ضربات الفجر «الدامية».. تصعيد إسرائيلي جديد في غزة

استيقظ قطاع غزة فجر الخميس على وقع غارات إسرائيلية مكثفة أودت بحياة العشرات وأصابت المئات بجروح متفاوتة الخطورة.
ورفعت الغارات الجديدة حصيلة القتلى، إلى أكثر من 480 شخصًا منذ استئناف القصف فجر الثلاثاء، وفق ما أعلن الدفاع المدني الفلسطيني.
- 404 قتلى في ساعات.. غزة تحت القصف والهدنة تكتوي بنار «الجحيم»
- بالأسماء.. قتلى «حماس» في الغارات الإسرائيلية على غزة
وتنوعت الهجمات بين استهداف مباشر للمنازل والمنشآت المدنية، ما أدى إلى مقتل عدد كبير من العائلات الفلسطينية، بينهم أطفال ونساء، وسط استمرار عمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود أن 10 مدنيين على الأقلّ قتلوا وأصيب عشرات آخرون بجروح في غارات جوية إسرائيلية استهدفت 6 منازل شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة فجر الخميس.
14 قتيلًا من عائلة واحدة
وقبل ساعات، شهدت بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة واحدة من أكثر الضربات دموية، حيث استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلًا أقيم فيه بيت عزاء، ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا من عائلة واحدة وإصابة آخرين بجروح خطيرة.
وقال بصل، إن عمليات البحث والإنقاذ لا تزال مستمرة في الموقع، مشيرًا إلى وجود عدد من المفقودين تحت الأنقاض، مما يرفع احتمال زيادة عدد الضحايا.
«الإنذار الأخير»
وأعلنت إسرائيل أنها ستواصل قصف غزة، واصفة هجماتها الأخيرة بأنها «إنذار أخير» لحماس للإفراج عن الرهائن.
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن القطاع سيواجه تصعيدًا أكبر إذا لم تستجب الحركة لمطالب تل أبيب، مطالبًا الفلسطينيين بـ«التخلص من حماس».
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن المفاوضات بشأن الرهائن «لن تتم إلا تحت النار»، مما يعكس نية الحكومة الإسرائيلية الاستمرار في التصعيد العسكري كوسيلة ضغط على حماس.
حماس ترد
في المقابل، أكدت حركة حماس أنها لا تزال ملتزمة بالمفاوضات، متهمة إسرائيل بالمماطلة وإطالة أمد الحرب لتحقيق أهدافها العسكرية والسياسية.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة، طاهر النونو، إن حماس لم تغلق باب التفاوض.
استهداف منشأة أممية
ووسط هذا التصعيد، طال القصف الإسرائيلي منشآت تابعة للأمم المتحدة في غزة، مما أسفر عن مقتل موظف أممي يحمل الجنسية البلغارية.
وأثارت الحادثة ردود فعل دولية غاضبة، حيث دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى إجراء «تحقيق شفاف» حول القصف ومحاسبة المسؤولين عنه.
في المقابل، نفت إسرائيل مسؤوليتها عن استهداف المبنى، مؤكدة أن تحقيقاتها الأولية لم تُظهر أي صلة بين الجيش الإسرائيلي والقصف الذي أودى بحياة الموظف الأممي.
نزوح متواصل ومعاناة
ومع استمرار القصف، واصلت مئات العائلات الفلسطينية نزوحها من المناطق الشمالية للقطاع، حاملة معها ما تيسر من حاجيات في مشهد يعيد إلى الأذهان المآسي السابقة التي عاشها سكان غزة منذ بدء الحرب.
وتؤكد المنظمات الإنسانية أن الأوضاع تزداد سوءًا مع تفاقم أزمة الغذاء والدواء، فيما يهدد استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
ضغط داخلي على نتنياهو
في الداخل الإسرائيلي، تصاعدت الاحتجاجات المطالبة بوقف الحرب وضمان عودة الرهائن المحتجزين في غزة، حيث تظاهر آلاف الإسرائيليين في القدس، متهمين حكومة نتنياهو بالمماطلة وعدم السعي الجاد لحل الأزمة.
وأكد المتظاهرون أن الحل الوحيد لتحرير الرهائن هو التفاوض وليس التصعيد العسكري، منتقدين السياسة الإسرائيلية التي أدت إلى استمرار الحرب لأشهر دون تحقيق نتائج ملموسة.
aXA6IDE4LjExNy43Ni4xOCA= جزيرة ام اند امز