بعد محاولة اغتيال.. رئيس مدغشقر يتحدث من «مكان آمن» ويرفض «التنحى»

دخلت الأزمة السياسية في مدغشقر منعطفاً بالغ الخطورة، بعد إعلان الرئيس أندري راجولينا الإثنين أنه "في مكان آمن" إثر ما وصفه بـ«محاولة اغتيال».
يأتي هذا فيما تتسع دائرة التمرد داخل الجيش بالتوازي مع احتجاجات شعبية متصاعدة.
وفي كلمة متلفزة بثّها عبر «فيسبوك» دون الكشف عن مكانه، قال راجولينا البالغ من العمر 51 عاماً: «اضطررت لإيجاد مكان آمن لحماية حياتي اليوم، وفي كل ما يجري لم أتوقف يوماً عن البحث عن حلول».
ودعا رئيس مدغشقر إلى احترام الدستور ورافضاً الدعوات المتزايدة إلى التنحي عن السلطة.
وخطاب راجولينا أرجئ أكثر من مرة الإثنين بسبب دخول "مجموعة من الجنود المسلّحين" مقرّ التلفزيون الرسمي الذي لم يبثّ الكلمة في نهاية المطاف.
وإذ لفت إلى أنه لا يكنّ "ضغينة" للضالعين في "محاولة اغتياله"، شدّد على أنه منفتح على "حوار للخروج من هذا الوضع".
وذكّر راجولينا بما يتهدّد البلاد من شحّ في التمويل الدولي في حال غرقت في اضطرابات سياسية، وهو ما حدث إثر اضطرابات 2009 التي أوصلته إلى السلطة لأول مرة.
أنباء عن مغادرته البلاد
وقبل أن يعلن الرئيس عن تواجده بمكان آمن، قال زعيم المعارضة سيتيني راندرياناسولونيايكو لوكالة «رويترز» إن الرئيس راجولينا غادر البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية، مستنداً إلى معلومات من داخل القصر الرئاسي.
وأضاف المعارض أن نواب المعارضة في الجمعية الوطنية سيباشرون إجراءات مساءلة الرئيس تمهيداً لعزله، مؤكداً أن الدستور يمنحهم هذا الحق، وأنهم «لن يسمحوا بفراغ السلطة أو بانقلاب عسكري كامل».
ولم تؤكد الحكومة حتى الآن مغادرة الرئيس، لكنها شددت على أنه ما زال «يدير شؤون البلاد» وأنها «ستتعامل بحزم مع أي محاولة للاستيلاء على الحكم».
الجيش يعلن السيطرة
وكانت وحدة «كابسات» العسكرية، وهي فيلق مختص بالأفراد والخدمات الإدارية والتقنية، قد أعلنت، الأحد، سيطرتها على جميع القوات العسكرية في البلاد، مؤكدة في بيان مصوّر أن «أوامر الجيش، بجميع فروعه البرية والجوية والبحرية، ستصدر من مقر كابسات».
وفي خطوة رمزية، عيّن المتمردون قائداً جديداً للأركان، في ما اعتُبر تحدياً مباشراً للرئيس راجولينا، الذي وصف ما يجري بأنه «محاولة لانتزاع السلطة بشكل غير قانوني وبالقوة».
احتجاجات «جيل زد»
التحرك العسكري المفاجئ جاء على خلفية احتجاجات شبابية متواصلة منذ أكثر من أسبوعين في العاصمة أنتاناناريفو، تقودها حركة أطلق عليها الإعلام المحلي اسم «جيل زد»، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية وشحّ المياه والطاقة.
وانضم المئات من عناصر الجيش إلى المتظاهرين، الذين استقبلوهم بالترحيب والهتافات المطالبة برحيل الرئيس.
وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان أحداث عام 2009، حين قاد راجولينا نفسه تمرداً أوصله إلى السلطة بعد الإطاحة بالرئيس مارك رافالومانانا.
ومع تزايد الانقسام داخل الجيش وتضارب الأنباء حول مكان الرئيس، تواجه مدغشقر أخطر أزمة سياسية منذ أكثر من عقد.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA==
جزيرة ام اند امز