المسرح السياسي بالأردن في رمضان.. مرآة ولسان الشعب
المسرح السياسي يزدهر بالأردن خلال شهر رمضان، وتتنافس المسرحيات فيما بينها على العروض المقدمة من حيث التوقيت والمكان.
يبرز المسرح السياسي بالأردن خلال شهر رمضان، وتتنافس المسرحيات فيما بينها على العروض المقدمة من حيث التوقيت والمكان، باعتباره الأقرب للمواطنين، والأقدر على التعبير عما يحيط بالمجتمع من قضايا وهموم، فتجده منبرا حقيقيا يعبر عما يعاني منه الشعب.
وبالرغم من أن هذا المسرح يتناول معاناة المواطن الأردني والعربي، إلا أن التناول يحتفظ بشكله الكوميدي، إذ يصاب الحاضرون بنوبات طويلة من الضحك، بينما في داخلهم يبكون على الواقع العربي المؤسف.
ظهور هذا المسرح بشكل خاص في رمضان، طرح عدة تساؤلات، أهمها، لماذا يبحث الجمهور عن هذا المسرح في شهر رمضان، وما الرسالة التي يقدمها لتجعله مطلباً شعبياً.
الفنان الأردني الكبير زهير النوباني أكد لبوابة "العين" الإخبارية أن ما يميز المسرح السياسي في الأردن تناوله لقضايا حساسة، بسقف حرية مرتفع، ودون المساس بالخصوصيات، فمنذ التسعينات تم تأسيس هذا المسرح، وفي شهر رمضان من كل عام يبرز ويبحث عنه الناس للتفريغ عن ضغوطهم الاجتماعية والنفسية.
وأضاف: "تتناول المسرحيات الهموم المجتمعية وأحلام وأحزان المواطنين، والسقف الذي منح لنا، لم يمنح لأي مسرح في الدول العربية، فقد تناولنا شخصيات عامة ووزراء ونواب وغيرهم دون إيقاف أو تهديد، هذه الحرية التي منحت لنا تحملنا أيضاً أهمية مسؤولية تناول النص بشكل يحترم الآخرين ولا يهزأ بهم أو التطاول، وأيضاً المنطقة المحيطة في الأردن هي منطقة متوترة ومضطربة ومنها نستطيع أن نقتبس الحكايات، فهذا المسرح غير موجه بشكل خاص للأردنيين، بل أيضا للقضايا العربية بالمجمل".
وقال الفنان الأردني: "في شهر رمضان يفضل الناس السهر، ومن هنا نستغل هذه الفرصة لنكسب حضورهم وإمكانية تواجدهم، وهذا المسرح يقدم الفكرة السياسية بشكلها الكوميدي، وعرف منذ تأسيسه بالثنائيات، حيث بدأ المشروع الفنان نبيل صوالحة والفنان هشام يانس، وكذلك الفنانة أمل دباس معهما أو مع كل منهما على حدة".
وتابع:" أيضاً ظهر على الساحة الفنان حسن السبايلة مع الفنانة رانيا اسماعيل كثنائي جاب محافظات المملكة، وعرفا باسم "زعل وخضرة"، ويبدو أن المسرح السياسي يستقطب الثنائيات، وفي كل فترة تظهر وجوه جديدة ولكنها تحتاج للوقت والمهارة لتثبت ذاتها".
أما الفنانة أمل دباس فتؤكد أن "تجاوب الناس مع المسرح السياسي الكوميدي هو الذي جعل المسرح ينتشر ويصبح مرغوبا، فالمسرحية في أغلب الحالات لا تتجاوز مدتها ساعة، إلا أن ضحكات الجمهور من المواطنين وغيرهم تترك الأثر الأكبر والداعم النفسي الذي يجعلنا نستمر."
وأضافت دباس: "شهر رمضان شهر فضيل، ونكثف عملنا فيه لأن أجواء المواطنين في هذا الشهر تسمح لهم بتوفير الوقت للمسرحيات وحضورها، المسرح السياسي متواجد كل أشهر السنة، إلا أن الاعمال المتميزة والبارزة تظهر في شهر رمضان، كغيره من أنواع الأعمال الفنية.
وتردف قائلة: "الأجيال الجديدة تبشر باهتمامها بالمسرح بشكل كبير، فنرى ثنائيات شبابية على الساحة الفنية تقدم محتوى ورسالة مهمة، وهذا يمنحنا السعادة والتفاؤل باستمرار المسرح الذي قمنا بتأسيسه، حيث لا يرتبط وجوده بجيل محدد، وهو في نهاية المطاف يحمل رسالة وينتقد إجراءات ويعكس هموم المواطنين، وبالتالي فهو الأقرب لهم والأكثر إحساسا بتفاصيل حياتهم".
ويجد الفنان بكر الحراسيس أن المسرح السياسي يظهر في رمضان ومن ثم يخفت طوال السنة، ففي هذا الشهر يبحث الناس عن الوسيلة التي ترفههم وتعبر في ذات الوقت عما يشعرون به، فطالما التصق المسرح بقضايا المجتمع وهمومه.
ولفت إلى أن أعداد الفنانين الذين يرتبط اسمهم بهذا المسرح قليل، فبالرغم من تأسيسه من التسعينيات إلا أن الأسماء معروفة ومحدودة، هنالك مؤشرات على مشاركات شبابية إلا أنها قليلة مقارنة مع إقبال الشباب على الفن بأنواعه.
وتابع قائلا إن: "المسرح السياسي يتميز في الأردن في الحرية الممنوحة له، لذلك عانى بعض الفنانين من عدم قبول عروضهم في الدول الأخرى بعد قراءة نصوص المسرحيات، الحركة الفنية في الشهر الفضيل كلها تنشط سواء على صعيد المسلسلات أم الأفلام وغيره، نظرا لانشغال الجمهور طيلة السنة في أعمالهم.
وأضاف الفنان الحراسيس: "عدم وجود الدعم الكافي المقدم للفنانين يجعلهم يركزون عملهم على شهر واحد في السنة وهو شهر رمضان، بالرغم من أن سقف الحريات الممنوح مرتفع، الدعم المادي قليل، مما يؤدي إلى تقييد التطور والانتشار".
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMTM0IA== جزيرة ام اند امز