السجن 5 سنوات بحق صهر الغنوشي لإدانته بـ«الإساءة للغير»

أصدر القضاء التونسي حكما بالسجن 5 سنوات مع النفاذ العاجل بحق رفيق عبدالسلام، وزير الخارجية الأسبق وصهر زعيم الإخوان بالبلاد راشد الغنوشي.

وفي تصريحات متفرقة لـ«العين الإخبارية»، قالت مصادر قضائية تونسية إن هيئة الدائرة الجناحية الثامنة بالمحكمة الابتدائية بتونس أصدرت الحكم في قضية رفعها المكلف العام بنزاعات الدولة محمد الوسلاتي ضد عبدالسلام.

ويتعلق ملف القضية بتصريحات منسوبة لرفيق عبدالسلام على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ادعى في تدوينة نشرها بتاريخ 1 فبراير/شباط 2022 أن الدولة استعملت مدخرات حرفاء البريد لدفع أجور الموظفين بسبب شح السيولة المالية.

وزعم عبدالسلام أن تلك المرة الأولى التي تستدين فيها الدولة هذا المبلغ الهائل (700 مليون دينار) من مصلحة البريد لدفع رواتب الموظفين، مضيفا أن "هذا المبلغ تم سحبه من مدخرات المواطنين، لأن كل ما يملكه البريد من أموال هي ملك للمودعين، لا غير".

وتنضاف هذه القضية لسابقاتها المتعلقة بقضية "اللوبيينغ" المتعلقة بالتمويلات الخارجية لحركة النهضة، باعتبار أن رفيق عبدالسلام مكلف بالعلاقات الخارجية صلب الحركة، وقد تم إصدار مذكرة جلب بحقه.

تجدر الإشارة إلى أن القطب القضائي المالي (محكمة مختصة) سبق أن أحال الغنوشي وصهره على المحاكمة مع توجيه تهم قبول أموال من الخارج مجهولة المصدر وتلقي تمويل أجنبي على خلفية الكشف عن عقود "لوبيينغ" أبرمتها حركة النهضة مع جهات أجنبية بمناسبة انتخابات سنة 2019.

وفي تقريرها العام حول نتائج مراقبة تمويل الحملات الدعائية للانتخابات الرئاسية السابقة والتشريعية لسنة 2019، رصدت محكمة المحاسبات أن حركة النّهضة "تعاقدت في 2014 مع شركة الدعاية والضغط BCW الأمريكية لمدّة 4 سنوات بمبلغ قدره 285 ألف دولار".

وتمّ تجديد هذا العقد من 16 يوليو/تموز 2019 إلى 17 ديسمبر/كانون الأول من نفس العام، بمبلغ قدره 187 ألف دولار، وهو ما اعتبرته المحكمة "شبهة تمويل أجنبي" بنص الفصل 163 من القانون الانتخابي.

الصندوق الأسود

ويقول سياسيون تونسيون، إن عبدالسلام يعتبر "الصندوق الأسود" في مملكة "المال والإرهاب" لإخوان تونس، وهو عضو مكتب النهضة السياسي، ووزير خارجية تونس في حكومة الترويكا الأولى من 2012 إلى 2014.

اسمه الحقيقي رفيق بوشلاكة، لكنه غيّر لقبه إلى عبدالسلام، ويمثل الذراع التي تحرك علاقات النهضة بالخارج، ويشرف على تحصيل تمويلاتها المشبوهة، عبر شبكة علاقاته الخارجية، منذ أن هرب من تونس في بداية التسعينيات حيث انتقل إلى الرباط في المغرب ثم إلى لندن في مطلع الألفية.

وأدار عبدالسلام أيضاً شبكة إعلامية في تونس، تضم قنوات تلفزيونية وإذاعية ومواقع إلكترونية صحفية وجمعيات أهلية.

وتزوج عبدالسلام بابنة الغنوشي سمية ذات النفوذ الواسع.