إسقاط الطائرة الروسية .. كل الأطراف تأكل "عسكريًّا" على مائدة الأزمة
أردوغان يحصل على دعم الناتو، بشار يتجاوز حلم والده، بوتين يعزز وجوده في الشرق
باستثناء بعض المناوشات الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية، فإن كل الأطراف استفادت عسكريًّا من أزمة الطائرة الروسية.
باستثناء حرب كلامية وتوتر دبلوماسي وبعض العقوبات الاقتصادية من جانب موسكو تجاه أنقرة، فإن أزمة إسقاط الطائرة الروسية، التي قالت تركيا إنها اخترقت مجالها الجوي، كانت مفيدة لكل الأطراف من الناحية العسكرية.
فتركيا التي طالبت في السابق أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" بالإبقاء على صواريخ باتريوت الدفاعية على الحدود التركية السورية، ولم يتم الاستجابة لطلبها، حصلت أمس خلال اجتماع وزراء خارجية دول حلف الناتو على وعود بتعزيز الدفاعات الجوية التركية، ضمن مجموعة من "إجراءات طمأنة".
وبعد أن كان الرئيس التركي يأمل في استجابة دول الحلف لطلبه بالإبقاء على صواريخ باتريوت الدفاعية، فإن دبلوماسيين من الحلف قالوا لوكالة "رويترز" إن إجراءات الطمأنة التي أشار إليها وزراء الخارجية، تشمل إلى جانب هذه البطاريات، إرسال أعضائه المزيد من السفن في شرق البحر المتوسط والمزيد من الطائرات في قاعدة أنجيرليك التركية.
ولم يتحدث وينس ستولتنبرج الأمين العام للحلف، بالتفصيل عن طبيعة هذه التحركات، لكن قال: "إنه يتوقع قرارًا بحزمة (إجراءات) خلال أسابيع".
تواجد عابر للحدود
وكما أعطت الأزمة ميزة عسكرية لأحد أطرافها، فإن الطرف الآخر وهو روسيا حقق استفادة ليست بالبسيطة، حيث نقلت روسيا تحت غطاء الأزمة منظومة الصواريخ "S400"، بحجة توفير الحماية لوجودها في سوريا.
وبحسب وكالة سبوتنيك الروسية التابعة للحكومة، فإن هذه المنظومة تمنح روسيا وجودًا قويًّا، ليس على الأرض السورية فحسب، ولكن في مساحات كبيرة من منطقة الشرق الأوسط، حيث إن رادار هذه الصواريخ يرصد كل شيء يطير فوق الأراضي السورية، والمناطق الغربية من العراق وإسرائيل والأردن كلها، وشمال سيناء بمصر، وجزء كبير من المجال الجوي التركي، بما في ذلك أنقرة، والجزء الشرقي للبحر المتوسط.
وقالت الوكالة في تقريرها، إن المدى العملياتي لهذه الصواريخ يصل إلى 250 ميلًا (402 كيلومتر)، وقادر على اعتراض كل الأهداف الجوية، سواء كانت طائرات أو طائرات بدون طيار أو حتى صواريخ بلاستية على ارتفاعات تصل 30 ألف قدم.
حلم الأسد الأب
هذه الصواريخ تمثل هي الأخرى ميزة عسكرية للرئيس السوري بشار الأسد، والذي كان والده الراحل حافظ الأسد يسعى لامتلاك النسخة الأقدم منها وهي S300، ولم يجد آذانًا صاغية من ميخائيل غورباتشوف في آخر زيارة قام بها الأسد الأب، إلى الاتحاد السوفييتي قبل انفراط عقده.
ويقول موقع "روسيا اليوم"، إنه في عهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حين حلقت الطائرات الإسرائيلية فوق قصر الرئيس السوري بشار الأسد، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ أن موسكو ستزود دمشق بالمنظومة المتطورة ذات المدى في الرصد والدفاع يصل إلى 300 كيلومتر؛ كي لا تحلق طائرات تل أبيب ثانية فوق القصر الرئاسي السوري.
ويضيف الموقع: "لكن تل أبيب، استنفرت كل قواها للتشويش على الصفقة؛ وتدخل حماة إسرائيل في واشنطن لإجهاضها، وباتت زيارة كبار المسؤولين في الدولة العبرية إلى موسكو تتم في غالبيتها تحت عنوان منع وصول (إس- 300) إلى السوريين".
ولكن جاء حادث إسقاط طائرة "سو-24" الروسية بصاروخ تركي، لتصبح المنظومة الأكثر تطورًا، وهي "إس-400"، والتي يصل مداها إلى عمق إسرائيل، على الأرض السورية، وبذلك يكون الأسد الابن قد تجاوز حلم والده.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg جزيرة ام اند امز