الخمسين لدولة الإمارات، واحتفالنا لم يكن رمزياً بقدر ما كان احتفالاً بإنجازات عظيمة تمكنا من تحقيقها نتيجة كفاح وعزيمة امتدت إلى خمسة عقود ورؤية قيادة مستنيرة مؤمنة بإمكانيات دولة الإمارات وقدرات شعبها على الدخول إلى آفاق أوسع من النهضة والعلم والمعرفة".
وأكد: "رغم أن المدة الزمنية المتمثلة في خمسين عاماً تعد قصيرة نسبياً في عمر الدول والشعوب، إلا أن دولة الإمارات أثبتت أن الإطار الزمني ليس العامل الأهم لتطور الدول وتنميتها، إذ تمكنا خلال هذه المدة من بناء دولة راسخة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، وتتمتع بحضور دولي مهم في القضايا الإقليمية والدولية، ولا شك أن نموذجنا التنموي بات يُحتذى به"، مضيفاً: "سأذكر هنا رقماً واحداً لتبيان قصة النجاح هذه، فدولة الإمارات التي كان حجم اقتصادها في العام 1975 نحو 15 مليار دولار وصل اليوم إلى قرابة 430 مليار دولار".
علاقات طيبة مع دول الجوار
وشدد الدكتور أنور قرقاش على أن دولة الإمارات حريصة على بناء جسور التواصل مع جميع جيرانها وأنها لن تكون مصدر ضرر لأي دولة بما فيها إيران.
وأضاف، هناك مسؤولية مشتركة تجاه استقرار النظام الإقليمي وازدهاره في ظل المتغيرات الدولية المتسارعة، مشيراً إلى أن هناك المزيد من الحاجة إلى منصات إقليمية للتعاون والحوار بين دول المنطقة تشمل تركيا وإيران تقوم على مبدأ نبذ العنف واحترام سيادة الدول وفتح آفاق التعاون الاقتصادي لخلق الازدهار الإقليمي الذي تستفيد منه جميع الدول.
وأكد أن موضوع الأمن والاستقرار في منطقة مثل منطقتنا بما تحمله من أزمات وصراعات وارتباطات عالمية يمثل تحديا رئيسيا يفرض علينا العديد من المسؤوليات تجاه الوطن وضمان مسيرته خلال هذه الفترة الصعبة لذلك لا بد من قراءة التحولات والتغيرات في المشهد العالمي قراءة دقيقة مع الأخذ بعين الاعتبار بأن المصلحة الوطنية هي الأولوية الرئيسية بغض النظر عن الظروف والحسابات المختلفة.
وقال من هذا المنطلق فإن سياسة دولة الإمارات للتعامل مع الفرص والتحديات خلال العقود المقبلة تقوم أساساً على البناء الداخلي وتحصين الوطن من خلال وجود مؤسسة عسكرية كفؤة ومهنية تتمتع بقدرات احترافية، بجانب بناء شراكات وعلاقات ذات مصداقية والتركيز على التنمية الاقتصادية وبالتالي فإنها أساس سياستنا الخارجية.
وأكد الدكتور قرقاش أن التغيير صفة أساسية في عالمنا وهذه التغيير من الطبيعي أن يفرض نفسه على الأمن والاستقرار وهما الركيزة الرئيسية للتنمية، فلا تنمية بلا أمن واستقرار، وبالمحصلة فإن الحديث عن التغيير في العالم يعني بالضرورة الحديث عن النظام الدولي، ومن هذا الواقع لا بد لنا في دولة الإمارات من رصد حثيث ودقيق للتحولات الأساسية في النظام الدولي وانعكاساته على النظام الإقليمي والذي تمثله الدول الخليجية والعربية إضافة إلى دول الجوار، مشيراً إلى أنه بات من المتعارف عليه أن النظام الدولي هو نظام متعدد القطبية في المرحلة المقبلة بمعنى أنه نظام لا يتحكم به بلد بعينه ومن المتوقع أن يستمر مستقبلا حسب القراءات العديدة للنظام السياسي العالمي.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuMTgwIA== جزيرة ام اند امز