أمل هدنة غزة يتضاءل.. أمريكا تحذر وحماس ترفض التفاوض تحت النار

في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل غاراتها على غزة، حذرت أمريكا، من «تضاؤل الفرص بسرعة»، للوصول إلى وقف إطلاق النار.
وأعلنت إسرائيل الأربعاء تكثيف غاراتها على غزة، ووصفتها بأنها «إنذار أخير» لسكان القطاع الفلسطيني إذا لم تفرج حركة حماس عن الرهائن، وهو تصعيد يثير المخاوف من استئناف الحرب.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء إن هناك "خطة مؤقتة مطروحة لتمديد وقف إطلاق النار" في غزة، لكن الفرصة أمام ذلك "تتضاءل بسرعة".
وبحسب متحدث باسم الخارجية الأمريكية فإنه «لا يزال لدينا حاليا خطة مؤقتة مطروحة لتمديد وقف إطلاق النار وإطلاق سراح خمسة رهائن أحياء، من بينهم الأمريكي إيدان ألكسندر»، مضيفًا: كما ستتضمن إطلاق سراح عدد كبير من الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وحمل حماس مسؤولية في عدم تحقيق ذلك.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، أن «الفرصة لا تزال قائمة، ولكنها تتضاءل بسرعة».
وهربا من القصف الإسرائيلي الدامي في شمال القطاع الفلسطيني، استأنفت عائلات رحلة النزوح التي تكررت عدة مرات أثناء الحرب، حاملة معها بعض الأغراض.
حماس ترد
وقبل التحذيرات الإسرائيلية الأخيرة، أكدت حماس أنها "لم تغلق باب التفاوض ولا حاجة إلى اتفاقات جديدة في ظل وجود اتفاق موقع من كل الأطراف"، وفق ما قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية طاهر النونو لوكالة فرانس برس الأربعاء.
وأضاف: "لا شروط لدينا، لكننا نطالب بإلزام الاحتلال وقف العدوان وحرب الإبادة فورا، وبدء مفاوضات المرحلة الثانية وهذا جزء من الاتفاق الموقع".
لكن تصريحات حماس جوبهت برفض من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي حذّر من أن المفاوضات حول الإفراج عن الرهائن الذين لا يزالون في غزة "لن تجرى من الآن فصاعدا إلا تحت النار".
ورغم الدعوات الدولية لخفض التصعيد، فقد أكدت حكومة نتنياهو، بدعم من حليفتها الأمريكية، أن استئناف العمليات العسكرية "ضروري" لضمان إطلاق سراح الرهائن.
ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال هجوم حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لا يزال 58 محتجزين في غزة، وأعلن الجيش الإسرائيلي وفاة ومقتل 34 منهم.
وغداة غارات جوية ضخمة على غزة أسفرت عن مقتل 436 شخصا على الأقل، وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن "عمليات برية محددة الأهداف" في وسط وجنوب القطاع الفلسطيني، مشيرا إلى أن الهدف هو "توسيع المنطقة الأمنية".
ونفّذ الجيش الإسرائيلي -أيضا- غارات جوية جديدة أسفرت عن مقتل 13 شخصا على الأقل، بحسب وزارة الصحة. وأكد مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع مقتل أحد موظفيه في غزة جراء "ذخيرة" قد تكون "انفجرت أو أسقطت" على موقع المجمع الأممي في مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة.
وعلى الإثر، اتهمت حماس إسرائيل بـ"ترهيب المدنيين وعمال الإغاثة في غزة".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "حزنه وصدمته العميقين" إثر مقتل الموظف في المنظمة بعد "ضربات" على مبان للأمم المتحدة في غزة نفت إسرائيل مسؤوليتها عنها، وطالب بإجراء "تحقيق كامل"، حسبما أفاد المتحدث باسمه.
تحذيرات إسرائيلية
وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "تحذيرا أخيرا" لسكان غزة الأربعاء، قائلا "خذوا بنصيحة رئيس الولايات المتحدة. أعيدوا المخطوفين وتخلّصوا من حماس، والخيارات الأخرى ستفتح أمامكم، بما في ذلك إمكان المغادرة إلى أماكن أخرى في العالم لمن يرغب في ذلك".
على غرار الثلاثاء، استمرّ الرجال والنساء والأطفال في النزوح من شمال قطاع غزة سيرا أو في عربات مكتظة حاملين فرشا إسفنجية وأحواضا بلاستيكية وحصائر أو خياما، في ظلّ اضطرارهم مجددا للنزوح الجماعي الذي كانوا قد عاشوه خلال أشهر الحرب.
والثلاثاء، بعد شهرين من دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ، شنت إسرائيل أعنف غاراتها على غزة منذ 19 يناير/كانون الثاني، وحذّر نتنياهو من أن هذه الهجمات "ليست سوى البداية". لكن رئيس الوزراء يتعرض لضغوط في إسرائيل أيضا.
وفي القدس، تظاهر آلاف الأشخاص الأربعاء، متهمين رئيس الوزراء بمواصلة الحرب من دون مراعاة مصير الرهائن.
لا خيارات
وقال المتظاهر يوسي إبستين (65 عاما) العامل في قطاع التكنولوجيا: "لن نتمكن من تحرير الرهائن إلا من خلال المفاوضات والاتفاق. ليس لدينا خيار آخر".
ورغم تأكيد حماس أنها "لم تغلق باب التفاوض"، إلا أنها جددت مطالبها ببدء المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة الذي دخل حيز التنفيذ بعد 15 شهرا من الحرب.
وامتدت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع، تمّ خلالها الإفراج عن 33 رهينة بينهم ثماني جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني.
لكن المفاوضات التي جرت أثناء التهدئة بوساطة قطر والولايات المتحدة ومصر وصلت إلى طريق مسدود.
وتريد حماس الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق والتي تنص على وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من غزة، وإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين.
في المقابل، تريد إسرائيل تمديد المرحلة الأولى حتى منتصف أبريل/نيسان وتطالب بـ"نزع السلاح" من غزة وإنهاء سلطة حماس التي تحكم القطاع منذ عام 2007، للمضي قدما في المرحلة الثانية.
وكوسيلة ضغط، منعت إسرائيل بالفعل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وقطع الكهرباء.