زيارة ريفلين لمستوطنات الضفة.. دعم إسرائيلي رسمي للسرطان الاستيطاني
الفلسطينيون يعتبرون أنه ينهي الأمل بجدوى المفاوضات
الفلسطينيون ينظرون بخطورة إلى زيارة الرئيس الإسرائيلي روبين ريفلين، إلى مجلس مستوطنات شرق مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية
ينظر الفلسطينيون بخطورة إلى زيارة الرئيس الإسرائيلي روبين ريفلين، إلى مجلس مستوطنات شرق مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، باعتبارها دليلا على الدعم الإسرائيلي الرسمي للمشاريع الاستيطانية التي تجعل من إقامة دولة فلسطينية مترابطة حلما مستحيلا.
واعتبر أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أن الزيارة التي جرت أمس الاثنين "تعبر عن نهج إسرائيل وإصرارها على نموذج الابرتهايد، ورفض المواثيق الدولية".
وتعد زيارة ريفلين الأولى من نوعها لرؤساء دولة إسرائيل لهذه المستوطنات، حيث لبى فيها دعوة آفي رواه رئيس مجلس مستوطنات "بنيامين" شرقي رام الله، الذي يشغل في نفس الوقت رئيس مجلس مستوطنات الضفة الغربية.
الاستيطان جريمة حرب
وقال عريقات: "الرئيس الإسرائيلي يدرك أن الاستيطان غير شرعي ويرقى لجريمة حرب، وزيارته هذه تدل على أن إسرائيل وحكومتها يسيران إلى ضرب المواثيق الدولية"، داعيا العالم إلى "نبذ الإرهاب وصناعة الأمن والسلام في المنطقة ومحاكمة إسرائيل ووقف التعامل معها كدولة فوق القانون".
وتأتي زيارة الرئيس الإسرائيلي بعد أقل من 10 أيام على تولي المتطرف أفيغدور ليبرمان وزارة الجيش، وهو أول وزير يقطن إحدى مستوطنات الضفة الغربية، وله تصريحات عديدة داعمة للاستيطان.
من الإرهاب إلى الجنون
وقال صلاح الخواجا، الخبير في شؤون الاستيطان لبوابة "العين" إن هذه الزيارة تعكس إصرار إسرائيل وائتلافها الحاكم على الانتقال من ممارسة الإرهاب إلى الجنون، أي استشراء الاستيطان ومحاولة شرعنته.
كانت "القناة السابعة" في التلفزيون العبري، كشفت النقاب عن مشروع قانونٍ جديد تقدمت به شولا معلم، رئيسة كتلة "البيت اليهودي" اليميني إلى رئاسة البرلمان الإسرائيلي الـ "كنيست"، بهدف "تنظيم الاستيطان في الضفة الغربية".
وأشارت إلى أن القانون الاستيطاني يرمي إلى شرعنة مصادرة أراضٍ يملكها فلسطينيون، وقام المستوطنون بوضع اليد عليها تحت ذرائع عدة وتم إلحاقها بالمستوطنات.
وزعمت شولا معلم أن "تنظيم عملية الاستيطان اليهودي هي السبيل الوحيد لحل إشكالية آلاف البيوت المقامة على أراضٍ فلسطينية بملكية خاصة، مثل مستوطنة عمونا، والتي أقيمت بتوجيه وتشجيع حكومات إسرائيل طوال عشرات السنين".
وقالت "إن القانون يسمح بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة، في ظروف معينة وهذا يمكن أن ينطبق على الأراضي الفلسطينية بملكية خاصة وضمها إلى المستوطنات"، بحسب ما أوردته القناة العبرية.
وأشار الخواجا إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت تطورا خطيرا في التصعيد الاستيطان، حيث تم الانتقال من إقامة وحدات استيطانية جديدة إلى مشاريع استيطانية جديدة وتعزيز الأحزمة الاستيطانية، وضم كتل استيطانية كما حدث مع معاليه أدوميم، وكذلك مصادرة الأراضي الخالية بدون سكان ما وراء الجدار التي تصل إلى نحو 19 % من أراضي الضفة الغربية ومنطقة الأغوار التي تشكل 28 % من مساحة الضفة ، فضلا عن زيادة وتيرة إعلانات المناقصات للوحدات الاستيطانية وآخرها إقامة مستوطنة جديدة على أراضي مطار قلنديا.
تضاعف مشاريع الاستيطان 3 مرات
كانت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان في بيان، كشفت مؤخرا أن مشاريع بناء وحدات سكنية استيطانية في الضفة الغربية المحتلة تضاعف أكثر من 3 مرات في الثلث الأول من العام الجاري (2016)، مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي.
وقالت إنه تم تقديم خطط لبناء 674 وحدة استيطانية، في الفترة بين يناير/كانون الثاني الماضي ومارس/آذار هذا العام مقارنة ب 194 وحدة في الثلث الأول من عام 2015.
إغلاق أفق العودة للمفاوضات
بدوره، يؤكد خالد منصور الخبير في شؤون الاستيطان، في حديثه لبوابة "العين" أن هذه الزيارة رسالة دعم رسمية لمشاريع الاستيطان السرطانية في الضفة والقدس، وإغلاق لأي أفق للعودة للمفاوضات.
ورأى أن هذه الزيارة والسلوكيات على أرض الواقع تدلل على حجم التطرف الإسرائيلي والذي ظهرت مؤشراته في وسائل الإعلام بدعم 85 % من الإسرائيليين لحكومة اليمين المتطرف، وتدلل على أنه لا جدوى للتفاوض مع الاحتلال وهذه الحكومة اليمينية.
يذكر أن عدد المستوطنين في الضفة والقدس كان عام 1991 ( قبل مدريد) 105 آلاف مستوطن، في حين ارتفع حاليا إلى 600 ألف مستوطن، ينتشرون على 145 مستوطنة في الضفة، بالإضافة إلى 116 بؤرة استيطانية عشوائية فوق التلال هناك، إضافة إلى 15 مستوطنة أخرى شرقي القدس، يسكنها اليوم أكثر من 200 ألف مستوطن، وذلك في إطار صراع يهدف إلى خلق أغلبية يهودية في القدس بشطريها الشرقي والغربي.
aXA6IDE4LjExNy4xMDYuMjMg
جزيرة ام اند امز