يهود المغرب.. محمد الخامس رفض تسليمهم فشكلوا أكبر جالية ببلد عربي
بعد سقوط فرنسا في يد الاحتلال النازي سنة 1939، قامت حكومة فيشي الموالية للنازية بسن قوانين مماثلة لقوانين ألمانيا النازية
بعد سقوط فرنسا في يد الاحتلال النازي سنة 1939، قامت حكومة فيشي الموالية للنازية بسن قوانين مماثلة لقوانين ألمانيا النازية فيما يخص تجميع اليهود وإرسالهم إلى معسكرات الإبادة في كل من ألمانيا وبولونيا.
رفض ملك المغرب آنذاك محمد الخامس الموافقة على القوانين النازية لحكومة فيشي، ورفض تسليم الرعايا اليهود لألمانيا، وقال حينها جملة الشهيرة "أنا لست ملك المسلمين فقط، وإنما ملك لكل المغاربة".
وفي هذا التقرير ترصد بوابة "العين" أصول اليهود المغاربة، أكبر جالية يهودية باقية في بلد عربي وإسلامي، ونلقي نظرة عبر التاريخ على علاقتهم بالمسلمين المغاربة.
دخول اليهود إلى المغرب
تشير الدراسات التاريخية والمؤرخين إلى أن الوجود اليهودي بالمغرب قديم جدًّا، إذ ظهر مع التجار اليهود الذين وصلوا مع الفينيقيين في القرن التاسع قبل الميلاد.
في أعقاب خراب الهيكل الأول في عام 586 ق.م، تمكن اليهود من الدخول إلى مناطق الأمازيغ في الجنوب من خلال التأثير المباشر بين الجماعات اليهودية والقبائل الأمازيغية، لكن أكبر هجرة لليهود إلى المغرب الأقصى بدأت مع ظهور علامات سقوط الحكم الإسلامي في الأندلس سنة 1492، والتهجير القسري الذي تعرض له المسلمون واليهود على يد الإسبان، وهروبهم من محاكم التفتيش.
وتقول تقديرات إن الجالية اليهودية في المغرب في ذلك الوقت تجاوزت 100 ألف شخص، فيما أتى نحو 25 إلى 30 ألفًا من إسبانيا والبرتغال.
أصول اليهود المغاربة
ينقسم المغاربة اليهود "المغوراشيم" (ومعناها بالعبرية المطارد)، و"الطشابيم" الذين سكنوا المغرب قبل الفتح العربي الإسلامي.
ترجع أصول الطشابيم إلى الأمازيغ الذين تحولوا إلى اليهودية وكانوا أصلا أبناء الأرض المغربية، أما المغوراشيم فهم اليهود الذين هربوا من إسبانيا (الأندلس) والبرتغال بعد طردهم من قبل "فرديناند وإيزابيلا" عام 1492.
الهجرة لإسرائيل
بعد نكبة فلسطين سنة 1948 وقيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، وانتهاء عهد الحماية الفرنسية والإسبانية في المغرب عام 1956، ووقوع نكسة 1967، هاجر الكثير من يهود المغرب إلى إسرائيل، الأمر الذي بلغ أن يصل عدد يهود المغرب في إسرائيل حوالي 400 ألف سنة 1973، فيما فضل بعضهم الاستقرار في فرنسا، وهاجرت فئة إلى كندا، وأخرى أقل إلى إسبانيا، وهو ما جعل عدد الباقين منهم يتراجع إلى حوالي 20 ألف نسمة بداية ثمانينيات القرن العشرين، وهم اليوم أقل من ستة آلاف نسمة، ومع ذلك فإن يهود المغرب ما زالوا يشكلون أكبر تجمع يهودي في البلدان العربية.
يهود المغرب اليوم
تؤوي الدار البيضاء اليوم أكبر عدد من يهود المغرب، كما يتواجد عدد من معتنقي اليهودية في كل من مراكش والرباط، ولليهود مزارات ومدافن مقدسة ومعابد تبلغ 33 معبدا يهوديا في العديد من المدن المغربية، ويتمتع اليهود في المغرب بعلاقات طيبة سواء مع السلطات الرسمية، أو مع المغاربة المسلمين. بل ويحتل بعض منهم مواقع هامة في دواليب الدولة المغربية. مثل أندري أزولاي الذي يشغل منصب مستشار الملك محمد السادس.
كما أن المغاربة اليهود الموزعين في جهات العالم الأربع، وخاصة إسرائيل وفرنسا وكندا، يشكلون نسبة هامة من السياح الذين يتوافدون على المغرب، ففي عام 1997 قام 30 ألف يهودي من أصل مغربي بزيارة المغرب.
aXA6IDMuMTM3LjE4MC42MiA= جزيرة ام اند امز