الأهلي يخطف الكأس من النصر في معركة "خط الوسط"
تشكيلة الفريقين وخطة اللعب كشفت عن الطريقة التي ينظر بها المدربان للمباراة ودرجة الشجاعة أو الثقة بالنفس التي يتمتع بها كلاهما.
توج الأهلي بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين على حساب النصر بعد الفوز عليه 2-1 في المباراة التي جمعتهما مساء الأحد بملعب الجوهرة المشعة بمدينة جدة، ليجمع الفريق ثنائية الدوري والكأس للمرة الأولى منذ 39 عام.
منذ بداية المباراة كشفت تشكيلة الفريقين وخطة لعب كل منهما عن الطريقة التي ينظر بها المدربان للمباراة ودرجة الشجاعة أو الثقة بالنفس وفي اللاعبين التي يتمتع بها كلاهما.
اعتمد الاسباني كانيدا مدرب النصر على بناء هيكلي يتمثل في 4 مدافعين و3 لاعبين في محور الوسط الدفاعي هم شايع شراحيلي والجبرين وعوض خميس ثم محور وسط هجومي واحد هو البولندي أدريان خلف المهاجمين الصريحين نايف هزازي ومايجا.
ووضح من التشكيل الذي غاب عنه أحمد الفريدي ويحيي الشهري أصحاب الميول الهجومية واللذين شاركا أساسيين في نصف نهائي الكأس أمام النصر، ثم من البناء الهرمي لخطة اللعب، أن كانيدا اتخذ قراره بالدفاع الصريح مع الاعتماد على الهجمات المرتدة.
في المقابل واصل السويسري جروس اللعب بطريقته المعتادة وهي 4-2-3-1 ونفس التشكيلة الثابتة من اللاعبين باستثناء دخول حسين المقهوي أساسيا كمحور وسط دفاعي بدلا من وليد باخشوين المصاب.
ورغم محاولة النصر خطف المبادرة في أول 5 دقائق بالضغط على لاعبي الأهلي بطول الملعب في محاولة لإرباكهم والحصول على فرصة للتسجيل، أو ربما لمساعدة لاعبي النصر على اكتساب الثقة بالنفس.
لكن الأمر استغرق 10 دقائق فقط لكي تعود الأمور إلى طبيعتها ويسيطر الأهلي على زمام المباراة بفضل تفوق خط وسطه مستغلا تراجع لاعبي وسط النصر إلى نصف ملعبهم بمن فيهم أدريان المفترض أن يبدأ البناء الهجومي للفريق.
ومع السيطرة الكاملة لم يحصل الأهلي على فرص حقيقية للتسجيل أو تهديد مرمى العنزي سوى في مرات نادرة، بينها هدفا السومة الذي بات متخصصا في هز شباك النصر مهما كانت حالته الفنية.
من أهم أسباب فقدان الأهلي لفعاليته الهجومية غياب دور الجناحين المعتاد، حيث أغلق كانيدا الجبهة اليسرى لفريقه بوجود هبد الغني وشراحيلي أمام انطلاقات فيتفا وعقيل بلغيث، وفي الجهة الأخرى لم يكن لعبد الشافي دور هجومي واضح وترك المؤشر بمفرده في مواجهة خالد الغامدي وعوض خميس.
الشوط الثاني شهد حالة معكوسة تماما بفضل التغييرات الهجومية التي أجراها كانيدا بدخول الشهري من بداية الشوط بدلا من شراحيلي، ثم الفريدي بديلا لنايف هزازي.
مع التغيير أعاد المدرب بناء خططه الهجومية بالتركيز على امتلاك منطقة الوسط مع الاعتماد على مهاجم صريح واحد هو مايجا يدعمه القادمون من الخلف مثل الفريدي والشهري وأحيانا الجبرين وعبد الغني.
نجح رهان كانيدا وسيطر النصر على الملعب تماما حتى سجل الفريدي هدف التعادل مبعد فاصل مهاري توغل فيه في وسط دفاع الأهلي وغمز الكرة لحظة خروج المسيليم لملاقاته، وواصل الفريق سيطرته على المباراة بعد الهدف ولاحت له أكثر من فرصة لم تستغل.
وعالج النصر في هذا الشوط أحد أبرز مشاكله الفنية في الشوط الأول وهي الاعتماد على الكرات الطولية سواء على الأرض أو في الهواء للمهاجمين، دون محاولة تنويع اللعب على الجانبين أو الاختراق من العمق بسبب تراجع لاعبي الوسط كما ذكرنا إلى نصف ملعبهم.
ويبقى المهاجم المالي مايجا علامة استفهام كبيرة في النصر، فرغم امكانياته الفنية الكبيرة إلا أن العالمي لم يستفد منه بالشكل الواجب حتى الآن، ووضح أن تفاهمه مع زملائه غير مكتمل رغم وجوده مع الفريق منذ شهور، كما أنه يقع كثيرا في مصيدة التسلل بدرجة تؤثر على جهود زملائه في بناء الهجمات.