«إرهابي».. شرطة أستراليا تحدد طبيعة هجوم سيدني وتعلن ارتفاع القتلى
دخلت أستراليا، الأحد، في حالة استنفار أمني واسع عقب هجوم مسلح استهدف احتفالًا يهوديًا على شاطئ بوندي الشهير في سيدني.
ووصفت الشرطة الأسترالية الواقعة رسميًا بأنها «هجوم إرهابي»، وسط معلومات عن تفكيك عبوات ناسفة بدائية وارتفاع حصيلة القتلى إلى 12 شخصًا.
وأكدت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز أن وحدة إبطال المتفجرات تعمل حاليًا على تفكيك عدة «عبوات ناسفة بدائية الصنع» عُثر عليها في محيط موقع الهجوم، مشيرة إلى أن عدد المشاركين في الفعالية التي أُقيمت للاحتفال بعيد الأنوار اليهودي «الحانوكا» تجاوز الألف شخص وقت وقوع الاعتداء.
وقال رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، خلال مؤتمر صحفي، إن «إطلاق النار الذي وقع عند شاطئ بوندي خُطّط له بعناية لاستهداف الجماعة اليهودية في سيدني في اليوم الأول من عيد حانوكا»، في تأكيد رسمي على الدافع الإرهابي للهجوم.
تفاصيل الهجوم
وكان مسلحون قد فتحوا النار، الأحد، خلال تجمع احتفالي على الشاطئ، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، في مشهد أثار حالة من الذعر والفرار الجماعي.
وأعلنت الشرطة الأسترالية اعتقال شخصين على خلفية الهجوم، فيما أفادت هيئة البث الأسترالية بمقتل أحد المنفذين على الأقل.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصة «إكس» أشخاصًا يفرّون من شاطئ بوندي ومن متنزه قريب، وسط دوي إطلاق نار وصفارات سيارات الشرطة. كما ظهر في أحد المقاطع رجل يرتدي قميصًا أسود وهو يطلق النار، قبل أن يتدخل شخص آخر لانتزاع السلاح منه، فيما أظهر مقطع آخر إطلاق نار من جسر مخصص للمشاة.
وفي تسجيلات إضافية، شوهدت الشرطة وهي تجبر رجلين على الاستسلام فوق جسر للمشاة، مع محاولة إنعاش أحدهما. ولم تتمكن وكالة رويترز من التحقق بشكل مستقل من صحة هذه اللقطات.
ردود رسمية أسترالية
ووصف رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الهجوم بأنه «صادم ومروّع»، مؤكدًا أن «خدمات الطوارئ تعمل في الموقع لإنقاذ الأرواح»، داعيًا السكان والزوار إلى الالتزام بتعليمات الشرطة وتجنب المنطقة.
وتأتي هذه الحادثة في ظل سلسلة هجمات واعتداءات وُصفت بأنها معادية للسامية، استهدفت كنسًا يهودية ومبانٍ وسيارات في أستراليا منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
اتهامات إسرائيلية لإيران
وعلى وقع الهجوم، وجهت إسرائيل، الأحد، الاتهام إلى إيران بالمسؤولية عن الاعتداء.
ونقلت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن مصدر أمني إسرائيلي قوله: «لا شك أن توجيهات وبنية الهجوم على أستراليا انطلقت من طهران»، دون تقديم أدلة تفصيلية.
من جهتها، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن معلومات استخباراتية كانت قد وردت في الأسابيع الأخيرة بشأن نوايا لاستهداف المجتمع اليهودي في أستراليا.
وهاجم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الحكومة الأسترالية، داعيًا إياها إلى «التحرك الفوري لمكافحة موجة معاداة السامية العارمة».
فيما حمّل وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر المظاهرات الرافضة للحرب على غزة مسؤولية «تهيئة مناخ العنف».
كما ربط مسؤولون إسرائيليون، بينهم وزير التعليم يوآف كيش ورئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت، بين الهجوم واعتراف أستراليا بالدولة الفلسطينية في سبتمبر/أيلول الماضي، معتبرين أن ذلك «أرسل رسالة خاطئة».
صدمة داخل الجالية اليهودية
وقال أليكس ريفتشين، الرئيس التنفيذي المشارك للمجلس التنفيذي لليهود الأستراليين، في مقابلة تلفزيونية: «إذا كنا قد استُهدفنا عمدًا بهذه الطريقة، فهذا أمر يفوق إدراك أي منا. إنه أمر مروّع»، كاشفًا أن مستشاره الإعلامي أصيب في الهجوم.
بدورها، قالت زعيمة حزب الأحرار المعارض، سوزان لي، إن عدد الضحايا «كبير»، مضيفة: «الأستراليون في حداد عميق الليلة، بعدما ضربت الكراهية العنيفة قلب أحد أكثر الأماكن الأيقونية في البلاد.. شاطئ بوندي».
ويُعد شاطئ بوندي من أشهر الشواطئ في العالم، ويستقطب أعدادًا كبيرة من السياح والزوار، لا سيما في عطلات نهاية الأسبوع، ما يضفي على الهجوم بعدًا رمزيًا وأمنيًا بالغ الخطورة.