مسجد عمرو بن العاص.. "تاج الجوامع" الأول في مصر والرابع في الإسلام
مسجد عمرو بن العاص يقع بحي الفسطاط بالقاهرة، وهو أول مسجد بني بمصر، وأطلق عليه المصريون "تاج الجوامع".
يقع مسجد عمرو بن العاص بحي الفسطاط بالقاهرة، وهو أول مسجد بني بمصر بعد فتحها على يد عمرو بن العاص سنة 20 هجريًّا، 641 ميلاديًّا، كما يعد أول مسجد بني في إفريقيا أيضًا وأطلق عليه المصريون
أسماءً عدة مثل "تاج الجوامع" و"الجامع العتيق".
ويعد مسجد عمرو رابع مسجد جامع أقيم في الإسلام، بعد مساجد المدينة والكوفة.
وبنيت حول المسجد فيما بعد مدينة الفسطاط، أول عاصمة لمصر الإسلامية، ولم يكن المسجد يستخدم فقط للصلاة وإنما كان يستخدم لتلقي العلوم والدروس وكذلك محكمة لفض النزاع، ومن أشهر من ألقى دروسًا وخطبًا في الجامع الليث بن سعد والعزيز بن عبد السلام وابن هشام صاحب السيرة والشيخ محمد الغزالي.
كان التخطيط العمراني الأصلي للجامع عند إنشائه يتكون من مساحة مستطيلة طولها 45 مترًا وعرضها 27 مترًا، ولم يكن له في البداية لا صحن ولا محراب ولا مئذنة، فيما بنيت جدران الجامع الخارجية من الطوب اللبن وكانت جميعها تخلو من الزخارف.
وكان مسجد عمرو محاذيًا لضفة النيل فكان النهر يقوم عوضًا عن جداره الشرقي، ولهذا لم يكن للمسجد إلا 3 جدران وعندما تسلم مسلمة بن مخلد ولاية مصر من قبل معاوية أمر بإزالة المسجد، ثم أعاد بناءه سنة 35 هـ (672 م) فضاعف حجمه وجعل له سورًا من الأحجار وترك قسمًا كبيرًا من الزيادة صحنًا مكشوفًا وجعل للمسجد 4 مآذن فى أركانه، ويعتقد أنها كانت أقدم مآذن أقيمت في الإسلام.
تعرض جامع عمرو بن العاص عام 564 هجرية إلى إشعال النيران فيه وتهدم بالكامل إبان إحدى الحملات الصليبية على مصر، لكن عندما ضم صلاح الدين الأيوبي مصر إلى دولته أمر بإعادة إعمار المسجد عام 568.
ومع مرور الوقت لم يبقَ من المبنى القديم سوى مكانه فقط، حيث تعرضت مصر لزلزال مدمر عام 702 هجرية، وفي العصر الحديث تعرض لزلزال مدمر آخر عام 1992 ميلادية، تولت هيئة الأثار القيام بأعمال الترميم وقتها.
وشهد المسجد عام 1996 انهيار 150 مترًا من سقف الجامع في الجزء الجنوبي الشرقي برواق القبة، وشمل الانهيار 3 عقود في أقدم منطقة بالمسجد بعد سقوط أحد الأعمدة.
أما التصميم المعماري لجامع عمرو بن العاص فيوجد بالركن الشمالي الشرقي لرواق القبلة قبة يعود تاريخ إنشائها إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، أما صحن الجامع فتتوسطه قبة مقامة على 8 أعمدة رخامية دائرية الشكل، بينما يتوجه واجهات الجامع من الخارج من أعلى شرفات هرمية مسننة.
أما التخطيط الحالي للجامع فيتضمن مدخل رئيسي بارز يقع في الجهة الغربية للجامع الذي يتكون من صحن كبير مكشوف تحيط به 4 أروقة ذات أسقف خشبية، وبصدر رواق القبلة محرابين مجوفين يجاور كل منهما منبر خشبي، كما يوجد بجدار القبلة لوحتان ترجعان إلى عصر المماليك.
ويحتل مسجد عمرو بن العاص منزلة ومكانة خاصة في قلوب المصريين، إذ لا يخلو المسجد من مصليه وزائريه بوصفه أثرًا قديمًا، كما يتوافد الآلاف من المصريين على المسجد للصلاة في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان وكذلك في ليلة القدر من كل عام.
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjQyIA== جزيرة ام اند امز