مليار جنيه يوميا فاتورة استهلاك المصريين في رمضان
رغم ارتفاع الأسعار، المصريون يزيدون من استهلاكهم في رمضان.
ارتفاع الأسعار هذا العام لم يمنع المصريين من عاداتهم الرمضانية خاصة فيما يرتبط بالطعام، فالمواطنون في مصر يستهلكون من أصناف الطعام المختلفة في شهر رمضان أضعاف الكميات التي يستهلكونها في أي من أوقات السنة، وهو ما يصنفه علماء الاجتماع والتغذية في مصر ضمن العادات الخاطئة، ويعتبره الاقتصاديون إسرافًا وإنهاكًا لاحتياطي السلع طوال العام.
مؤتمر "صحتك في رمضان" الذي عُقد بالمركز القومي للبحوث لمناقشة العادات الخاطئة في رمضان، كشف أن فاتورة الاستهلاك اليومية للمصريين خلال شهر رمضان عام 2015 بلغت مليار جنيهًا مصريًّا (الدولار يساوي 9 جنيهات تقريبا)، بواقع 30 مليار جنيها للشهر كاملًا، وكشفت الأرقام أيضًا عن أن المصريين يأكلون خلال الأسبوع الأول من رمضان ما يزيد عن 2.7 مليار رغيف و10 آلاف طن فول و40 مليون دجاجة.
وتوقع خبراء الاقتصاد ارتفاع قيمة فاتورة الاستهلاك هذا العام ليصل إلى 45 مليار جنيه خلال الشهر الكريم، نظرًا لارتفاع الأسعار الذي طال سلعًا أساسية كالأرز واللحوم والدواجن، وزيادة سعر الدولار مقابل الجنيه.
من جانبه قال الدكتور رمضان مقلد أستاذ الاقتصاد بجامعة الإسكندرية أن ارتفاع أسعار السلع الضرورية سيتسبب بشكل أكبر في ارتفاع الإنفاق هذا العام، لأن المصريون لن يتخلوا عن عاداتهم الرمضانية في تنوع الأطعمة وكثرة الولائم "دعوات الإفطار لدى الأقارب" حتى وإن كلفهم ذلك نفقات إضافية.
وفي تصريحات لبوابة "العين"، رفض "مقلد" تصنيف الأمر ضمن العادة الخاطئة لدى المصريين معتبرًا أنها موروثات لن ينفك عنها المصريون مهما بلغت في صعوبتها وتكلفتها، بدليل أن الحكومة تعمل جاهدة قبل رمضان لتوفير تلك الاحتياجات، على سبيل المثال "ياميش رمضان" الذي يستنزف كثيرًا من ميزانية الأسرة المصرية، من الصعب أن تمنع استهلاك المواطنين منه في رمضان.
وبحسب تقرير مصلحة الجمارك المصرية فإن حجم استيراد الياميش لشهر رمضان في العام الماضي وصل إلى 259.96 مليون جنيه أي بزيادة 60% عن عام 2014.
ولم تستبعد الدكتورة ملك صالح الخبيرة بالمعهد القومي للتغذية في مصر، ارتفاع قيمة فاتورة الاستهلاك لهذا العام ليس فقط لارتفاع الأسعار، وانما لتزايد العادات الغذائية الخاطئة التي يعاني منها المجتمع المصري طوال العام وفي رمضان بشكل أكبر.
وقالت خبيرة التغذية لبوابة العين الإخبارية إن ثقافة الترشيد هي الكنز المفقود عند المصريين، واحتياجات الجسم من الغذاء في رمضان لا تتغير عنها معظم أوقات السنة سواء من الفيتامينات والكربوهيدرات والسكريات، بل إنها قد تقل في رمضان لاعتماد الجسم على وجبتين فقط بدلا من 3 وجبات، لكن العادة الخطأ تتمثل في استمرار تناول المأكولات وخاصة الحلويات بشكل مستمر ما بين الإفطار والسحور وهو ما يفسر زيادة نسبة السمنة بعد انتهاء الشهر الكريم.
وحذرت خبيرة التغذية من "السم الأبيض" المتمثل في الدقيق والسكر والملح، لأن الإفراط فيهم خلال رمضان يؤدي الى عواقب وخيمة على الصحة وقد تتسبب في ظهور بوادر لأمراض مزمنة كالضغط والسكر، وقال إن الجسم يحتاج في الأيام العادية من 12 إلى 15 كوبًا من الماء، وأعتقد أن الفترة ما بين وجبتي الإفطار والسحور في رمضان لا تكفي لتناول كل هذه الكمية من الماء، وبالتالي فإنها فرصة لتنظيم الأكل وتقليل ما يمكن تقليله بحيث يكون رمضان موسمًا للنشاط والصحة لا للخمول والكسل.
وتنفق الأسرة المصرية 44.9% من إجمالي ميزانيتها على الطعام سنويًّا بما يعادل 200 مليار جنيه، ويستحوذ شهر رمضان منفردًا على 15% من حجم الإنفاق، حيث يأتي الطعام في المرتبة الأولى من جملة إنفاق الأسر المصرية.