مواجهات مع الاحتلال في أكثر من 15 محورًا بالضفة والقدس

شهد أكثر من 15 محورًا في الضفة والقدس مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أسفرت عن استشهاد فلسطينيين.

شهد أكثر من 15 محورًا في الضفة الغربية والقدس المحتلة مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أسفرت عن استشهاد فلسطينيين، وإصابة عدد آخر بجراح، فضلًا عن اعتقال أكثر من ثلاثين آخرين، وهدم منزل قيد الإنشاء.

وفي أحدث مواجهات وقعت مساء اليوم، أصيب ثلاثة أطفال برصاص الاحتلال، في جبل الرحمة بمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية.

وأفادت مصادر طبية، أن الأطفال الثلاثة أصيبوا بالرصاص الحي في أطرافهم السفلية جراء استهدافهم بشكل مباشر من جنود الاحتلال في جبل الرحمة، نقلوا إثرها إلى مستشفيات الخليل لتلقي العلاج، واصفة إصابة أحدهم بالخطيرة.

وأصيب مساءً، شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في ساقه اليمنى أدت لتفتت جزء من العظم خلال مواجهات مع الاحتلال بطولكرم شمال الضفة الغربية.

وقبل منتصف الليل، اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال والعشرات من أهالي قرية الطور، بمدينة القدس المحتلة، أدت إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق.

وقالت مصادر فلسطينية، إن قوات الاحتلال ألقت القنابل الغازية، في القرية، فوقعت عدد منها في مستشفى المقاصد بالقدس، ما أدى إلى إصابة بعض المرضى بحالات اختناق.

وأشارت مستشفى المقاصد في بيان لها، قبل قليل، أن قنبلتي غاز قد وصلتا إلى قسمي الأطفال والعناية المكثفة، الأمر الذي أدى إلى عدد من حالات الاختناق، إضافة إلى حالة من الرعب والهلع التي انتابت المرضى والمرافقين.

وأضاف البيان أن "العناية الإلهية وسرعة التعامل مع القنابل منعت من حدوث إصابات اختناق شديدة لدى الأطفال والمرضى في العناية المكثفة"، مشددة أن "الوضع بات يستدعي التحرك لوضع حد سريع لما يجري من انتهاكات صارخة تتعالى على جميع القوانين الدولية".

وقال باحثون ميدانيون، لبوابة "العين"، إن أكثر من 15 نقطة مواجهة سجَّلت اليوم في القدس المحتلة والخليل وطولكرم وقلقيلية، وبيت لحم، ونابلس ورام الله، تخللها مواجهات وإطلاق قنابل مسيلة للدموع وأعيرة نارية ومعدنية من قوات الاحتلال.

وفي وقت سابق، اقتحمت قوات الاحتلال مدرسة العودة الأساسية في حي النقار بقلقيلية، فيما تدخلت طواقم الهلال الأحمر لإخلاء الطلبة الموجودين بداخلها، وذلك بعد إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع عليها.

وأقدمت قوات الاحتلال، مساء اليوم، على هدم منزل قيد الإنشاء في بلدة عرابة قضاء مدينة جنين شمال الضفة، اندلعت على إثره مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي استخدمت الغاز المسيل للدموع. فيما استولت قوات الاحتلال على منزل قيد الإنشاء في بلدة بتير غرب بيت لحم وحوَّلته إلى ثكنة عسكرية، وفق ما أفاد سكان محليون، بينما انطلقت دعوات شبابية للرباط عند منزل الأسير راغب عليوي في منطقة الضاحية بنابلس لحمايته من الهدم بعد مصادقة المحكمة الإسرائيلية على قرار هدمه.

في هذه الأثناء، هاجم شبان بالحجارة تجاه سيارات المستوطنين قرب مستوطنة "دوتان" المقامة على أراضي بلدة يعبد جنوب غرب جنين.

هدم ذاتي بالقدس
وفي القدس المحتلة، اضطر الفلسطيني نبيل الديسي (68 عامًا) من سكان باب الخليل في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، إلى هدم مرحاض منزله بيده، تنفيذًا لقرار محكمة بلدية الاحتلال الإسرائيلي في المدينة.

وقال الديسي، إنه أجبر على هدم مرحاض منزله الذي تبلغ مساحته ثلاثة أمتار مربعة بيده للحيلولة دون دفع ضريبة هدم لبلدية الاحتلال بالقدس قدرها 30 ألف شيكل.

وذكر أنه بنى مرحاضًا للمنزل قبل نحو خمس سنوات؛ لأنه يعيش في المنزل مع زوجته ونجليه زياد ومحمد وأحفاده، ولا يكفي حمامان لثلاث عائلات.

