رمضان يحيي النشاط الإذاعي والدرامي في اليمن
عدد من الإذاعات المحلية استأنفت بثها مجددًا في شهر الصيام بعد أن توقف لأكثر من عام نتيجة الظروف التي تشهدها اليمن
أحيا شهر رمضان المبارك في اليمن، هذا العام الأنشطة الإذاعية والدرامية في البلاد، رغم الحرب والأزمة الكبيرة التي تعصف بها منذ حوالي 15 شهرًا.
وعاد بث عدد من الإذاعات المحلية مجددًا في شهر الصيام، بعد أن توقف لأكثر من عام نتيجة الظروف التي تشهدها اليمن، في الوقت الذي تنافست فيه القنوات الفضائية المحلية في بث أعمال درامية تم إنتاجها بطاقم محلي.
ومن بين الإذاعات التي تم إعادة فتحها خلال هذا الشهر، إذاعة "يمن تايمز"، و"إف إم شباب"، و"ناس إف إم"، وكلها توقفت قسرًا منذ أكثر من عام، خشية السيطرة على مقراتها من قبل الانقلابيين الحوثيين الذين اقتحموا عديد من الوسائل الإعلامية مع بدء "عاصفة الحزم" التي قادتها السعودية ضمن تحالف عربي لدعم قوات الشرعية ضد مليشيات جماعة الحوثي، وقوات الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح في مارس/آذار من العام الماضي.
وتنافست هذه الإذاعات في جلب عدد كبير من المستمعين عن طريق تنوع برامجها، وتقديم مسابقات رمضانية للجمهور، مع توزيع جوائز نقدية وعينية تبدو قيمة على الفائزين في هذه المسابقات التي ترعاها مؤسسات وشركات لم تتأثر كثيرًا بالحرب وظروف البلاد.
يقول علي الموشكي، مدير إذاعة "يمن تايمز"، التي تبث من العاصمة اليمنية صنعاء، إنه تم اختيار شهر رمضان، شهر الخير والتسامح، كوقت لعودة الإذاعة التي توقفت قسرًا لأكثر من عام، بالإضافة إلى الهدنة الموجودة حاليًا في البلاد التي جاءت بشكل متزامن مع استمرار المفاوضات الخاصة بحل الأزمة في الكويت.
وأضاف أن "إعادة بث الإذاعات اليمنية بهذا التوقيت يعزز مبدأ التعاون والعودة إلى الحياة، ونبذ كل أسباب الحرب".
أما إذاعة "ناس إف إم" المحلية، فبدأت البث قبل حوالي 3 سنوات من العاصمة صنعاء، كإذاعة مجتمعية بطاقم يضم العشرات من الموظفين، غير أنه تم اقتحام مقرها من قبل المتمردين الحوثيين قبل أكثر من عام ما أدى إلى توقفها؛ غير أنه تم إعادة بثها من محافظة مأرب، التي تسيطر عليها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المناهضة للحوثيين والموالية للحكومة.
يقول محمد الياسري، مدير البرامج في إذاعة "ناس إف إم"، إن "عودة بعض الإذاعات لبث برامجها هو أمر متوقع لاسيما أن هذه الإذاعات كانت عاملة، ولها مقراتها وبرامجها وجمهورها، ولكن تم السطو عليها ونهب مقراتها من قبل "المليشيات الانقلابية" (يقصد الحوثيين وقوات صالح)، التي استهدفت كل صوت لا يسير في ركابها ولا يقوم بمهمة تخدير الجماهير وغسل أدمغتها لتقبل الرضوخ والاستسلام، حسب قوله.
وأضاف الياسري أن "الحوثيين وقوات صالح قاموا بمصادرة كل وسائل الإعلام التي لم تقبل تلك المهمة ومن ضمنها الإذاعات الأهلية، واضطرت هذه الاذاعات إلى أن تبحث عن مكان آمن لتعاود بثها من نقطة الصفر، ببنية تحتية وتجهيزات وطواقم كلها جديدة".
وإلى جانب النشاط الإذاعي المتنامي في اليمن خلال رمضان، تنافست القنوات الفضائية اليمنية في جلب المشاهدين عن طريق إنتاج العديد من الأعمال الدرامية بطاقم محلي رغم الظروف المالية والأمنية المتردية التي تعيشها البلاد.
وشهد شهر رمضان افتتاح قناة يمنية خاصة جديدة تحت اسم "يمن فيوتشر" المتخصصة بالجانب الدرامي والمنوعات.
ويقول الممثل اليمني أحمد المعمري، الذي يعد من الممثلين البارزين الذي شاركوا في بطولة العديد من الأعمال الدرامية في اليمن منذ سنوات، إن "رمضان الحالي شهد تنافسًا كبيرًا بين القنوات الفضائية عن طريق بث أعمال درامية جديدة تم إنتاجها محليًا رغم الحرب التي تعاني منها البلاد منذ 15 شهرًا.
وأضاف المعمري أن "هناك زخمًا كبيرًا في الإنتاج الدرامي لعديد من القنوات اليمنية، وهناك تنافس كبير من قبل القنوات في جلب نسبة كبيرة من المشاهدين، مع بروز وجوه جديدة ومبدعة في الجانب الدرامي هذا العام".
ولفت إلى أن "شركات خاصة جديدة بدأت في إنتاج أعمال درامية كشركة "الوافي" التي أنتجت مسلسلًا دراميًا تحت عنوان "هفة" الذي يبث في قناة يمن شباب الخاصة خلال شهر رمضان.
ويعاني الإعلام اليمني بقنواته الفضائية وإذاعاته من رقابة شديدة وقمع من قبل الحوثيين، حيث توجه لهم اتهامات متواصلة من قبل منظمات دولية ومحلية حقوقية بانتهاكهم الحريات الصحفية والإعلامية، واختطاف صحفيين وتعذيبهم، وقتل البعض ممن شاركوا في تغطية جبهات القتال في البلاد.