مشروب "العرقسوس" الرمضاني.. الفوائد والمحاذير
"العرقسوس" يُعد أحد الضيوف الأساسيين على مائدة الإفطار الرمضانية، ويمتاز بفوائده الصحية الكبيرة، لكن تناوله يجب أن يخضع لضوابط أيضًا
مشروب العرقسوس.. أحد الضيوف الأساسيين على مائدة الإفطار الرمضانية في عدد من الأقطار العربية والإسلامية، والذي يتم تحضيره من جذور النبتة الخضراء التي تُنقع في الماء، ثم يُعصر هذا المنقوع وتُضاف إليه بعض النكهات، أو يُخلط بالماء للتخفيف من مذاقه، الذي يجمع بين المرارة والقليل من الحلاوة، لكنه يبقى في كل الأحوال مميزًا ويحظى بشعبية كبيرة بين العرب.
وعرفت جذور نبتة العرقسوس منذ أكثر من 4 آلاف عام في الحضارات القديمة في سوريا ومصر، وورد وصفها في كثير من المراجع القديمة كدواء، إذ كان الأطباء يوصون بمنقوع العرقسوس لعلاج العديد من الأمراض، لكن الجدل ما زال مستمرًا بين من يدفعون بمنافع العرقسوس الطبية، وأولئك الذين يطلقون التحذيرات من تناوله في بعض الحالات.
وربما كان السبب الأهم لارتباط مشروب العرقسوس بشهر رمضان المبارك، هو قدرته على حفظ الماء داخل الجسم، وبالتالي مساعدة الصائم في التغلب على الشعور بالعطش على مدى ساعات الصيام، كما يُجمع العديد من الخبراء على أن للعرقسوس فوائد طبية، خاصة في ضبط عمل الجهاز الهضمي، وعلاج قرحة المعدة والاثنى عشر، وكان يوصى بتناول مشروبه لعلاج حالات القيء والتهيج المعدي، وكذلك الوقاية من تلك الأمراض، عبر تنشيط إفراز مادة "الميوسين" التي تحمي جدار المعدة من التقرح، وفقًا لما أوردته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
وتشير دراسات حديثة إلى أن العرقسوس يقوّي جهاز المناعة ويستخدم كدهان لمعالجة اضطرابات الجلد المعروفة بـ"الإكزيما"، كما يساعد على الشفاء من الالتهاب الكبدي ويحسن مزاج المرأة في سن اليأس، كما أنَّه مضاد للالتهابات، ومنها الروماتيزم، ومضاد للجراثيم والأكسدة.
ويساعد العرقسوس أيضًا في مكافحة بعض أمراض الجهاز العصبي، إذ يعمل كمهدئ لاحتوائه على مادة "جلسراتيك"، الشبيهة بمادة "الكورتيزون"، إلا أنه يُقدم ميزة إضافية، إذ إنه لا يترك تلك الآثار الجانبية السلبية التي يسببها الكورتيزون.
لكن العرقسوس، كأي نبات يستخدم في العلاج، يجب استعماله ضمن ضوابط وشروط محددة حتى لا يكون ضرره أكثر من نفعه، مع الوضع في الاعتبار أنه يحتوي على مادة حمضية تسبب ارتفاع ضغط الدم واحتباس الماء في الجسم والإقلال من عنصر البوتاسيوم وزيادة الصوديوم.
وفي هذا الإطار، حذرت دراسة سابقة أجراها قسم "الفارماكولوجي" بالمركز القومي للبحوث في مصر 5 فئات من تناول "العرقسوس"، وهم: مرضى القلب الذين يستخدمون دواء الدايجوكسن digoxin، لأن تناول العرقسوس يُزيد من سُمية الدواء، ومرضى السكر الذين يتناولون الأنسولين، حيث ثبت علميًا أن شراب العرقسوس يُزيد من بعض التأثيرات السلبية للأنسولين. وبعض مرضى الجهاز الهضمي، إذ إن تناول العرقسوس مع الأدوية التي تؤدي لسرعة إخراج الطعام من الجهاز الهضمي (الملينات) يتسبب في فقدان عنصر البوتاسيوم المهم للجسم.
وحذر المركز القومي أيضًا المرضى الذين يستخدمون مدرّات البول بغرض التحكم في مستوى الضغط، من تناول العرقسوس، لكونه يتعارض مع تلك الأدوية ويؤدي إلى ظهور أعراض جانبية، مثل نقص البوتاسيوم في الدم وضعف العضلات. ولا يؤخذ العرقسوس أيضًا مع حبوب منع الحمل، لأنه يؤدي إلى ارتفاع الضغط مع انخفاض مستوى البوتاسيوم في الدم.
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yNTEg جزيرة ام اند امز