ويعيش في المنزل الديسي ونجله زياد وزوجته وأطفاله الثلاثة وأكبرهم عمره 10 سنوات وأصغرهم 5 سنوات، ونجله محمد وزوجته وولدين أكبرهم 5 سنوات وطفل يبلغ عمره 3 أشهر.

وكان قد صدر في 5 مايو من العام الحالي قرارٌ عن محكمة بلدية الاحتلال يقضي بهدم الديسي المرحاض بيده.

وأوضح الديسي أنه في عام 2013 فرضت عليه محكمة بلدية القدس المحتلة دفع مخالفة بناء بقيمة 7 آلاف شيكل وقام بدفعها بالتقسيط، وفي عام 2014 فرضت عليه البلدية مخالفة ثانية قيمتها 17 ألف شيكل وتضم 24 دفعة، يدفع كل شهر مبلغ قيمته 500 شيكل.

هذه التطورات جاءت بعد صباح ساخن، دشَّن معه الطفل الفلسطيني مأمون الخطيب (16 عامًا) أول أيام الشهر الثالث للانتفاضة، بمحاولته طعن أحد الجنود والمستوطنين على مفترق التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" الواقع بين محافظتي الخليل وبيت لحم جنوب الضفة.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية، إن جنودًا أطلقوا النار تجاه فلسطيني حاول طعن أحدهم على المفترق الذي شهد العديد من المحاولات المماثلة منذ بدء الانتفاضة مطلع شهر أكتوبر الماضي، مؤكدة مقتل الفلسطيني.
ولاحقًا أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الشهيد هو الطفل مأمون الخطيب (16 عامًا) من سكان بيت لحم.
وبحسب الإذاعة، فقد أصيب مستوطن إسرائيلي كان موجودًا بالمكان، جراء إصابته بالخطأ في إطلاق النار من الجنود، بينما أغلقت سلطات الاحتلال الطريق ومنعت مرور الفلسطينيين عليه، وقد أردي الفلسطيني قتيلًا.

وبعد أقل من ساعة، أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فتاة فلسطينية على حاجز عناب شرق مدينة طولكرم شمال الضفة، بعد أن أوثق رباطها، وفق شهود فلسطينيين، بادعاء أنها حاولت تنفيذ عملية طعن.

وأكد شهود عيان كانوا موجودين بالقرب من الحاجز، أن الفتاة أصيبت بعيار ناري مباشر في الرأس، ما أدى إلى استشهادها على الفور.

وأعلنت وزارة الصحة أن الشهيدة هي الفتاة مرام حسونة (20 عامًا) من نابلس، وهي أسيرة محررة من السجون الإسرائيلية.

وقال أقارب للفتاة لبوابة "العين"، إن مرام، وحيدة والديها، تعرضت للاعتقال قبل عام على حاجز الطيبة العسكري قرب طولكرم، وتعرضت لضرب شديد من جنود الاحتلال وبأعقاب البنادق حتى أصيبت بنزيف في الرأس، كما شبحت على الحاجز لعدة ساعات قبل اقتيادها للاعتقال عدة أشهر.

وذكر محمود حسونة، ابن عم الفتاة، لبوابة "العين"، أن قريبته مرام طالبة جامعية متفوقة تدرس اللغة الإنجليزية في جامعة النجاح بنابلس، متهمًا الاحتلال بأنه أعدمها بشكل ميداني ووحشي.

وباستشهاد الطفل والفتاة ترتفع حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ الأول من أكتوبر الماضي إلى 108 شهداء بينهم 24 طفلًا و5 سيدات.

وفي حادثٍ آخر، أصيب مستوطن ثانٍ بجروح طفيفة داخل مخبز بحي "بيت يسرائيل" بالقدس المحتلة، بعد تعرضه للطعن من قِبَل مجهول فر من المكان.

وبعمليات اليوم، ترتفع العمليات الفدائية التي نفذت ضد قوات الاحتلال والمستوطنين منذ اندلاع الانتفاضة إلى (178 عملية)، تنوعت بين الطعن بالسكين، والدهس بالسيارة، وإطلاق الرصاص، وأدت تلك العمليات إلى مقتل (20  إسرائيليًّا)، وإصابة أكثر من (200 آخرين).

اعتقالات واسعة
ومع حلول ساعات المساء، ارتفعت حصيلة الشبان الفلسطينيين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال إلى أكثر من 30 فلسطينيًّا غالبيتهم من الخليل والقدس وجنين.

وكان من آخر المعتقلين، محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، طارق برغوث، الذي اعتقلته قوات الاحتلال عصرًا  أثناء ترافعه عن الطفل الجريح الأسير أحمد مناصرة.

وذكرت الهيئة أن محكمة الاحتلال في القدس المحتلة قررت تمدد توقيف برغوث لـ24 ساعة بدواعي تحقيق دون معرفة سبب الاعتقال والتوقيف حتى اللحظة.